- الرئيسية
- فيلم - Gran Torino - 2008
- أراء حرة
- English
أراء حرة: فيلم - Gran Torino - 2008
عندما يريد كلينت إيستوود صُنع فيلماً..
![Hossam Waleed]()
Hossam Waleed- 12:00 صباحًا - 2 فبراير 2016
- نقد آخر لنفس المستخدم
Hossam Waleedفيلماً مختلفاً و رائعاً، له لونه الخاص، جميل، و أعجبني كثيراً.. إنه الفيلم الدرامي Gran Torino الذي شاهدته في صباحاً رائعاً الأسبوع الماضي، وقررت أن أكتب له مراجعة سينمائية ليس فقط لأنني قضيت وقتاً ممتعاً أثناء مشاهدته، بل لأنه في الحقيقة به الكثير من الأشياء التي تستحق التحدث عنها والتمعُّن فيها، وأيضاً للتعلم والإستفاده منها. إذن فالنفعل ذلك.... الفيلم يتحدث عن رجل مُسِن يدعي "والت كوالسكي" مقاتل سابق فى الحرب الكورية، قضى حياته فى شركة فورد للسيارات، لا يُخفي إمتعاضه من إنتشار السيارات...اقرأ المزيد اليابانية والمصنوعات الأجنبية، يجد نفسه في نهايه فتره حياته بعد موت زوجته، يعيش وحيداً في منزله مع كلبته، وأولاده وأحفاده يطمعون فى بيته وممتلكاته القليلة ولا يهتمون به إطلاقاً.. وفي ليلة ما يُلقّن مجموعة من المُشاغبين "عصابة الهمونغ" درساً لإثارتهم المشاكل بجوار منزله، و هم الذين حاولوا قبلاً سرقه سيارته الخاصه العزيزه عليه ال"جران تورينو"، و حينَئِذ يكتشف أن شاباً مراهقاً يقطن بالجوار يفتقد للكثير من الأشياء في حياته.. يُقرر العجوز مساعدته و عندها تتغير الأمور كثيراً فيما بينهم. والت كوالسكي؛ الشخصية التي جسدها "كلينت إيستوود" كانت مذهله وأنا أعني حقاً، و كانت مدروسه منه بشكل كبير، و قدم أداء لا يُنسي أقل ما يوصف به هو رائع، بالإضافة إلي أثر خبره السنين علي أدائه الرهيب. فالنتحدث عن الشخصية قليلاً... الشخصية مثيره للإهتمام وهي المحور الرئيسي في الفيلم؛ فهذا العجوز هادئ الطبع -الذي أطاحت به سنوات حياته إلي ما هو عليه الآن- يعيش حياه لا يستمتع بها كثيراً، فهو نوعاً ما فقد طعمها بعدما عاش حياه طويله تؤلمه فيها أعمال شنيعه قام بها عندما كان في الحرب (لاحظ تعبيرات وجهه وهو يتكلم عن فتره الحرب.. لا تشك أنه فعل تلك الأشياء في الواقع) كما أنه لا يحظي بعلاقه رائعه مع إبنه رب العائله، لذا فهو لا يعيش في سلام مع نفسه، و يُفكر بما قام به كثيراً من قتل الجنود في "كوريا". من الأشياء التي أعجبتني في شخصيه "كوالسكي" هو عدم مُبالاته "كثيراً" لأي شيء من حوله، يجلس علي أريكته وحيداً طوال اليوم يحتسي الجعة، لا يعتذر عما هو عليه، يؤمن بأنه علي صواب ويفعل الصواب، كما يؤمن أن جميع من حوله هم لاشيء سوي مجموعه من الخِراف الحمقي الذين لا يفهمون شيئاً. إمكانيات إيستوود في صنع فيلماً عناصره المختلفه تم توظيفها جيداً تجعله يستحق الأشاده به و بفيلمه هذا. هل تصدق أن هذا العجوز -بعيداً عن هذا الفيلم الذي حمله "كاملاً" تقريباً تمثيلاً و إخراجاً- صنع تحفه فنيه أُخري إلي جانب هذا العمل في نفس العام الذي صدر فيه الفيلم؟ وهو فيلم Changeling.. أنا أتحدث عن فنان حقيقي في التمثيل و الإخراج، وهو لكثير من الأمريكيين بمثابه أُسطوره لا يأتي مثله الكثير. أعني حقاً.. ما الذي تنتظره من شخص -إلي حين ظهور الفيلم- في مهنه الإخراج 37 عاماً، وممثل منذ 53 عاماً، حائز علي أربعه جوائز أوسكار، وعمره حينها كان 78؟!... إذن هو "مخضرم" بكل ما للكلمه من معني. سيناريو الفيلم كان أروع ما فيه، قصه أصليه تجذب إنتباهك، مُحبَكه و مُتقَنه جداً من "إيستوود" الذي عرف كيف يتعامل معها بالشكل المطلوب. فهذا العجوز الأمريكي الخبير يُقرر مساعده مراهق في بدايه حياته والذي أراد سرقته أولاً، و ينقل خبرته الكبيره في تعليمه ما يلزمه، فيجد المراهق فيه قدوته المفقودة ويصبح صديقاً وفياً له.. هذا الجزء من القصه تحديداً كان أكثر من رائع بالنسبه لي. ما حدث في نهايه الفيلم عندما إلتزم "والت" بالصبر ولم يتسرع حين هاجمت العصابه شقيقه "ثاو" و سعي للتخطيط للنيل منهم؛ هذا مشهد آخر تتعلم منه الكثير. الفيلم -وللمُفاجأه- يحمل كميه كبيره من روح الدُعابه، خصوصاً مشهد الحلاق الإيطالي مع "ثاو" الذي يُعدَّ هستيرياً. أيضاً ال Dialogue أو الحوار بين الممثلين كان ممتازاً في الفيلم، و غَلُبَ عليه طابع "اللغه البذيئه" التي يتَّبعها كثيراً من الأمريكيين في حياتهم العامه.. و في الأفلام بالطبع. حسناً.. الآن لماذا الفيلم مختلف؟ ما الذي يميزه عن أي فيلم درامي آخر؟ بالنسبه إليّ وجدت طابع الإختلاف في النقاط التاليه: 1- تيمه "الهدوء" و عدم صخب الأحداث كثيراً التي تميز بها الفيلم. 2- بساطه القصه -ومع ذلك قوتها- و سهوله متابعتها.. (لدرجه أني شعرت أن الفيلم تم تصويره في خلال شهر من الزمن!). 3- علي الرغم من دوران أحداث الفيلم بين ثلاثه أشياء فقط ألا وهم (منزل "والت" و سياره ال"جران تورينو" القابعه بداخلها، المنزل المُجاور لمنزل "والت".. و هي العائله الآسيوية غريبة الأطوار "الهمونغ"، العصابه و سيارتها البيضاء) إلا أن إيستوود إستطاع إستغلال محدوديه هذه الأشياء والمكان لتفيد الفيلم و لتعطيه شكله الخاص التي ظهر بها، و كل ذلك يخدم الحكايه الرئيسيه التي يرويها الفيلم. شيئاً آخر راقني جداً في الفيلم وهو تصويره في الصباح -بإستثناء لقطه النهايه رُبما- تحت أشعه الشمس الصفراء.. فقط أحببت ذلك. الفيلم تم تصويره "كاملاً" في ولايه ميشيغان الأمريكية، وفي حي واحد أيضاً (هذا إن لم يكن في شارع واحد). الموسيقي التصويريه "العسكرية" في أغلب اللقطات أعطت للمَشاهد -وهو ما كان مقصوداً من إيستوود- هذه الروح الأمريكية "الصميمه"، و كأنه يفخر بكونه أمريكياً بطريقته الخاصه. سلبيات الفيلم (من وجهه نظري، كما هو الحال في النقد بأكمله..) : 1- التركيز علي شخصيه "كوالسكي" كان أكثر قليلاً من أحداث الفيلم الأُخري؛ فكنت أتمني معرفه المزيد عن حياه "ثاو" الشخصيه و عن العصابه أيضاً.. خاصه العصابه. 2- عدم قوه الشخصيات الأُخري بغير شخصيه "كوالسكي"، فقد ظهرت عاديه أو جيده علي أقصي تقدير. 3- بُطيء الفيلم قليلاً في منتصفه. 4- مشهد القتل الأخير؛ فبعد قتل العصابه "والت" في نهايه الفيلم، لم يَظهر أي شيء من محاوله هروبهم أو ردة فعل تجاه ما فعلوه.. المشهد التالي لذلك هو قبض رجال الشرطه عليهم بمُنتهي السذاجه.... فقط كذلك. لكن عموماً ما خرج عليه الفيلم جعلني أغفل ولا أُبالي بالنقاط السلبيه القليله تلك؛ لأنها لم تؤثر كثيراً علي الفيلم نفسه، فهي كانت من "الأفضل" ألا توجد فحسب، وكنت راضياً عن النهايه و التي رُبما تعدَّت توقعاتي، لذلك يُمكن إعتبار الفيلم رائعاً -إن لم يكن عظيماً- من دروس تُستفاد منه. علي صعيد الإيرادات التي حققها الفيلم فقد جمع 270 مليون دولار حول العالم في عام 2009، منها 148 مليوناً في أمريكا فقط، وكانت ميزانيته حينها 33 مليون دولار، و حصل علي مراجعات إيجابيه تُشيد بمجهود كلينت إيستوود وهو الآن يقبع في المركز رقم "149" لأفضل 250 فيلم في التاريخ للموقع الأشهر فيما يتعلق بالأفلام IMDb، و تقييمه عليه 8.2/10 و هي تقريباً نفس العلامه التي أعطيته إياها.
