أراء حرة: فيلم - ﺭﺳﻮﻡ ﻣﺘﺤﺮﻛﺔ - Wreck-It Ralph - 2012


التاريخ يعيد نفسه من جديد

مشاعر الأطفال هى أرق وأنعم وأجمل وأكثر الأشياء براءة فى عالم اختفت منه البراءة والجمال فيلمنا قصة جميلة جدا لكنها تشبه الى حد كبير فيلم شركة المرعبين المحدودة 2001 ورغم اختلاف الشخصيات والأحداث الا ان هناك تشابه واضح بين الفيلمين فالشخصية طيبة فى عالم الخيال العلمى شريرة فى عالم ومفاهيم البشر وتبدأ دوام عملها بوقت وينتهى بوقت اخر حسب مواعيد العالم الاخر يجد نفسه امام طفلة تسبب له المشاكل وتفسد عليه حياته وماكان يخطط له ويحاول التخلص منها ولكن مشاعرها الرقيقة والجميلة تغيره لأن يساعدها فيما...اقرأ المزيد تريده ولكن دائما ماتظهر شخصية شريرة تعبث بعقل البطل وتوهمه انه لو ساعدها فسيتسبب فى اهلاك العالم ولكن يحدث شئ والمفترض ان ماحدث صدفة ويجعله يرى ان ماقاله الشرير ليس الا كذب وافتراء وتضليل وانه ماكان يريد الا مصلحته الشخصية وكالعادة يهزم الخير الشرير فى النهاية ودائما مايجد الخير نقطة ضعف يستغلها ليهزمه ويعود كل شئ كما كان فى السابق بهلاك الشرير اضافة الى انه يضفى لمسة سحرية على العالم ليجعله أجمل الجديد فى هذا الفيلم ان بطلنا هو شخصية منبوذة لاأحد يحبه بعكس شلبى سولفان الذى كان متفوق فى مجاله فلم يكن أحد يكره غير أعداء النجاح ورغم تعدد العوالم الا انه لا يوجد الاعالمين فقط عالم الخيال وعالم الواقع


ذا كان لأحد الخيار أن يكون من الأخيار فعليه بالايثار !

اعتدنا من استوديوهات والت ديزني العريقة على التوليفة السحرية من المتعة البصرية و القصصية فشركة ديزني لا تهتم بالجانب البصري على حساب السرد الروائي – مثل بعض استوديوهات الرسوم المتحركة التي تهتم بالصورة الجذابة للطفل و تنسى جمهورها من الكبار الذي يحتاج الى عرض سينمائي مرضي - و لم تخذلنا ديزني و قدمت لنا حالة ابداعية تعد اضافة جيدة لسلسلة الكلاسيكيات التي في الغالب تعتمد على قصص خرافية أو كتب مشهورة يتم اعدادها رسوميا . ضاهت ديزني حليفتها بيكسار في حسها الابتكاري...اقرأ المزيد لعوالم جديدة مثل (حكاية لعبة: 1995) و (شركة المرعبين المحدودة : 2001) و ( سيارات :2006 ) و اقتربت قليلا من بلاد عجائبها ( أليس في بلاد العحائب :1951) حيث هوية ديزني حاضرة جدا في هذا العمل و صنعت لنا كلاسيكيتها الثانية و الخمسين بعنوان " أتلف – يا رالف " من خلال عالم ألعاب الفيديو بشخصياته التي تنسج لنا قصة الفيلم. في رأيي لايكمن الذكاء في القصة فحسب و هي بالفعل موفقة جدا و لكن الذكاء الأكبر يكمن في التزاوج بين ألعاب الفيديو - التي طالما استخدمت الرسم الحاسوبي- من ناحية و الفيلم السينمائي الرسومي حاسوبي التحريك من ناحية أخرى عجبني هذا الاتجاه فهذا ممكن أسميه بيئة مثالية أو قماشة رائعة لعمل فيلم رسومي ثلاثي الأبعاد . الأتموسفير هنا مهيأ لعمل فيلم رسومي عن شخصيات تعيش خلف شاشات الفيديو جيم تبدأ مغامراتها عندما ينتهي اللعب و شخصيتنا الرئيسية هو رالف أحد أفراد لعبة فيديو عتيقة في ذكراها الثلاثين يقرر أن يترك موقعه كالشخص الشرير بها في تحدٍ منه أمام أفراد لعبته ليصبح بطلا فينتقل الى لعبة أخرى ثم بكارثة الى لعبة ثالثة يلتقي فيها بطفلة "فانولوبي" يدعونها بالخطأ التقني تنشأ علاقة صداقة و تحالف من أجل اصلاح خطأها و حصول رالف على ميدالية البطولة لكن تتبدل الأمور و يحدث ما لم يكن في الحسبان رالف شخصيته في الفيلم طيب و لكن وظيفته في اللعبة ان يكون شريرا يريد ان يكون بطلا لكنه لا يفعل شيء يصنع منه بطلا قأقل عمل صالح أفضل من أكبر نية طيبة هو أراد مزايا البطولة من حب و حفاوة لكنه نظر للمظهر و لم ينظر للجوهر نظرته كانت سطحية و كأن الأبطال هم من يحصلون على الجوائز فقط هذه الكلاسيكية ترسخ معنى الايثار و انكار الذات هنا تكمن البطولة و تقول هذه الكلاسيكية انه اذا كان لأحد الخيار أن يكون من الأخيار فعليه بالايثار رالف حصل على مكافأة البطولة في ميدالية و لكن لم يحصل على البطولة ذاتها الا عندما وجد من فضلها على نفسه و ضحى من أجلها و هي فانولوبي . باقي الشخصيات سواء الملك كاندي في لعبة سباق السكر له قصة تنكشف في الأحداث , أيضا قصة الحب بين فيلكس و البنت قائدة لعبة "واجب البطل" (كالهون) و ذكرياتها الأليمة التي حولت شخصيتها الى هذا العنف هذا خط آخر في الفيلم. سيناريو الفيلم مترابط و متماسك عجبني طرح لغز شخصية تربو مع بداية الفيلم و حل اللغز تدريجيا مع قرب نهاية الأحداث و أيضا العلاقات بين الشخصيات هناك عواطف ومشاعر حقيقية و صادقة , بالنسبة لأسلوب الحكي و السرد استخدام الفلاش باك في الفيلم سواء عن شخصية تربو أو البنت القائدة كالهون في عرض تاريخ و أبعاد الشخصيتين كان موفق جدا . الصورة السينمائية هنا بالطبع بتقنية الثري دي مليئة بالمرح و الألوان و محاكاة طبيعة ألعاب الفيديو في حركة الشخصيات كان جيد أيضا و الموسيقى كانت ممتازة و مواكبة لعالم ألعاب الفيديو . آخذ على الفيلم فقط استخدامه بعض الألفاظ الغير معتادة من ديزني ان نحدها في كلاسيكياتها لكن غير ذلك فكل شيء جيد جدا الفيلم ممتع لجميع الأعمار و بالطبع ليس ضروريا ان تكون محبا لألعاب الفيديو كي تستمتع بالفيلم انه تحفة جيدة الصنع من ديزني – أرفع القبعة لديزني على هذا التميز بواحد من أفضل أفلام الرسوم المتحركة في السنتين الماضيتين – كلاسيكية تستحق المشاهدة شابها الغموض قبل مشاهدتها و كانت مفاجأة جميلة لي في وقت العرض.