أراء حرة: مسلسل - الخواجة عبدالقادر - 2012


الخواجة يحيى الفخرانى ... أيقونة النجاح

كما عودنا يحيى الفخرانى .. يبهرنا كل عام بتحفة فنية انسانية فى اطار فنى رائع فكان مسلسله (الخواجة عبد القادر). وبالرغم من أن العمل لم يأخذ حقه من العرض مثل مسلسلات أخرى أقل منه بكثير على المستوى الفنى امتلأت بها القنوات لدرجة اننى كرهت الريموت كنترول بسببها. المسلسل تم عرضه على قناتى الحياة وام بى سى فقط وبالرغم من أن قناة الحياة باعلاناتها كفيلة بافساد مشاهدة اى مسلسل إلا ان روعة المسلسل وفريق العمل جعلتنى استحمل هذا الكم الغريب من الاعلانات على قناة الحياة وهى ظاهرة لابد من الوقوف امامها جديا...اقرأ المزيد لأننا اصبحنا فى زمن فيه العمل الفنى على الهامش والاعلانات هى الاساس أو كما يحلو للبعض القول (دول بيقطعوا الاعلانات عشان يجيبوا المسلسل وليس العكس). نرجع للمسلسل .. اولاً القصة فعلا جديدة عن مهندس انجليزى (هربرت دوبرفيلد) جاء إلى السودان للعمل قاصدا الانتحار هروبا من حياته فى انجلترا ومن عدم وجود صديق حقيقى وكذلك من زوجته التى تخونه فانكب على شرب الخمر قاصدا قتل نفسه ولكن تنقلب حياة فى السودان رأساً على يتعرف على العامل البسيط (فضل الله) الذى أحب الخواجة لأنه لمس فيه القلب الطيب وبادله الخواجة المحبة وكان سبباً فى ان تعرف على الشيخ (عبد القادر) الذى كان سببا فى دخول هربرت الاسلام بقلب صافى مقتنع وبقلب محب لله عز وجل مستمدا هذا الحب من تصوف الشيخ عبدالقادر ثم يأتى الخواجة عبدالقادر إلى صعيد مصر حيث يواجه بعض المشاكل النانجة عن سيطرة الحاج عبد الظاهر على قرية الحورية التى يعمل بها الخواجة ويواجه هذه المشاكل بالحب والقلب الطيب ويتبنى أحد الأطفال (كمال) بعد وفاة والده فى المحجر ويتكفل بتعليمه فى مقابل أن الطفل كان يعلمه القرآن وهى علاقة انسانية من أعظم مايكون. ثم يقع الخواجة فى حب زينب أخت عبد الظاهر ويحاول أن يتزوجها فيقابل بمعارضة شديدة من أخوها ومشاكل أكثر بسبب حب عبدالظاهر لأخته الشديد وكذلك خوفه على ثروتها، لكن الخواجة ينجح فى النهاية من الزواج من زينب ويقوم عبدالظاهر بحرف المنزل بعد حبسهما فيه ولكن الله ينجيهما ويختفيان ويقوم كمال عندما يكبر ببناء مقام للخواجة فى القرية فى نفس المكان الذى كان يحفّظ فيه الخواجة القرآن كما أوصاه ويحاول البعض هدم المقام لكن تفشل محاولاتهم. المسلسل يؤكد على قيمة غائبة عن حياتنا اليوم وهى (الحب النقى المنزه عن الغرض) .. حب الله .. حب الوطن .. حب الاصدقاء .. حب الحبيبة. على المستوى الفنى ... شهد المسلسل ميلاد مخرج متمكن فعلا من ادواته يعيبه فقط انه ابن الفخرانى مما يجعل البعض يظلمه ولا يحكم عليه حكم موضوعى بالرغم من ان نقلاته بين عصرين فى المسلسل وفى شهر مزدحم بالمسلسلات (رمضان) ينم عن مخرج فعلا واعد متمكن ونتمنى له استمرار التوفيق والنجاح. الفخرانى عظيم عالعادة .. طفل يدخل قلبك دون استأذان .. لم تعوقه لكنة الخواجة الغريبة عن الدخول الى القلب مباشرة .. بجد انت فنان عظيم يا أستاذ يحيى. البطل الآخر فى المسلسل كان الرائع أحمد فؤاد سليم قام بدور رائع مقنع دون افتعال أو مبالغة لاحظ جزء منها فى مسلسل باب الخلق. سوسن بدر رائعه كالعادة . سلاف معمار كانت ممتازة فعلا وباقى فريق التمثيل صلاح رشوان والطفل أحمد خالد وهدى هانى وحسن كامى ومحمد الدسوقى ومحمد شلش (زايد أخو عبدالظاهر وزينب) الذى يتقدم من دور لدور بقوة وكذلك الفنانة سماح السعيد وغيرهم. المسلسل رائع فعلا .. تصوير ، إضاءة ، موسيقى والأهم لم أشعر بأى مط أو تطويل والفضل هنا للمخرج شادى الفخرانى والكاتب عبدالرحيم كمال الذى صرح بأن شخصية عبدالقادر حقيقية لمهندس المانى جاء إلى سوهاج فى القرن الماضى. اننى انصح من فاته مشاهدة هذا المسلسل مشاهدته عند إعادته مرة أخرى أو مشاهدته على مواقع الانترنت هروباً من جحيم اعلانات الفضائيات.


"الخواجة عبد القادر" الصنعة المتقنة التي تصرخ إبداعًا

إذا ما كنت تبحث عن عمل درامي متكامل أتقن فيه الكاتب حبك قصته وسردها في سيناريو متماسك ومنسجم وحوار ذكي ودقيق، وأتقن فيه المخرج التنقل بين مشاهده وإبراز ملامح شخصياته وانفعالاتها ونجح في إخراجه بصورة بديعة وأبدع فيه كل الممثلين بأدوارهم المتعددة والمتباينة وصدقت فيه الصورة المقدمة بأحدث التقنيات وموسيقى تصويرية عذبة تنقلك إلى الأجواء بلا تكلف .. فمسلسل الخواجة عبد القادر هو المنشود. ﻻ أستطيع أن أقترح أو أسمي عملاً بلغ هذا الحد من اﻹتقان والجودة في العقدين اﻷخيرين على اﻷقل .. الكاتب/ عبد الرحيم...اقرأ المزيد كمال ، بعد عمله الرائع (شيخ العرب همام) ، يقدم ملحمة صوفية من أعلى طراز تفوق فيها على نفسه ولدقة معلوماته عن شمال السودان وصعيد مصر وعن طبيعة الحياة في كليهما أيام اﻻستعمار وعن تأثير مشايخ التصوف وتزكيتهم للنفوس والمحبة الخالصة لله ولعباده مهما اختلفت ألوانهم وجنسياتهم وملتهم، بل واقتاد القصة في سلاسة بوضع اﻹرهاصات بدءً برؤى الخواجة المنامية ومن ثم نقله لمشاعره المكتئبة الرافضة للشر ورغبته في الموت ثم انتقاله للرغبة في الحياة ومعرفة الله واﻹسلام ومن ثم رحلة بحثه عن الحب التي اصطدم فيها بشرور النفوس التي استسلمت للأهواء وابتعدت عن ربها، ونجح في عرضها سياق رحلة بطل أسطورية .. يحيى الفخراني : الخواجة عبد القادر : تفوق على نفسه وقدم دورًا يليق بمستواه كفنان عظيم بل وأبرز من الشخصية أكثر مما كان يحلم مؤلفها.. نجح أن ينقل لنا بكل براعة روح الخواجة الطفلة البريئة والشفافة الكارهة للشر المحبة للخير والحياة .. حتى إنك لتلمس حالة اﻹيمان والوله بالله صادقة من قلبه ﻻ تكلف فيها وﻻ رياء والضحك يخرج منها صافيًّا والمرح والغضب للحق والدهشة والحيرة والخوف وكل هذه المشاعر رسم لوحتها وتعابيرها بكل براعة على وجهه بأداء يستحق أعلى درجات التقدير والتكريم واﻻحتفاء .. ﻻ أزال متأثرًا بالمشهد الرائع الذي كان يسمع فيه نصيحة شيخه السوداني (عبدالقادر) بالسفر إلى صعيد مصر وسؤاله الممزوج بالخوف والتأثر:" وإذا أنا رجع مش مبسوط تاني" ومن ثم نظراته التي تشبه طفلاً تائهًا يتعلق بأمله اﻷخير في العودة لبيته وهو يردد عبارة الشيخ : " يا حي يا قادر .. فك أسر عبد القادر" كان يرددها في أداء مؤثر حد البكاء .. هذا اﻷداء المخلص انعكس على فريق العمل ككل .. فهذا هو (كمال الصغير) الذي قام بأداء دوره الطفل الموهبة أحمد خالد (وﻻ أدري من اكتشفه) بدا وكأنه تأثر بأستاذية الفخراني ليجاريه في تقمص شخصيته والتعمق في اﻷداء بالتعبير واﻹقناع، الصغار اﻵخرين كانوا جيدين جدًّا في حدود أدوارهم الصغيرة، لكن كمال الصغير في دوره المحور أبدع وأمتع وأقنع، وهذه (سلافة معمار) الممثلة السورية الرائعة التي جمعت بين الجمال المنشو في شخصية (زينب) واﻷداء المتمكن في إتقانها لللهجة الصعيدية ونقلها أحاسيس الفتاة التي كانت ضحية وتحسب نفسها بفضل زوجة أخيها الماكرة (سلطنة:سوسن بدر) "عفشة ..! ومدبوبة ..!!" ومن ثم انفراجة حياتها بعد ما لامست روحها روح الخواجة الشفافة لينتقلا في رحاب محبة الله إلى المحبة الطاهرة والعشق الحلال في أرقى صور الرومانسية .. التي فاقت (في تصوري) قصة روميو وجولييت التي أخذت تحكيها لابن أخيها بعد ما سمعتها من الخواجة "كان في بنت حلوة قاوي قاوي قاوي .. واسمها جولييت " .. أما اﻷداء الخارق لأحمد فؤاد سليم: الحاج عبد الظاهر .. فهو برع في نقل كل جوانب شخصيته فرغم أنه هو الشرير فقد كان صديقًا للخواجة في البداية ومحبًّا لأخته زينب حبًّا زائدًا مبالغًا فيه، وكان متسلطًا وجبارًا وكان دائمًا ما يصلح الخواجة جبروته بطيبته وبساطة تعبيره ولكن في النهاية غلبت عليه شقوته وقرر بنفسه أن يحرق أخته وزوجها الخواجة .. كل هذه اﻷبعاد النفسية نجح في نقلها هذا الممثل البارع .. محمود الجندي: كمال الكبير وراوي قصة الخواجة والذي خاض حياته الخاصة من خلال رؤيتنا نحن المتابعين عبر المسلسل مع مشكلات ابنه وقضية المقام التي أرقت صلاح رشوان:يوسف عبد الظاهر ،كلهم برع في دوره وقدمّه على أكمل وجه .. حتى ﻹن ذلك يحمد للمخرج الذي نجح في إخراج هذه التحف اﻹبداعية من كتيبة الممثلين التي كانت بحوزته ، ليقدم عملاً استحق كل مليم دفع فيه للإنتاج . بالطبع لن أنسى الممثل السوداني البارع (عبد الخالق محمد عمر) الذي دخل قلوبنا بأداءه الرائع والجميل لشخصية فضل الله المحبوبة والتي أحببناها مع الخواجة وتأثرنا بها كم تأثر بها الخواجة، وكأنه كان يقارع الفخراني أداءه، وكذلك الممثل (إبراهيم فرح) الذي قام بدور الشيخ السوداني على أكمل وجه ، الفترة التي قضاها الخواجة في السودان نجح المخرج شادي الفخراني في نقلها بصورة مماثلة للواقع دون السقوط في خطأ التعميم واستجلاب ممثلين من النوبة ليتحدثوا بلهجة مغايرة عن لهجة أهل شمال السودان بل نقل صورة السودان الصافية النقية دون تقليل أو تجريح أو جهالة مما دل على المجهود الجبار الذي تم بذله في هذا الشأن بل إن المشاهدين جميعًا تعلقوا كما (الخواجة) بالفترة التي قضاها في السودان ووصفوها بالجميلة . لتأتي اﻷيقونة الموسيقية التي أضفاها (عمر خيرت) على المسلسل باستيحاء اللحن الصوفي للنشيد (والله ما طلعت شمس وﻻ غربت .. إﻻ و ذكرك مقرون بأنفاسي) مكمّلة للتصوير البارع الذي نقل لنا مشاهد حيّة وغنيّة في عمل يصعب تكراره ويصعب على المخرج شادي الفخراني رحلته في طريق الدراما المقبلة وقد رفع رصيد التوقعات إلى أعلى درجة . مهما تحدثت فلن أوفي المسلسل حقه وقد تجاوزت العديد من تفاصيله التي تستحق التعليق واﻻهتمام . لكنه العمل الدرامي اﻷفضل عربيًّا في الفترة الحالية إن لم يكن اﻷفضل على اﻹطﻻق.


ابدااااااع !!!

مسلسل رائع ممتاز يليق بتاريخ يحيي الفخراني و ذلك العمل تفوق كثيرا علي اخر 3 مسلسلات للفخراني و اعتقد ان شادي الفخراني له مستقبل جيد لن نستطيع ان نحكم عليه بشكل نهائي الا اذا قام بالعمل بشكل مستقل بعيدا عن والده ، فيكفي انه من المخرجين القلائل في مصر الذين جعلوك تشعر بمدي حجم الفارق الزمني بين الاربعينات و عصرنا الحالي بدون اللجوء الي ديكورات و اماكن تصويرساذجة . القصة من اجمل ما يكون بها نوع من التجديد علي الدراما المصرية و هذا ما نحتاجه الان ، اعمال تاريخية خيالية تجذب المشاهدين لا تنفرهم منها...اقرأ المزيد الموسيقي جيدة و انا في اعتقادي ان موسيقي عمر خيرت في الاعمال الدرامية اصبحت متشابهة و يجب عليه التجديد في اختيار ادواته حتي لا يسبب الملل للمشاهد اداء يحيي الفخراني لا نقاش فيه و كذلك السورية سلاف عمار و محمود الجندي اما ذلك الشاب الذي قام بدور عبد القادر نجل محمود الجندي فيحتاج بعض الخبرة و التدريب و كذلك يجب عليا ان اشيد بدور القدير احمد فؤاد سليم ، الجندي المجهول في كل عمل يعمل فيه و لا ياخذ حقه من الاشادة