أراء حرة: فيلم - Big Miracle - 2012


دراما واقعية

في تجربة قد لا تكون فريدة من نوعها حاول المخرج كين كويبس بالاشتراك مع المؤلف جاك إمييل تقديم ملف حول الحرب الباردة بين أمريكا وروسيا وذلك من خلال قصة مستوحاة من الواقع استولت على قلوب العديد من سكان العالم وقتها عندما حاولت إحدى الوكالات المهتمة بالبيئة وتدعى (جرينبس) الزج بنفسها وسط تلك الحرب وإذابة الجليد بين البلدين فاستغل جاك إمييل تلك القصة وحولها إلى سيناريو فيلم (المعجزة الكبرى) حيث مغامرة مراسل صحفي بإحدى البلدان الصغيرة يدعى آدم كارلسون (جون كراسينسكي) يحاول إنقاذ عائلة من الحيتان...اقرأ المزيد الرمادية المهددة بالانقراض من حصار جليدي مدمر بالقطب الشمالي تنضم إليه صديقته السابقة راشيل (دور باريمور) وهي من محبي الحيوانات فتقرر التطوع في محاولة منها لتحفيز الرأي العام ﻹنقاذ تلك الحيتان وحشد تحالف كبير من سكان اﻷسكيمو ضد شركات النفط التي تسعى فقط إلى تحقيق أرباح دون الأخذ في الاعتبار ما يهدد البيئة الطبيعية ...فكرة مساعدة الكائنات الحية بصفة عامة وإنقاذ أنواع من الإنقراض فكرة تم تقديمها في العديد من الأعمال الفنية الاجنبية ولهذا فهي ليست بقصة جديدة ولكن تورية جاك إمييل وما يحمله من مغزى حقيقي لتقديم مثل هذه القصة سينمائيا هو الأمر الوحيد الذي يدعو إلى الوقوف قليلا أمام تلك التجربة لعرض دراما سينمائية لقصة جيدة وطرح الوضع السياسي العالمي المتشابك وما يحمله من تعقيدات وقتها وما قامت به وكالة جرينبيس من معجزة كبرى لدفع هذين البلدين (روسيا و الولايات المتحدة اﻹمريكية) للتعاون مع بعضهما البعض لإنقاذ تلك العائلة من الحيتان ، مادة الفيلم غنية بالكثير من المعلومات السياسية والتي تعرض تقريرا ساحرا وموسعا عما حدث بين الدولتين العظمتين وقتها.....كذلك الإشارة إلى أن عملية الإنقاذ تطلبت العديد من جهود الحرس الوطني وحرس السواحل الإمريكية وكذلك السكان المقيمين باﻷلسكا وهو ما أضفى على الفيلم جو طبيعي وواقعي للأدوار الفنية التي قدمها الممثلين بحرفية وإضافة إلى ذلك عرض إتحاد شركات النفظ الأمريكية والروسية ﻹنقاذ تلك الحياة وهو الأمر الذي دعى إلى إنهاء الحرب الباردة بين البلدين...وتأتي هنا الإبعاد اﻹنسانية التي عرضها المؤلف من خلال السيناريو الجيد الذي كتبه حيث شخصية راشيل التي وضعت حياتها أمام استمرار حياة تلك الكائنات فأدت دورها الممثلة دور باريمور ببراعة بالغة وظهر ذلك من خلال المشاهد التي جمعتها بالحيتان والتحدث إليها كأنها كائن بشري يدرك ما تعانيه راشيل ...كذلك تصوير أماكن طبيعية مثل منطقة اﻷلكسا كان أمرا مشوقا ومثيرا حيث عرض اﻷلون الأبيض بمساحة كبيرة دعى إلى فكرة التفاؤل لإنهاء تلك المشكلة ...الفيلم يستحق التميز عن باقي الأعمال التي ناقشت تلك القصة من قبل.