أثناء قيامها برحلة بحرية فاخرة ضمن مهمة صحفية، تشهد صحافية سقوط أحد الركّاب في المياه ليلًا في ظروف غامضة. لكن سرعان ما تُصدم حين يرفض الجميع تصديقها بحجة أن جميع الركاب موجودين، فتواصل سعيها وراء...اقرأ المزيد الحقيقة.
أثناء قيامها برحلة بحرية فاخرة ضمن مهمة صحفية، تشهد صحافية سقوط أحد الركّاب في المياه ليلًا في ظروف غامضة. لكن سرعان ما تُصدم حين يرفض الجميع تصديقها بحجة أن جميع الركاب موجودين،...اقرأ المزيد فتواصل سعيها وراء الحقيقة.
المزيديأتي فيلم The Woman in Cabin 10 في نسخته السينمائية لعام 2025، من إخراج سيمون ستون وبطولة كيرا نايتلي، كمحاولة جديدة لإعادة إحياء واحدة من أكثر التيمات استهلاكًا في أدب الجريمة والإثارة: شخص يشهد جريمة قتل، ثم لا أحد يصدقه، وكل الأدلة قد اختفت، ورغم أن هذا الموضوع قُدم في العديد من الأعمال السابقة، فإن الفيلم استطاع أن يقدم معالجة خاصة، خصوصًا في نهاية مفاجئة غيرت المسار المتوقع للأحداث، ومنحت القصة بعضا من الإثارة. القصة تدور حول صحفية استقصائية تسافر على متن يخت فاخر لحضور رحلة بحرية تنقل نخبة...اقرأ المزيد من الشخصيات المؤثرة، في إحدى الليالي، تسمع صرخة ثم تشهد ما تعتقد أنه جريمة قتل في الكابينة المجاورة لها، لكن حين تحاول الإبلاغ عن الأمر، تكتشف أن لا أحد رأى شيئًا، والمرأة التي زعمت وجودها ليست على متن اليخت أصلاً. الطرح هنا ليس جديدًا، لكنه لا يزال فعالًا من حيث التشويق، لا سيما حين تكون الشخصية الرئيسة صحفية لا تستسلم بسهولة، وتحترف الشك والبحث، ما جعل دوافعها لمتابعة القضية حتى النهاية منطقية تمامًا ومتماسكة مع طبيعة شخصيتها. وهذا يُحسب للفيلم من حيث البناء النفسي للشخصية. رغم أن الفيلم يدور على ظهر يخت يُفترض أنه يبحر في شمال أوروبا، إلا أن المناظر الطبيعية شبه غائبة، وحتى الشفق القطبي الذي كان أحد عناصر الجذب للرحلة لم يُستغل بصريًا، وهو أمر محبط قليلًا نظرًا لإمكانيات الإخراج والتصوير المتاحة، ومع ذلك، لا يمكن إنكار أن الصورة السينمائية كانت نظيفة وأنيقة، لكن تفتقر إلى اللمسة البصرية التي تميز أفلام الغموض ذات الطبيعة المغلقة. ومن أبرز ما ميز الفيلم هو تماسك الأحداث مع خلفية البطلة المهنية، فكونها صحفية استقصائية جعل إصرارها على إثبات وقوع الجريمة منطقيًا، وغير مفتعل. إلا أن ما يُحسب على العمل هو سهولة حركة البطلة على اليخت، حيث تدخل وتخرج من الكابينات وتتفحص المرافق دون أي عوائق، وهو أمر يُضعف الإحساس بالمخاطر أو بالعزلة التي يُفترض أن تخلق التوتر في هكذا نوع من الأفلام. أما عن أداء كيرا نايتلي، فقد جاء مقبولًا من حيث التماهي مع شخصية مضغوطة نفسيًا ومحاطة بالشكوك، لكن تعبيرات وجهها ظلت جامدة أغلب الوقت، ما قلل من تأثير بعض اللحظات العاطفية أو المشحونة بالتوتر. وينطبق ذلك بدرجات متفاوتة على باقي الشخصيات، التي بدت أكثر كأدوات لتحريك الحبكة منها كشخصيات حقيقية يمكن التفاعل معها. رغم أن الفيلم يقدم قصة مشوقة ومبنية على تيمة ناجحة، إلا أن تنفيذه جاء بين بين: لا هو عمل مثير من الطراز الأول، ولا هو فاشل أو ممل، ببساطة، يمكن القول إنه فيلم جيد للمشاهدة لمرة واحدة، ولن يترك أثرًا طويلًا في ذاكرة المشاهد، لكنه يقدم تجربة مشوقة لمن يبحث عن قصة غموض بإطار مغلق ونهاية غير متوقعة.