على مدار ساعتين إلا خمس دقائق تقريبا دارت أحداث الفيلم الأجنبي (The Monuments Men) والذي يعد التجربة الإخراجية الرابعة للمثل جورج كلوني بعد أفلام (Good Night, and Good Luck. ) عام 2005، وفيلم (Leatherheads ) و(The Ides of March ) عام 2011 وشاركه في التمثيل كلُ من كيت بلانشيت ومات دايمون، ومجموعة أخرى من نجوم هوليوود، حيث دارت الأحداث المستبدة عن قصة حقيقة كتبها المؤرخ (روبرت إدسيل) عن تولي فريق دولي من أشخاص مهتمين بالفنون والآثار تقوده أمريكا لاسترجاع بعض التحف والآثار التي قام النازيون في عهد...اقرأ المزيد هتلر بسرقتها ومحاولة حرقها.. ومن هنا نلاحظ الرسالة الواضحة التي مازالت وستظل هوليوود تقدمها من خلال أفلامها وهي أن أمريكا هي المنقذ الوحيد والأوحد للبشرية، فالقصة تلك المرة ليست بخيال علمي ولا ببطل خارق للطبيعة ينقذ الإنسانية من الدمار بل فكرة جديدة وغير معتادة قدمها كلوني بفيلمه هذا والذي شاركه في كتابة السيناريو المؤلف (جرانت هيلسوف) الذي شارك بن افيلك في كتابة سيناريو فيلم أرجو عام 2012 وحاز على الأوسكار والسؤال الذي يطرح نفسه بشكل واضح وكبير هو أين كانت أمريكا وقت الحرب على العراق وأين كانت وقت نهب كنوزها وآثارها، وليس هذا فقط أين كانت أيضا وقتها عندما قررت حركة طالبان هدم جميع تماثيل بوذا ... وأين هي الآن فيما يحدث في سوريا والانتهاكات والسرقات التي حدثت في الجامع الأموي... وإذا تركنا الجزء السياسي والذي لا يعيرنا اهتمامًا هنا بالرغم من أهميته العظيمة فسنجد أن الفيلم افتقد لأهم العناصر التي تبنى عليها مثل هذه النوعية من الأفلام وهما عنصري الإثارة والتشويق، فأغلب المشاهد جاءت باهتة وقدمت بشكل سردي بحث، دفعت بالمشاهد وكأنه يقرأ كتاب أو رواية وليس بمشاهدة فيلم بالسينما. ولم يكن هناك أي تفاعل مع شخصيات الفيلم خاصة أن أغلب الممثلين أمثال مات دايمون وكلوني نفسه، وبيل ماري كانوا أكبر سنا من تقديم مثل هذه الأدوار التي تحتاج نوعا ما إلى وجوه شابة أو أصغر سنا من أبطال الفيلم ليضفي نوعا من الحقيقة والواقعية التي فقدها الفيلم. باﻹضافة إلى مجموعة من المشاهد التي إن حذفت لن تدر بالسياق الدرامي فمثلا مشهد الصبي القناص الذي اعتقد كلا من بوب بالابان وبيل موراي أنهما محاطين بمجموعة من الألمان ويفاجآ بأنه مجرد صبي، وكما ذكرنا فإن الأداء التمثلي لم يضيف للفيلم شيء غير أنه زاد من المشاهد المستهلكة، بإﻹضافة إلى الحوار المترهل، ولتأتي الموسيقى التصويرية مستكملة نفس النمط فكانت عادية، بل وجاءت غير مناسبة في بعض المشاهد التي تحتاج إلى موسيقى حماسية لتصور مايحدث من أهوال الحرب. ومع كل السلبيات السابقة التي طالت الفيلم لكن يأتي الإنتاج الكبير الذي جاء سخيا بشكل واضح فقد تم تصوير أغلب المشاهد في ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وبلغت ميزانية الفيلم تقريبا 70 مليون دولار أمريكي. الفيلم ممكن أن يشاهد للتعرف على القصة ليس إلا