ما أكثر أفلام الرعب وأكلي اللحوم البشرية، والتي تمثلت بشكل أكبر في أفلام الزومبي المعروفة والتي ظهرت مع بداية السبعنيات والثمانينات بشكل ملحوظ، وقدمتها هوليوود على نطاق واسع وعلى أكثر من نمط، حتى إنها تفننت وتميزت في تنوعها واختلافها، والذي من أشهرها في رأي فيلم (The Silence of the Lambs) عام1991 للنجم انطوني هابيكنز وجودي فوستر وتبعها بفيلم (هانبيال) عام 2001 مع جوليان مور. ويأتي فيلم ( We Are What We Are) للمخرج (جيم مكيل) على نفس الوتيرة حيث يقدم قصة ﻷكلي اللحوم البشرية من خلال عائلة تبدو...اقرأ المزيد بسيطة وطبيعية في بدء الأمر حيث عائلة باركر التي تتوفى زوجته نتيجة مرض عضال، فتسوء حالات أولاده المتمثلة في بنتين وطفل صغير، ويحاول جميع سكان القرية تقديم يد المساعدة لهم في ظل اختفاء العديد من سكان القرية حتى يكتشف جارهم الطبيب الشرعي مفاجأة تبدأ معها الأحداث المشوقة في التوالي. ومن هنا نلاحظ أن المخرج جيم مكيل اعتمد على عنصر المفاجأة من منظور واسع وبشكل أقوى في جميع المشاهد التي تحرك فيها الإيقاع من البطئ إلى السرعة شيئا فشيء، فبدء بموت الزوجة مع الغموض الذي طال مرضها ثم اﻹشارة إلى اختفاء بعض من سكان القرية دون تحديد أي درامي لذلك، بالإضافة إلى تطور شخصية الأب الغريب في سلوكه مع أولاده ومع جيرانه. تصوير شخصيات الفيلم واختيار الممثلين بهذا الشكل كان من الحسنات التي تحسب للمخرج مكيل حيث بدى عليهم الشحوب والذي يناسب طبيعة مثل هؤلاء الأشخاص من أكلي اللحوم البشرية، واستطاع أن يختار مراهقتين مناسبتين لدور الفتاتين واللتان تمكنتا من أداء دورهما بشكل جيد وهما (جوليا جارنر)، و(كاسي ويسلي). حيث بلغت قمة التمثيل في المشهد الختامي للفيلم عندما قررت الفتاتان الانتقام من والدهما فهجمتا عليه وأكلته. أيضا كانت الموسيقى التصويرية التي استخدمت مناسبة للأحداث، ولم يعتمد جيم مكيل على الخدع السينمائية بطريقة ملحوظة كما يحدث في مثل هذه النوعية من الأفلام مما زاد من درجة الإثارة والتشويق. لم يحقق الفيلم إيرادات عالية كما كان متوقع منذ الإعلان عنه حيث بلغت تقريبا 14 ألف دولار أمريكي في أول إسبوع عرض له بالولايات المتحدة الأمريكية