خلال فترة الحرب العالمية الثانية، يصير الكابتن إرنست كروس مسئولًا عن مدمرة أمريكية في وقت مبكر من الحرب، لكنه يصير أمام امتحان صعب حينما تلاحقه قطع بحرية تابعة للقوات النازية عبر شمال اﻷطلنطي.
خلال فترة الحرب العالمية الثانية، يصير الكابتن إرنست كروس مسئولًا عن مدمرة أمريكية في وقت مبكر من الحرب، لكنه يصير أمام امتحان صعب حينما تلاحقه قطع بحرية تابعة للقوات النازية عبر...اقرأ المزيد شمال اﻷطلنطي.
المزيدمستوحى من أحداث حقيقية.
فيلم Greyhound هو عمل حربي درامي يدور في أجواء الحرب العالمية الثانية، تحديدًا في واحدة من أكثر ساحاتها قسوة وتعقيدًا: المحيط الأطلسي. الفيلم من بطولة النجم توم هانكس، الذي لا يكتفي هذه المرة بالتمثيل، بل يضع بصمته أيضًا على مستوى الكتابة، حيث قام بكتابة سيناريو الفيلم، المقتبس عن رواية The Good Shepherd للمؤلف الشهير سي إس فورستر. من حيث الفكرة، لا يقدم Greyhound جديدًا جوهريًا في نوعية أفلام الحرب. القصة تسير على نهج تقليدي يتكرر كثيرًا في هذا النوع من الأعمال: قبطان يقود سفينة حربية في معركة...اقرأ المزيد مصيرية، يواجه تهديدات مميتة من غواصات العدو، ويصارع الضغوط النفسية والقرارات الحاسمة تحت نيران القتال. ورغم قوة الأساس الأدبي الذي استُند إليه، فإن السيناريو لم يذهب بعيدًا في تطوير الشخصيات أو الغوص في خلفياتهم، وتركز كل شيء تقريبًا على مجريات المعركة نفسها. ورغم النص البسيط، فإن المخرج آرون شنايدر استطاع أن يقدم عملاً بصريًا شديد الإتقان. المعارك البحرية صُورت بطريقة مذهلة، مع استخدام مؤثرات بصرية وسمعية واقعية جعلت المشاهد يشعر وكأنه بالفعل وسط أمواج المحيط الأطلسي وتحت تهديد الغواصات الألمانية. الزوايا الضيقة داخل السفينة، والأجواء القاتمة، وتتابع الأوامر والنداءات العسكرية – كلها عناصر ساعدت على خلق حالة من التوتر المستمر، تحاكي واقع المعارك البحرية كما لم نشاهده من قبل. ومن أكثر نقاط القوة في Greyhound هو مدته الزمنية القصيرة نسبيًا – حوالي ساعة ونصف – وهو أمر غير معتاد في أفلام الحروب، التي غالبًا ما تمتد لأكثر من ساعتين. هذا الاختصار خدم الفيلم كثيرًا، فجاء مكثفًا وسريع الإيقاع دون مط أو ملل، ما ساهم في الحفاظ على اهتمام المشاهد طوال الوقت. وكعادته، يثبت توم هانكس أنه واحد من أعمدة السينما العالمية. أداؤه المتزن والدقيق كقبطان يعاني من ضغوط القيادة في لحظات مصيرية، يعكس خبرته ووعيه بكيفية تجسيد الأدوار المعقدة دون افتعال. وبالإضافة إلى تمثيله القوي، فإن كتابته للسيناريو تؤكد مرة أخرى أنه ليس فقط ممثلًا بارعًا، بل أيضًا فنان شامل يمتلك رؤية درامية وإنسانية حقيقية. في النهاية Greyhound ليس فيلمًا ثوريًا في موضوعه، لكنه تجربة سينمائية قوية على مستوى الإخراج والأداء والإيقاع. هو درس في كيف يمكن أن تقدم فيلم حرب مكثف وفعال دون الحاجة لإطالة زمنية أو تعقيد درامي زائد. وإذا كان هناك شيء يميز الفيلم فعلاً، فهو تلك القدرة على جعل المشاهد يشعر وكأنه وسط العاصفة، يترقب كل نبضة رادار، وكل أمر صادر من القبطان.