أحلى حاجة عجبتني بعد انتهاء مُشاهدتي للفيلم التسجيلي (آيمي) هوا أنه عمل مبني بالكامل على المواد الأرشيفية .. الحقيقة مافيش في الفيلم شئ مميز ممكن يكون متوقع من حيث السرد أو تكنيك إخراجي مُعيّن.. المخرج إستخدم هنا السهل المُمتنع .. وبيضرب بكده في صميم طبيعة الفيلم التسجيلي بالأساس .. اللي هدفه الأول سرد قصة حياتية ما.. مش يكون الإهتمام بالشكل القصصي المُقدّم أو الطرق الفنية التانية إلا نادراً.. .. حقيقي من حيث الشكل الفيلم ممتاز .. إعتماد المخرج (بالكامل) على صور توثيقية وأرشيفية حطها في إطار...اقرأ المزيد قصصي مناسب وتتابعات متسلسة منطقية.. والتوجه القصصي ماستخدمش فيه غير الـ(فويس أوفر) لأصدقاء وأقارب والمُحيطين بآيمي. لو بصيت للقصة.. فـ هيا لمستني على أكتر من مستوى.. خصوصاً جزئية الصراع النفسي لآيمي في الفصول الأخيرة لحياتها.. جُملتها وهيا بتقول (الموسيقى أنقذت حياتي) بتعبر عن قد ايه آيمي مكانتش (مُغنية دخلت في طريق الإدمان) ولكن (مُدمنة دخلت في طريق الموسيقى).. الفيلم ده حلو جداً للي عايز يشوف قصة إنسانية لشخص بيعاني سايكولوجياً في حياته اللي كانت مراحل نشأته فيها فوضوية وفيها مشاكل وأشياء من هذا القبيل .. مُفارقة حلوة انها تتقدم على خلفية واحدة من القصص الشهيرة عن الفتاة الموهوبة اللي معرفتش تخرج من جحيم المُخدرات والإدمان الكحولي غير بعد ما فتك بروحها.. عشان حالتها تبقى مَثل ومصدر تحفيز للحالات المُشابهة .. .. مع ذلك الفيلم أشبه بحالة شعورية تتعاش .. مافيش تلقين ولا تركيز على بُعد مُعيّن في القصة ولا إبتزاز لمزاج المُشاهد ولا منظور الناس عن آيمي بعد موتها ولا تكثيف على جزئية فوضاها الحياتية أصلاً .. الموضوعية والكفّة المُحايدة هنا تُحترم.. ومتهيألي الفيلم هايعجب مُحبي آيمي واينهاوس -وموسيقى الجاز عموماً بشكل أقل- أضعاف مُضاعفة عن المُشاهد اللي بيسمع القصة لأول مرة مثلاً .. لأن الجُرعة العاطفية في الحتة دي مش هيّنة أبداً. ملحوظة: الفيلم فاز بأوسكار أفضل عمل تسجيلي في النُسخة قبل اللي فاتت. تقييمي لـ(آيمي) : 9/10