أراء حرة: فيلم - تسليم أهالي - 2022


سيناريو تائه و كوميديا عشوائية

بعد غياب ست سنوات تعود دنيا سمير غانم الي السينما مرة اخري في البطولة المشتركة الاولي لها مع هشام ماجد احد ابرز نجوم الكوميديا في السنوات الاخيرة وقد نجحا في تكوين ثنائي جيد ومتناغم نسبيا رغم ان باقي عوامل الفيلم لم تسعفهما,بداية من القصة فقد اعتمد شريف نجيب علي فكرة مكررة وتقليدية وهي التجارة الغير الشرعية للاسرة البسيطة والتي تنكشف فجاة ولكنه عالجها بشكل كوميدي,ففي حفل زفاف صدقي ابو الزواحف من ابنة عمه بثينة التي تعمل معه في الشهر العقاري يحدث هجوم علي الحفل يؤدي الي سرقة الالماظ الذان كانا...اقرأ المزيد يريدان تهريبه مما يؤدي الي تورط ابنيهما خليل وزاهية معهما في البحث عن الالماظ المسروق. الشخصيتان الرئيسيتان في الفيلم هما خليل وزاهية,خليل طبيب بشري يسعي الي الهجرة خارج البلاد وهو شخص شديد البرود يتعامل بلا مبالاة مع كل شيء,اما زاهية فهي فتاة رومانسية طيبة القلب تحلم بالزواج فتحاول التقرب من خليل التي تري فيه فتي احلامها خلال محاولتهما للبحث عن الالماظ,وقد مثلت مشاهدهما سويا نقطة القوة الابرز في الفيلم,عكس الثنائي بيومي فؤاد ودلال عبدالعزيز فقد كانا شديدا الفقر الفني ويعود ذلك الي قصة الحب السخيفة المصطنعة التي تجمعهما واعتمادهما بشكل اساسي علي الافيهات الجنسية بالاضافة الي الاداء السمج لكليهما تحديدا بيومي فؤاد الذي يصر علي الظهور في صورة باهتة وساذجة لا تليق به,ولا ادري الي متي سيستمر في تقديم مثل هذه النوعية من الادوار التي تقلل منه وتستفز الجماهير. هشاشة الفيلم تتمثل في الاستسهال الواضح في الكتابة والاحداث التي تم تفصيلها لجعل بطلي الفيلم يصلان الي هدفهما باي شكل متغلبان علي كل العواقب بمنتهي السهولة,فبعد علمهما ان المعلمة كبائر هي من قامت بارسال رجالها لسرقة الالماظ تتنكر زاهية في زي خادمة لتتمكن من دخول قصرها فتقع في ورطة فياتي خليل لانقاذها فتموت كبائر وتخبرهما باسم المجرم الذي سرق منها الالماظ فيذهبان اليه في صورة زوجان لديهما مشاكل فيتم كشفهما عند وصولهما للالماظ فياتي خليل وبثينة لانقاذهما من حيث لا ندري ثم يختفيان من حيث لاندري عندما تاتي الشرطة للقبض عليهم,ولكن تتم تبرئة خليل وزاهية وبالتالي تتحقق النهاية السعيدة كنتيجة حتمية يجب الوصول اليها بعد سلسلة من الاحداث العبثية حتي لو كانت علي حساب القيمة الفنية للعمل. رغم احتواء الفيلم علي جرعة كوميدية جيدة و مرضية للمشاهدين لكنها كوميديا عشوائية لا تعتمد علي سيناريو محكم,ولكنها تعتمد علي الحوار المليء بالافيهات التي كان بعضها ظريفا وبعضها ثقيل الظل وهو ما يوخذ علي خالد الحلفاوي الذي لم يتحكم في رتم الكوميديا المكثفة وسمح بنسبة ارتجال عالية تظهر في بعض الجمل الحوارية التي لا تنتمي الي الحوار الاصلي وهو ما اضر كثيرا بالعمل,دنيا سمير غانم هي بلا شك المستفيدة الاولي من الفيلم بدور مختلف واداء ممتاز اعتدنا عليه منها لتستمر في اثبات انها من افضل الممثلات في الوقت الحالي.