في القاهرة، تعمل الطفلة توحة ذات الثمانية أعوام خادمة في منزل أسرة ثرية، وبينما تستعد الأسرة للاحتفال بعيد ميلاد ابنتهم نيللي، تعيش توحة لحظات من الأمل والارتباك حين تظن أنها مدعوة للاحتفال.
في القاهرة، تعمل الطفلة توحة ذات الثمانية أعوام خادمة في منزل أسرة ثرية، وبينما تستعد الأسرة للاحتفال بعيد ميلاد ابنتهم نيللي، تعيش توحة لحظات من الأمل والارتباك حين تظن أنها مدعوة...اقرأ المزيد للاحتفال.
المزيدأُختيار الفيلم لتمثيل مصر ضمن ترشيحات جوائز الأوسكار 2026.
شارك فيلم (هابي بيرث داي) في الدورة الـ 24 من مهرجان ترابيكا السينمائي الدولي في نيويورك.
"هابي بيرث دي" فيلم اجتماعي يحمل في طياته ثنائية بصرية وعاطفية عميقة بين عالمين متباينين، ويقدم بطلاً غير متوقع في هيئة طفلة من خلفية بسيطة، تجد نفسها وسط أزمة عائلية لا تخصها، لكنها تعيش تفاصيلها بكل مشاعرها، وبالرغم من كل هذا لا ينجو تمامًا من فخاخ التكرار والاستعجال الإخراجي. هتكلم الأول عن أبرز عناصر القوة في الفيلم، وهو الأداء التلقائي والمؤثر من الطفلة ضحى رمضان في دور "توحة"، الطفلة القادمة من خلفية فقيرة، بعفويتها ومبادراتها، نجحت في أن تجذب تعاطف المشاهد وتقدم تجربة قريبة من "واقعية...اقرأ المزيد سحرية"، حيث ترى العالم بعين من لم يفقد دهشته بعدن أما "نيللي" (خديجة أحمد)، فكانت أقرب إلى الطفل المحاصر في بيت فخم لكنه مفكك عاطفيًا. كما يحسب للفيلم جرأته في مناقشة التفاوت الطبقي من منظور الطفولة، دون أن يسقط في تنظير مباشر، الرؤية البصرية لعالمين متناقضين الحي الراقي المغلق مقابل البيئة الشعبية الفقيرة كانت واضحة، حتى وإن افتقرت أحيانًا للعمق البصري. لكن في المقابل، هناك إخفاقات يصعب تجاهلها: أولها محاولة فرض "جو الكآبة" بشكل مبالغ فيه، من الإضاءة الخافتة إلى الموسيقى الحزينة إلى الصمت الطويل، كل تفصيلة كانت تصرخ: "احزن!"، لكن دون مبرر درامي مقنع، هذا الإصرار على سوداوية مزعومة جعل الفيلم يفقد شيئًا من عفويته، وأدخل المشاهد في حالة من التباعد بدلاً من التماهي. ثانيًا، القصة نفسها ليست جديدة. أم مكافحة من طبقة فقيرة، طفلة تعمل في بيت ناس أغنى، رغبة في تحسين الواقع كلها تيمات قُدمت عشرات المرات من قبل، وأحيانًا بشكل أقوى وأعمق، ما يزيد الطين بلة أن السيناريو يعاني من المط ومحاولات متكررة لاستدرار العاطفة دون بناء سردي محكم. أما الأداء التمثيلي، فكان متفاوتًا بشكل ملحوظ. رغم أن حنان مطاوع معروفة بأدائها القوي، إلا أن دورها هنا كان باهتًا؛ تكرار لنفس النبرة، نفس الانفعال، دون لحظة واحدة حقيقية تمسك فيها قلب المشاهد، في المقابل، شريف سلامة وقع في فخ "الأداء الزائد" – انفعالاته كانت مبالغ فيها، خصوصًا في مشاهده مع ليلى، مما أفقد الشخصية جزءًا كبيرًا من مصداقيتها. ورغم بعض الملاحظات الواضحة على الإيقاع البطيء والمبالغة في الرمزية، إلا إن إخراج سارة جوهر يُعتبر مقبولًا بل وجيدًا نسبيًا كتجربة أولى في فيلم روائي طويل، قدرت تحافظ على رؤية بصرية موحدة، حتى لو خانها أحيانًا الاستخدام المفرط للعناصر الكئيبة (زي الإضاءة الخافتة والموسيقى الحزينة). في بعض المشاهد، بان بوضوح إنها بتحاول تخلق "حالة"، حتى لو ماكنش دايمًا عندها الأدوات الكافية لصقلها بشكل ناضج، لكن يُحسب لها الجرأة في اختيار موضوع حساس، وتقديمه من منظور طفولي غير معتاد. مشاركة زوجها، المخرج والكاتب المعروف محمد دياب، في الكتابة، كانت داعمة وواضحة في الخط العام للقصة، خاصة في بناء الخط الطبقي وتناقض العالمين اللي بتتحرك فيهم الشخصيات، لكن في نفس الوقت، السيناريو أحيانًا كان محتاج إعادة ضبط، علشان يخرج من النمطية اللي وقع فيها. بشكل عام، التجربة تُعتبر بداية واعدة، وتُظهر إن سارة جوهر عندها رؤية فنية تحتاج فقط إلى المزيد من النضج والسلاسة في التنفيذ. فيلم "هابي بيرث دي" يُقدم فكرة نبيلة عبر قصة طفلة تتأرجح بين عالمين، ويحتوي على بعض اللحظات الصادقة واللمسات الإنسانية اللافتة، لكنه في نفس الوقت يعاني من مبالغة في الكآبة، ضعف في البناء القصصي، وتفاوت في الأداء التمثيلي، إلى جانب إخراج لا يزال يبحث عن صوته الخاص. التقييم النهائي: 6.5 من 10 عمل طموح فيه بعض لحظات جميلة.