يعود العم "ميل جيبسون" ممثلا بعد حوالى ثمان سنوات غياب منذ فيلم "العلامات" بهذا الفيلم.. "حد الظلام".. و الفيلم باين من عنوانه..فيه ظلامية..و لكن شتان مابين ظلامية "خالد يوسف" (حين ميسرة و دكان شحاتة) و "احمد عاطف" (الغابة)..و مابين المخرج "مارتين كامبل" (كازينو رويال – جيمس بوند).. ده مبدائيا.. يبقى نحط نقطة من اول سطر و نقول..صبح صبح يا عم الحاج.. يبدأ الفيلم سهلس و سهلس ثم تبدأ الاحداث فى التصاعد تدريجيا سريعا ثم تحدث المفاجأة.. بوووووم..على رأى الحاج ممدوووح فرج! وضح فى خلال عشر سنوات..ان...اقرأ المزيد ميل جيبسون يعمل نجما احاديا بدون اى جنس نجم معروف.. هل هى صدفة؟ الله اعلم؟ هو الكاستينج بيبقى مش بتاعه..بس هى حاجة غريبة شوية.. ظهر تقدم السن على العم "ميل" كما قلنا..و هدأ إنفعالاته الصاخبة و ضحكاته المجلجلة و روحة المرحة الزائدة..او ربما نجح فى كتمانها.. هو من الادوار الجديرة بالمتابعة و ليس فيلما داكنا كما يصور لك اسمه..بل ربما هو "افتح" مثلا من افلام كثيرة.. هو فيلم جاد و جيد و جذاب..ليس مثيرا للغاية..لكنه به قوة جذبه الخاصة.. و ضع تحت كلمة جاد من تلت لاربعة خطوط!..مش ثقيل الظل..نو!..فيلم جد.. يعنى ايوة بقى.. فن بقى.. تمثيل بقى.. و إخراج بقى.. آه بقى! و البت الممثلة اللى عاملة بنته..مقنعة و لذيذة و خفيفة الظل و بها جمال بسيط و جاذبية هادئة..تدخل قلبك من باب انها بنتك او اختك الصغيرة فعلا.. و هى ممثلة تلفزيونية صربية اسمها "بوجانا نوفاكوفيك"..لا مؤاخذة..معلهش..اسمها كدة..من صربيا بقى..متوقعين يكون اسمها ايه مثلا؟ الهام؟ :) و معروفة ببطولتها لفيلم الرعب الشهير "اسحبنى للجحيم"! بس شغال.. بقية الـ"ستاف" بقى يا معلم..مجاهيل بالنسبة لنا..و يمكن بالنسبة للاميركان ذوات انفسهم! يعنى ممثلين داعمين زى الحاج "راى وينستون" اهو ده مثلا مثّل له دور متوسط المساحة فى الجزء الرابع من سلسلة انديانا جونز "مملكة الجمجة الكريستال".. و فيه الباشمهندس "دانى هيوستين"..كان ممثل له دور فى فيلم "منشأ الرجال إكس".. بس برضه مجهولون..مجهولون..مجهولون! الإخراج اشتغل حلو فى حدود المتاح..كان فيه شغل بذمة.. بس برضه محتاجين نجوم.. يعنى اللى يمنع اى فيلم غالبا انه يكون "بلوك باستر" كما يقولون فى الـ"ستيتس" انه يكون قليل النجوم..قليل المطاردات..عديم المشاهد الساخنة..بدون الكثير من التفجيرات..لا يمتلئ بالمواقف المفجرة للضحك..جامح الخيال العلمى او ربما مزيج من معظم هذا.. القصة جميلة..اينعم ليست جديدة جدا..لكنها محبوكة و منسوجة جيدا.. الموسيقى خدمت القصة..ليست عالية التأثير لكنها خدمت المطلوب.. الميك آب مظبوط.. تصدق ما حدث فعلا.. الحوار ممتع.. "كل شئ غير قانونى فى ماتسيتشوستس!" :) المونتاج اجاد بالفعل.. الديكورات جيدة.. فيلم للناضجين فقط..(ليس الكبار..نو..الناضجين!..هناك فرق!) النتيجة الاجمالية: 6.8 من 10
تم نشر هذا النقد من قبل فى 21 - 2 - 2010 " حافة من الظلام " نجم ظن الكثيرون أنه قد أفل و لكنه عاد إلى السطوع مرة أخرى ليصبح حالة فريدة فى تاريخ السينما العالمية ممثل بلا أخطاء تاريخه الفنى كله إبداع 36 فيلم منذ سنة 1976 حوالى ثلاثة أرباعهم فقط بطولة و الباقون أدوار ثانوية او شرفية و أخرج منهم فيلمان و أخرج و كتب فيلمان آخران لم يشارك فيهما كممثل كما له دور كبير فى الدراما التلفزيونية و دور ثالث فى الإنتاج السينمائى و التلفزيونى فاز بـ 27 جائزة منهم جائزتان أوسكار و رُشح لـ 18 جائزة أخرى ، إنه...اقرأ المزيد الفنان المبدع ميل جيبسون . يعود ميل كممثل بعد غياب 8 سنوات فلقد كانت آخر أدواره فى فيلم " Sings " او " العلامات " فيلم حالة أخرى من حالات الإبداع تمتزج فيه الفلسفة بالخيال العلمى الرصين . فيلم " حافة من الظلام " إعادة تقديم لمسلسل تلفزيونى قديم يحمل الإسم نفسه أ ُنتج سنة 1985 للمخرج نفسه ... مارتن كامبل و هذه قنبلة أخرى و لمن لا يعرف سأذكر أكثر أعماله جماهيرية " كازينو رويال " 2006 و " أسطورة زورو " 2005 " قناع زورو " 1998 " العين الذهبية " 1995 إذن نحن أمام لوحة فنية بديعة سأكمل لكم أركانها بعد قليل . الفيلم ملحمى بكل المقاييس إجتماعى فى إطار بوليسى تشويقى فالبطل فى أثناء بحثه عن قاتل ابنته يعيد اكتشاف حياته و يعيد تقييمها و يصارح نفسه - و يصدمنا - بأن الحياة ليست بهذه المثالية المفرطة و ليس شرطا ً أن ينتصر الخير فى النهاية ، الفيلم ( بيجرحك قوى و يدوس عليك ) كمشاهد فتخرج مصدوما ً و ( انتا مش عارف فين السكة الصح عشان تمشى فيها ) او بمعنى أدق تتجاهل الطريق الصحيح ( يعنى مش تمشى جنب الحيط لأ جوة الحيط ) و إلا فأرفض و إصطدم و تحمل العواقب ايا ً كانت . و لقد لخص البطل توماس كريفن هذه الحالة فى حواره الأخير مع صديقه الضابط بيل و الذى قام بدوره الممثل " جاى او ساندرس " " هل تعلم يا بيل ؟ لا أحد يتوقع منك أن تكون مثاليا ً و لكن هناك بعض الأساسيات و المبادئ التى يجب أن تتبعها بصورة صحيحة ، دائما ً نحن نفعل ما بوسعنا من أجل أسرتنا ... نذهب يوميا ً إلى العمل و نحكم عقلنا لا نؤذى اى شخص لا يستحق ذلك و لا نأخذ شيئا ً من الأشرار ، هذا كل ما فى الأمر و هو ليس بالمطلب الكثير " قد يبدو للمشاهد أن الفيلم يحمل طابع سياسى لكنه ليس كذلك على الإطلاق فقط أراد المؤلف قوى عليا غاشمة تستطيع أن تعصف بحياتك و تقلبها رأسا ً على عقب فكان ما كان فى الفيلم . " ميل جيبسون " ممثل عتويل بمعنى كلمة ظهر فى أنضج حالاته خاصة ً فى ثلاث مشاهد مشهد وفاة ابنته و مشهدها فى المشرحة و مشهد لقاءه مع صديقتها ميليسا " كاترينا سكورسون " رجل بمسدسه عارى الصدر امام سيارة بكل غضبه و نقمته على قاتلى ابنته . بالطبع لا يغيب عن عيني المشاهد الممثل الجبار " راى وينستون " فى دور جاد برج و قد شارك ميل جيبسون فى وضع كلمة النهاية و كذلك الممثل " دانى هستون " فى دور جاك بينت و قد كانت أقوى مشاهده عندما اقتحم كريفن سيارته . و كذلك الممثل الشاب شون " روبرتس " فى دور دافيد برنهام و ظهر فى مشهد أكشن بديع يليق بسن ميل جيبسون و قدراته الجسمانية الحالية الفيلم ممتع بكل المقاييس و كانت الموسيقى رائعة خاصة ً فى لحظات المفاجآت و الصدمة و الرحيل تحية لكل صناع هذا الفيلم فلقد أمتعونى حقا ً طوال الفيلم .