يعيش الملياردير الشاب توماس كراون حياة مستهترة يشعر فيها بالملل من عمله وعلاقاته النسائية المتعددة. ولكي يشعر بالإثارة في حياته يقرر أن يقوم بعملية سرقة للوحة فنية ثمينة من أحد المتاحف.
يعيش الملياردير الشاب توماس كراون حياة مستهترة يشعر فيها بالملل من عمله وعلاقاته النسائية المتعددة. ولكي يشعر بالإثارة في حياته يقرر أن يقوم بعملية سرقة للوحة فنية ثمينة من أحد...اقرأ المزيد المتاحف.
المزيدThe Thomas Crown Affair، مش مجرد فيلم سرقة أنيق، ده لعبة ذكية بين الفن، الرغبة، والحرية. فيلم بيشدك مش بخضات، لكن بنظرات، بإيماءات، وبمشهد بيرقص فيه التوتر زي خطوات تانجو بين حرامي ذكي وعميلة تامين شاكة... بس مش قادرة تبعد. مبدائيا كدا في أفلام كتير بتحكي عن السرقة، لكن قليل اللي يخليك تتفرج على السرقة كأنها رقصة باليه، والفوضى كأنها لوحة مرسومة بإيد واثقة. وفيلم(The Thomas Crown Affair) ما بيحكيش عن الجريمة... هو بيحكي عن اللعبة اللي بنلعبها لما نزهق من كل شيء، حتى من النجاح نفسه، فتوماس...اقرأ المزيد كراون... ملياردير، سارق، أو فنان هارب من الملل؟ واللي بيعلب دوره بيرس بروسنان وهنا هو مش البطل ولا "الشرير"، ولا حتى "المغرور"، هو بيلعب الراجل اللي شاف كل حاجة... وما بقاش مستمتع بأي حاجة، لما يسرق لوحة من المتحف، ما بيعملش كده علشان الفلوس، بيعمل كده علشان "يحس بحاجة"... حتى لو كانت المطاردة. هو مش مجنون، لكنه زهقان، مش مجرم، لكنه فنان بيعبر عن فراغه بطريقته الخاصة، أما رينيه روسو... واللي قدمت شخصية عميلة التأمين كاثرين بانينج، اللي جاية تمسكه، كانت المفروض تبقى "العقل"، بس مع الوقت، اللعبة خرجت من إيدها، ما بين كل جلسة استجواب، وكل نظرة ما بين الشك والانجذاب، بتكتشف إنها مش بس بتحاول تمسكه... هي بتحاول تفهم نفسها كمان، روسو أدت الدور بحس عالي جدا، مش محتاجة تصرخ ولا تبكي علشان تقول إنها متلخبطة، نظرتها، طريقتها وهي بتشرب القهوة، وهي بتراقبه من بعيد، كافية تقولك كل حاجة. ومن هنا ظهرت العلاقة الحقيقية بين توماس وكاثرين مش حب سهل، هي لعبة شد وجذب، كل واحد فيهم عارف إن التاني بيخبي حاجة، بس اللي بيحصل إن كل كذبة بتقربهم أكتر، في مشاهد كتير في الفيلم، مفيش كلام، بس في إحساس تقيل، واحد منهم عايز ينكشف، والتاني مش قادر يصدق. الفيلم ما قدمش الرومانسية بشكل ساذج، قدمها كحاجة مؤلمة، جميلة، فيها وجع، بس فيها لهفة حقيقية. ولو اتكلمنا عن الإخراج فالمخرج جون مكتيرنان استخدم الكاميرا وكأنها شخصية تالتة، في كل لقطة، بتحس إنك داخل في دماغ توماس، وبتخرج تدخل في قلب كاثرين، وبعدين ترجع تقف مكانك... مش عارف تتعاطف مع مين أكتر. ويمكن مشاهد السرقة مش سريعة، ومش طويلة لكن مليانة حرفية، تعال نبص كمان على اللون، الزاوية، الموسيقى، كلهم بيقولوا نفس الجملة: "المتعة مش في السرقة، المتعة في التخطيط ليها" وبصراحة الفيلم مليان لوحات، متاحف، نظرات طويلة للوحات، وده مش ديكور لفيلم وخلاص لا فاللوحات نفسها بتشرح اللي الشخصيات مش قادرة تقوله، وده بيظهر كمان فكل تفصيلة فنية كانت بتكمل شخصية، أو بتشرح شعور، من غير ولا كلمة. النهاية؟ لمسة خفيفة، بس تقيلة في المعنى، ويمكن الفيلم ماخلصش بخدعة ضخمة ولا بانفجار، خلص بلقطة فيها ابتسامة، وقرار، وسؤال: هل ممكن واحد يسرق قلبك... وترجع له المفتاح؟