أراء حرة: فيلم - Carrie - 2013


كارى ....كلاكيت تالت مرة !!!

فى البداية أتسائل لماذا يعاد انتاج هذه القصة للمرة الثالثة ...هل هو إفلاس فكرى ؟ ام أن القصة تحفة خالدة يمكن أن تعطى الكثير من المعانى و الاسقاطات التى يمكن أن يتكرر انتاجها لابرازها فى أشكال جديدة؟ ...ام أن الجماهير متعطشة لمشاهدة نجمة جديده تكون بطله لتلك القصة التى كانت اولى مؤلفات كاتب روايات الرعب الشهير ستيفن كينج الذى نشرها فى كتاب عام 1973...و التى ظهرت على الشاشة لاول مرة عام 76 عندما أخرجها المخرج بريان دى بالما الملقب بتلميذ هتشكوك وقامت ببطولته سيسى سباسيك و بيبر لورى و جون...اقرأ المزيد ترافولتا فى أول افلامه السينمائية و نجح الفيلم نجاحا كبيرا و كان له الفضل فى نجاح و شهرة سيسى سباسيك عالميا و رشحت عنه هى و بيبر لورى لجائزة الاوسكار ...و أصبح الفيلم من كلاسيكيات أفلام الرعب .. و رغم ذلك أعيد إنتاجه تليفزيونيا عام 2002 و كان من بطوله آنجيلا بيتس و لم ينجح الفيلم كثيرا رغم ضخامة إنتاجه و بقى الفيلم الاول اكثر نجاحا و تفوقا من كافة النواحى و بالأخص من ناحيه الاداء و الاخراج و الموسيقى التصويرية ..فلماذا يعاد انتاجه لثالث مرة اذن ؟ علما بأن له جزءا ثانيا باسم الغضب كارى 2 انتج عام 99 فشل ايضا و لم ينجح . و قصة كارى كما هو معروف عن فتاة منبوذة من الجميع و لكنها تملك قوة تحريك الاشياء عن بعد وبها تنتقم من كل من أذوها و تسببوا فى اهانتها و اذلالها ...و رغم اعجابى و تأثرى الشخصى بالفيلم الاول و انبهارى بأداء سيسى سباسيك و مشاهدتى للفيلم مرات عديدة الا ان الفيلم كان به أخطاء واضحة من أهمها هو عدم معرفة كارى لموضوع الدورة الشهرية و التى فوجئت بها أثناء إستحمامها بالمدرسة و هى النقطة و الأساس الذى بنى عليها الفيلم باقى احداثة ...فكيف لا تدرك فتاة فى مدرسة ثانوية بأمريكا مثل هذه المسألة ؟ ألم تدرسها من ضمن منهجها ؟ ..ألم تسمع بها من زميلاتها ؟ فمهما كانت كارى منبوذة و منطوية فكان لابد أن تدرك تلك المسألة لانها لم تكن معتوهه او متخلفة !!! ....و أتمنى فى الإعادة الثالثة للفيلم تدارك هذا الخطأ و الا تبنى أحداثه على مثل هذا الحدث خاصة و نحن فى عصر الفضائيات و الانترنت و الا أصبح الفيلم فاقدا للمصداقية و اصبح تكرارا بلا اى تجديد او ابتكار ...و بالمناسبة الكاتب ستيفن كينج نفسه لم يكن متحمسا لإنتاج الفيلم لثالث مرة حيث قال : طالما القصة انتجت و نجحت فما هو المبرر لإنتاجها للمرة الثالثة ؟ و لكن يبدو أن إعادة الأفلام هذه الأيام أصبح حمى أصيبت به السينما الامريكية و رغم عدم نجاح تلك الاعادات فى العادة الا أنها مصممة على السير فى هذا الإتجاه.. ربما إفلاسا فكريا و ربما إستسهالا ....و اخيرا اراهن شخصيا على عدم نجاح تلك الإعادة الثالثة او نجاحها النجاح المتوقع ....فكما يقولون فى الأمثال على الأصل دور !!! .


كاري 76 عادت من جديد ولكن في ثوب التكنولوجيا

فتاة تدعى (كاري) تعاني من سوء معاملة زميلاتها بالمدرسة وسخريتهن منها ومحاولة مضايقتها بكافة السبل مما يزيد من حالة الكبت الداخلي التي تعيش فيها بسبب والدتها المتزمتة دينيا التي تعاني هي الأخرى من حالة غريبة من الإنطواء، تكتشف كاري في نفسها القدرة على تحريق الأشياء عن بعد فتقرر استغلالها في الانتقام من زميلاتها ومن كل اﻷشخاص الذين أذوها وكذلك أمها. تلك هي رواية (كاري) التي كتبها المؤلف (ستيفن كينج) وقدمها المخرج العبقري (بريان دي بالما) عام 1976من خلال فيلمه الذي رشحت عنه الممثلة سيسي سبايك...اقرأ المزيد لجائزة الأوسكار أحسن ممثلة، تعود من جديد ولكن تلك المرة في ثوب جديد.... ثوب التكنولوجيا وعالم الإنترنت والكاميرات الرقمية فبعد الناجح البالغ الذي حققه الكاتب (ستيفن كينج) من خلال روايته تلك، والتي تعد من أكثر الروايات الكلاسيكية رعبا، وبعد مرور تقريبا 37 سنة تأتي المخرجة (كيمبرلي بيرس ) وتقدمها في هذا العام تحت نفس العنوان ولكن مستخدمة تكنولوجيا العصر والإنترنت ، وذلك من خلال بعض المشاهد التي يستخدم فيها الابطال الهواتف المحمولة، والكاميرات الرقمية، وكذلك استخدام الشبكة العنكبوتية في تحميل مقطع فيديو للفتاة كاري وتحميله على قناة (اليوتيوب) قامت صديقتها بتصويرها والسخرية منها فيه ومن المعروف أن رواية كاري تم تقديمها سابقا أكثر من مرة كانت بدايتها عام 1976 والتي استطاع المخرج (بريان دي بالما) أن يبدع في تنفيذها ليقدم توليفة من أبعاد إنسانية مختلفة بخلاف عبقريته في تنفيذ المشاهد المرعبة بالفيلم ثم يأتي المخرج (كات شيا) ليقدمها من خلال فيلمه The Rage: Carrie 2 عام 1999 ولم تلاقي أي نجاح يذكر وكانت إيرادات الفيلم ضعيفة جدا، ثم أعاد تقديم نفس القصة مرة أخرى وتحت نفس المسمى عام 2002 للمرة الثالثة من خلال فيلم تلفزيوني وأيضا كانت النتجية متشابهة ومن هنا نجد سؤال واحد يطرح نفسه وهو (ما الداعي لإنتاج تلك القصة للمرة الرابعة وتحت نفس المسمى؟) هل هي فعلا قصة تستحق أن تقدم أكثر من مرة لما فيها من معاني وعلاقات إنسانية عديدة تدعو للتفكير أما أن فقر الأفكار الدرامية والسينمائية دفعت المخرجين إلى إنتاج أي قصة لاقت نجاحا منشودا لتقديمها مرات ومرات وجديا لن تجد أي شيء يذكر عن العملين اللذين قدما عام 1999، و2000 حيث أنهما فقد الكثير من مرثيات الرعب المطلوبة حتى في هذا العمل (كاري 2013) فإننا نلاحظ أن المخرجة كيمبرلي بيرس حاولت أن تقدم ذلك معتمدة اعتمادا كليا على تطور العصر ودخول التكنولوجيا واعتقد أنه السبب الوحيد المقنع لتقديم نفس العمل للمرة رابعة وفي كل مرة تشاهد فيها عملا فنيا تناول قصة كاري ستجد نفسك مجبرا غير مخير على مقارنة الأعمال كلها بأول فيلم قدم عام 1976 والذي بقى في الذاكرة حتى الآن مؤكدا على أنه انجح الاقتباسات الروائية وتبدأ المقارنة بشخصية العمل الرئيسية التي تمثلت في الفتاة (كاري) ومقارنة بين الممثلة الأوسكارية (سيسي سبايك) وبين البطلة كلوي جريس موريتز فنلاحظ أن سيسي استطاعت عن جدارة في تقديم شخصية كاري في شكل إنطوائي بحت وأن تقدم مزيج من مشاعر الخوف والطيبة المخلوطة بسذاجة وعفوية بالغة وهكذا حاولت (كلو جريس موريتز) تقمص الشخصية ولكن جاءت تعبيرتها أقل حزنا وانفعالا مع المواقف التي وضعت فيها كاري لتوضح الجانب الأكثر ظلما وسوداوية في حياتها ، وأيضا نفس المقارنة تظهر مع شخصية الأم ودور كلا من بيبر لورا، و جوليان مور والتي أجد أن الأخيرة نجحت في تقديم الشخصية بكل ما أتت من قوة فنية لتخرج لنا الأم المتزمتة دينيا الصارمة في طريقتها التي تعتقد في ابنتها أنها ساحرة وأنها نتيجة لخطأ فعلته بالماضي وأنها ذنبها الذي يلاحقها فتحاول قتلها واعتقد أن طريقة تحضير الشخصية اعتمد بشكل كبير ليس فقط على أداء جوليان ووإنما أيضا علىرسم الشخصية وتقديمها بشكل سييء وشعرها غير مهذب لتبدو شريرة قدر الإمكان ونفس اللمقارنة تطغو وتفرض نفسها مع المشهد الختامي والأكثر مأساوية بالفيلم وهو مشهد حفل التخرج حيث تقوم إحدى زميلاتها بتدبير سقوط دلو من الدماء فوق رأس كاري عند اختيارها ملكة الحفل لتكن سببا في إطلاق القوة الخارقة والشريرة داخل شخصية كاري واعتقد أن المخرج (دي بالما) كان أكثر نجاحا في تنفيذ هذا المشهد عن أمثاله من المخرجين الذين قدموا نفس العمل حيث استطاع أن يثير تلك الحالة الإنسانية مؤكدا على إنها نتاج ﻷفكار خاطئة ومعاملة سيئة وأنها اصبحت كابوسا يجب أن يقضى عليه بالنسبة للأزياء التي استخدمت في الأعمال فسوف نلاحظ أن فستان كاري في حفل التخرج من أكثر الأشياء المميزة والمتشابهة على مستوى الأعمال الأربعة حيث اللون الوردي وبساطته في التنفيذ أيضا بالنسبة للموسيقى التصويرية المصاحبة اعتقد أن فيلم كاري 1976 كان أكثر اﻷعمال تميزا في الموسيقى وكانت أكثر مناسبة للأحداث خاصة الأغنية التي تم تقديمها أثناء حفل التخرج وموسيقى مشهد النهاية وانتقام كاري من كل من حولها التي أضفت جو من الترقب والخطر الشديد وشدت الانتباه. أخيرا وليس أخيرا فأنا أرى أن رواية (ستيفن كنيج) هي الدافع الحقيقي والوحيد لتقديمها سينمائيا أكثر من مرة لما تحويه من تيمة رئيسية تبنى عليها قوالب درامية غاية في الإثارة والتشويق.