(ديفيد) هو رجل أعمال متوسط الثراء، يضطر لقطع طريق صحراوي بسرعة لحضور اجتماع مهم، ويتسبب اجتيازه لسائق شاحنة مختل، في إثارة غضب السائق الذي يتتبعه في كل مكان للانتقام منه بسبب جرح كرامته، يستمر هروب...اقرأ المزيد (ديفيد) وتتبع سائق الشاحنة له، لكنه يدرك في النهاية حتمية المواجهة.
(ديفيد) هو رجل أعمال متوسط الثراء، يضطر لقطع طريق صحراوي بسرعة لحضور اجتماع مهم، ويتسبب اجتيازه لسائق شاحنة مختل، في إثارة غضب السائق الذي يتتبعه في كل مكان للانتقام منه بسبب جرح...اقرأ المزيد كرامته، يستمر هروب (ديفيد) وتتبع سائق الشاحنة له، لكنه يدرك في النهاية حتمية المواجهة.
المزيدليلة إمبارح كنت بقلب في أفلامي عن حاجة تكون مميّزة نوعاً ما على الصعيد المونتاجي لما خبطت في الفيلم ده .. مش قادر أوصف قد ايه كنت مُستمتع بيه كل دقيقة منه .. من زمــــان ماختبرتش تجربة كابوسية بالشكل المهول ده .. حاجة كده من الحاجات اللي تُعيد تذكيرك ليه بنحب نشوف أفلام.. الفيلم شبّعني (سيما) تماماً .. فيه كتير منطلقات ممكن أبدأ منها حديثي ... منها ان الفيلم يُعتبر بدايات المخرج (ستيفــن سبيلبيرغ) .. اللي عُمره ساعتها مايكمّلش خمسة وعشرين سنة .. واللي متهيألي كان السبب (على الصعيد التكنيك...اقرأ المزيد التشويقي أولاً) ورا تسليمه مقاليد بلوكبوستر في حجم (Jaws) بعديها بأربع سنين.. الفيلم فيه (مشهديّة) عالية أوي وتحكم رهيب بالميزانسين .. التشويق واللغة الإخراجية هنا عظيمــة بحق.. (الترقُّب) وتر بيلعب عليه من منظور عقلية المتفرج.. في رأيي من الصعب جداً تعمل فيلم (تشويقي) يجذب المُشاهد ويشد أعصابه على مدار كامل رحلة الفُرجة الفيلمية إلا لو فيه تكنيك إخراجي بالأساس .. إلا لو فيه (أسلوب) ما في حكي القصة.. المونتاج هنا لا يقل عن ممتاز .. لقيت -زي ما كنت بضوّر- مكامن إبداعية متعددة في مونتاج الفيلم خلتني اُصاب بحالة من التشبُّع على مشاهدة أفلام للسبب ده .. الإيقاع السريع والتأثيرات الصوتية مبهرة حد النُخاع .. حركة الكاميرا.. ايه الجمال ده ! ولا أحسن أفلام حركة السباقات ومُطاردات العربيّات ! .. الفيلم شارب كتير من روح (Mad Max) في مُطاردة العربيات وده شئ لوحده خلاني أعشقه وأعيش تماماً في عالمه. عجبني أوي الشئ اللي تم الدعاية للفيلم ده بيها وهيا انه (أغرب سلاح فتاك إستُخدم أبداً) ! .. بتوحي قد ايه انه فيلم حركي/جامح بعيد عن أفلام القصص والمنطقيات .. فيلم تكنيك وإثارة وتشويق ولا شئ غير كده .. فيه كتير بيعتبروه (أفضل فيلم B-Movie (أفلام الدرجة التانية/أفلام المقاولات) اتعمل في التاريخ) .. متفق جداً معاهم .. وواضح مدى تأثر فيلم زي (Death Proof) بالفيلم ده .. الفيلمين نفسي التيمة والفكرة العامة تقريباً مع إختلاف مهول بين عربية بتسابق عربية راغبة في تحطيمها في فيلم تارانتينو وبين شاحنة ضخمة بتلعب بأعصاب رجل من الطبقة البرجوازية يمكن وبتطارد -في شكل حلم/كابوس مرعب- عربيته. أروع حاجة حقيقي في العمل ده شخصية (السائق) اللي بيسوق الشاحنة الكبيرة اللي احنا طول الفيلم مش هانشوف شكله حتى.. أفعاله تدل على انه شخص هادئ الأعصاب.. مجنون .. سايكوباتي يمكن .. ذكي .. والأهم (لعــوب) .. عايز يلعب ويشوف البشر بيتعذبوا حواليه .. عنده خطة وفلسفة مش أي حاجة والسلام .. الفسلفة اللي خرجت بيها منه مثلاً هوا انه أشبه بإنسان من الطبقة الكادحة عنده نظرة عدوانية لإبناء الصفوة .. أو انه اتظلم في الحياة بشكلٍ ما منهم وحابب ينتقم .. عايز يستدرجهم .. عايز يعبهم نفسياً .. افتكرت بيها شخصية السائق عديم الرحمة من فيلم (Joy Ride 2: Dead Ahead) .. شخصية فيها (سيما) أوي.. أينعم هيّا (غير واقعية) إطلاقاً لكن مين قال ان ده كويس في صنف فيلم زي ده ! ده بالتحديد هو مكمن روعة ومتعة الفيلم الشديدة .. الفيلم كفيل انه يخلق جواك هاجس خوف رهيب بينك وبين (الشاحنات العملاقة) من مجرد فكرة ان (لو) اللي جوّاها ده واحد مُختل/إرهابي يقدم قصة كابوسية مذهلــة تُذيقك مرحلة تانية من الخوف الروحاني النقي.. يعني أي موقف حياتي هاشوف فيه شاحنة صعب أوي متهيألي مافتكرش سيناريو وحالة (ديـول) !! من الحاجت اللي لاحظتها بشدة الإهتمام الكبير بكل النواحي الفنية ومنها (الموسيقى التصويرية) .. مش عارف ليه الفيلم اتعمل للتلفزيون حينها (1971) .. ده فيلم (سيما) جداً .. وتقيل في الفنيات .. مش زي الأفلام المستقلة مثلاً أو شئ .. الموسيقى هنا مُستلهَمة بشكل مكثف وغريب من مشهد الحمّام الشهير في (Psycho).. كأن سبيلبيرغ إستحوذ عليه المشهد ده وقرر انه يعمل فيلم كامل عنه ! . . موسيقى تتغلغل في أعماقك وتناسب جداً موود الفيلم الجامح/السايكوباتي. من زمـان معيشتش في صميم فيلم بالشكل ده .. من زمان مافيش فيلم لعب على أعصابي وأخرج الجانب الآخر/المظلم اللي جوّايا زي الفليم ده .. بناء تقليدي للقصة آه (بداية - وسط - ذروة - نهاية) لكن فيها فهم ودراسة عبقرية للفصل ورا الفصل لحد المتعة التشويقية ما توصل لذروتها على وصول الفيلم للخاتمة.. فيلم كابوسي أكتر من أي فيلم رعب ممكن أكون شفته .. بيلعب على الأوتار السايكولوجية ومساحة (لاوعي المُشاهد) -بشكل مُفاجئ الحقيقة- في شخصية الراجل الضعيف/المُنهزم اللي بيتحتّم عليه مواجهة مصيره/قدره مواجهة حياتية فاصلة بين الحياة والموت.. فيلم فاهم كويس أوي ملعبه وصنفه والعجينة اللي في إيده وايه تحديداً اللي ممكن يطلع منها وزي ما الآية ما بتقول ..( طلع منها كل ما يُمكن ! ) .. أي سينيفل انبهر بالفيلم ده لازم هايحس بضغينة جوّاه لما ييجي يقيّمه برقم أقل من العلامة الكاملة .. لأنه تقريباً فيلم بدون عيوب ! .. مع انه صنف مقاولات / أفلام الدرجة التانية بالأساس .. لكن صنعة السينما مافيشهاش الشكليات والقوالب والـ(تابوهـات) دي .. متعة جامحة تمثّل معالم وخضائص السيما ذاتها فيه .. أنا إتكيّفت من فن الإيهام السينمائي في ساعة ونص هنا ! .. أي حد بعد كده هايسألني عن فيلم من أفضل أفلام الحركة/الأكشن/الرعب ضروري هاقوله على الفيلم ده .. يُنصح بيه بشدة.