(كايرا) مديرة تصوير سينمائي تنشد حياة مثالية، وﻷجل هذا تتقرب من (جوج) المفكر غير التقليدي، وتكتسب معه منظور غير تقليدي للحياة، وتكتشف مع الوقت أن السعادة تكمن في التصالح مع عيوب اﻵخرين.
(كايرا) مديرة تصوير سينمائي تنشد حياة مثالية، وﻷجل هذا تتقرب من (جوج) المفكر غير التقليدي، وتكتسب معه منظور غير تقليدي للحياة، وتكتشف مع الوقت أن السعادة تكمن في التصالح مع عيوب...اقرأ المزيد اﻵخرين.
المزيدالفن الهادف عندما يغيب منه الفن وتبقى الرسالة فالرسالة وحدها .. هل تكفي ؟؟!! الفيلم المنتظر بعد غياب للكاتبة والمخرجة جوري شيندي او ان شئت قل الفيلم المنتظر لمشاهدة ملك بوليوود شاروخان جنباً الى جنب مع المنطلقة بقوة عاليا بهات تدور احداث الفيلم حول (كايرا/عاليا بهات) المصورة السينمائية المبتدئة ذات النظرة المختلفة التى تحاول شق طريقها الى عالم الاحتراف وصناعة فيلمها الخاص .. ذلك الطموح المصطدم بآراء المحيطين بها و الذين ينصحوها بالبحث عن عمل أكثر جدية و نفعاً و احتراماً حتى تحقق...اقرأ المزيد استقراراً على المستوى العملى و العاطفى لا سيما و انهم يرونها قد كبرت و مازالت لا تستمر فى علاقة واحدة . فى احد الايام تلتقى كايرا بالدكتور (جانجير خان/شاروخان) و الذي يحاول ان يغير نظرتها للحياة . اهمية الموضوع لا ننكرها فهى تمس كل مشاهد .. لكن هل مشاهد الفن و السينما هو مجرد مريض يذهب لطبيب ليبحث فى فيلم بأكمله عن علاج .. هل طريقة الطرح بهذا الشكل تكفي ؟؟!! ان هناك موجة عاصفة من الافلام ما نطلق عليها افلاماً تحفيزية .. وبعضها قد يندرج تحت مسمى افلاماً توعوية .. شاهدت هذا العام عدة افلام تتحدث مثلا عن الادمان والمخدرات و فساد الشرطة اذكر منها "Latif" كان ممكن اختصاره فى اعلان .. لست ضدها بالتاكيد و لكن ما يعنيني كمشاهد ف المقام الاول الرؤية الفنية و عناصر الابداع بداخل العمل .. لكن ان تكتفى برسائل مباشرة موجهة من طبيب فالافضل ان تقدم ذلك فى اعلان توعوي او برنامج طبي او كتاب او حتى فيلم قصير . و ان كان فريق العمل جيداً بتلقائيته و بساطته و خفة ظله .. فشخصيات القصة لا تتحرك لاتقدم او تؤخر وظيفتها ان تلقي جملة كل فترة لمجرد النصح جملة مقتبسة من كتاب او فيلسوف او عالم . ليس هناك احداث تتحرك .. ان شئت قل ليس هناك احداث اصلا . و الشخصية الرئيسية كايرا لم يكن تحليلها الاخير و دوافعها مبررة تماماَ لتصرفاتها فى بداية الفيلم و انتقالها من علاقة و هروبها او خيانتها بهذا الشكل . مشاهد النهاية هى الاكثر سذاجة فلقد كان الاكتفاء بحل المعضلة و الوقوف عند تلك النقطة هو الاكثر جمالاً و انتعاشاَ . الفيلم اعتمد اعتماداً كليا على الحوار نعم هو مباشر لكن كونه مباشر لا ينفي كونه مهم لقد كان عقلانياً يقنع عقلك و يجعل روحك تتنفس من جديد . ساعتان و نصف .. عنصر التشويق الوحيد بهما هو انتظارك لآن يطل شاروخان بكاريزمته لتستمتع بسلاسته و اداءه المريح رغم بساطة الدور الا انه يضيف له بنبرته المحببة و حسه الفكاهي و انطلاقه و روحه الطفولية التى لا تكبر ابداً .. عظيم بالفعل . الشخصية الوحيدة التى كانت تحمل قدراً من المنطق فى تكوينها و ليس فقط فى حوارها نعم هو يساعد الاخرين لكن لم تكن حياته مثالية كما يتصور الاخرون. الموسيقى الغنية و الاغاني الجميلة مع بعض الطبيعة الخلابة لولا استمرارها اغلب لحظات الفيلم لكان فيلماً مرهقاً مملا طويلا الى ابعد الحدود . عاليا بهات .. هى الافضل من بين مثيلاتها ممن انطلقن معها كشرادها كابور و بارينيتى تشوبرا.. لقد قدمت الادوار الاكثر صعوبة بكل براعة . لكن اداءها هنا كان متردد مابين القمة و القاع ف المشاهد الرئيسية المهمة .. ربما ضعف النص كان له الاثر فى ذلك .. لكن اذكر مشهد وحيد تفاعلت معها كليا بل ونزلت دموعي ..اداءها هنا يأتي ف المرتبة الثالثة بعد HighWay Udta Punjab فى رأيي الشخصي ان هذه الافكار يجب تقديمها لاياد بارعة تعرف كيفية صياغة قصة ممتعة و شخصيات مميزة نتفاعل معها وننخرط باحداثها لنخرج نحن بفن راق و رسالة هادفة فن يوحي بمجهود يسبقه ابداع بدلا من رسائل مباشرة على طريقة اقراص الدواء . رغم الاعجاب الواضح بالفيلم لقطاع عريض من الجمهور .. الا انه لم يكن على قدر توقعاتي .. بل و ارى ان على جوري شيندي مراجعة حساباتها و بعض الكتب الفنية . فيلم صحيح يساعدك على التصالح مع الحياة .. يغير نظرة المجتمع لبعض الامور لكن لا يروي ظمأ لعطاشى الفن وعشاقه .