الشيء الوحيد اللي منعني من الخروج من السينما في نص الفيلم هو محمود عبد العزيز .. فأنا لغاية هذه اللحظة لم أفهم القصة! و لا أستطيع تعريف قصة ابراهيم الأبيض في جملة مفيدة .. فلم أستطيع أن أتواصل مع القصة و ذلك لسوء الربط و عدم بناءو تقديم الشخصيات بشكل منطقي و متواصل، فلماذا ابراهيم الابيض لديه هذه الروح الإجرامية منذ طفولته و حتى لو ظلم كطفل ؟!ما فيش حد بيتولد مجرم! و ما هو سبب وجود أم حورية في القصة اذا قرر الكاتب قتلها فجأة بعد ما بدأ بناء شخصيتها مباشرة و بعدما بدأ المشاهد أن يتواصل معها؟ فماذا أضافت للقصة ؟..و حنان الترك برضه؟؟ و أخو حورية المعاق ؟؟ و حورية التي تقرر الانتقام و عملت كل المصايب الي عملتهابحقد لتعود في اخر لحظةو تغير رأيها؟!! فلم يكن مشهد حورية تتلوع مشتهية ابراهيم الأبيض و هو بالمناسبة نفس مشهد هيفا في دكان شحاتة ، مبرر ليدل على أنها ما زالت تحبه فالحب شيء والشهوة شيء اخر مختلف تماما بالاضافة أنها أستمرت بالانتقام بعد هذا المشهد. فكما قلت بناء الشخصيات كان ضعيف و أشعرني بأن الكاتب كان يختلق الأحداث فقط ليبقي الشخصيات مستمرة بأي شكل مما جعل إقحام هذه الأحداث و كذلك الأكشن يبدو واضحاً و ملموساً فأدخلني في حالة توتر و أنا أشاهد مجموعة من المشاهد الغير مترابطة باحثة عن قصة . لا شك أن محمود عبد العزيز جعل الموضوع يستاهل العناء فأنا استمتعت بكل كلمة أداها و تمنيت أن يكون هو كل الفيلم .. فهو من حمل النص الضعيف و الاداء الغير مدروس لبعض الممثلين و اللي يمكن قرروا أداء الادوار في الفيلم لمجرد أن يكونوا مع المبدع محمود عبد العزيز .. صحيح النص ضعيف بس الممثل الي حاسس الدور ممكن يخليك تحس معاه فعمرو واكد خالاني أفهم هو مين و أفهم أحاسيسه مع إني أنا مش من مصر بس لاحظت فرق كبير بين لهجة عمرو واكد و لهجة أحمد السقا فواضح أنه لهجة واكد و طريقة كلامه المدروس هي طريقة الشباب اللي عايشين في بيئة مثل هذه البيئة فشعرت أنه (أزعر) كما نصفهم في بلاد الشام و أنه واحد منهم فهذه الشخصية مألوفة لأن هذه الفئة من الشباب موجودة في كل مجتمع عربي و في العالم كله حتى،أما السقا فكان يتحدث مثل أي شاب عايش في المدينة حياةعادية يتحدث بطريقة و لهجة ممكن أن أقول أنها كانت أنيقة شيئاً ما أحياناً. بالنسبة للبيئة فنقلت بشكل منطقي حيث أستطعت الاستمتاع بالمشاهد من ناحية الديكور و الحارات و الملابس بغض النظر عن الحزام ال GUCCI ,الموديل الجديد بغض النظر أصلي وللا تقليد, اللي كان لابسه السقا طول الفيلم و هو فقير من العشوائيات .تفاصيل بسيطة جداً من هذا النوع ممكن أن تشكك بمصداقية الشخصية أو حتى تدميرها.. بس ما علينا.
المخرج حاول عمل فيلم أكشن \"متطور\" بس يمكن حاول زيادة. و حعلق فقط على المشهد الأخير عندما جاء عبد المالك زرزور و أولاده للإنتقام من إبراهيم الأبيض . ليه كان في زجاج على الحنطور و هجموا عليه من خلاله؟؟؟؟ ما المشاهد من أول ما شاف الحنطور عليه أزاز و هو عارف إنهم متخبين جواه! يعني عنصر التشويق إتحرق كنا فقط ننتظر و حركة السلو موشن زادت الموضوع مللاً . و بعدين تم ضرب و تشريح الأبيض بالسكاكين و حرقه و ولع فيه نار بجد و طفاها و و لا توسخ ولا اتحرق من ملابسه اي شيء!و بعديها قعد ساعة ينازع و الدم ينزل من فمه و كأن الدماء هي العنصر المضمون الوحيد لتصنيف هذا الفيلم على أنه أكشن . فإذا لم تكن جميع العناصر الأساسية متوفرة لصناعة فيلم أكشن فلماذا يصنع ؟؟ ما الناس بتشوف أحسن التقنيات و القصص في الأفلام الغربية و بتتبسط !و إذا كان الهدف أن نرى الأبطال أو الضحايا أو القصص الإجتماعية أو الإنسانية التي تعكس مجتمعنا و من فيه فعلى الأقل أن يُعكس هذا الواقع أو حتى الخيال بصانعة أفلام جيدة أو بلاش . خرجت من السينما و أنا أستمع الى إستهزاءات الناس و خيبة أملهم في الفيلم و استنتجت اني دخلت فيلم تجاري سُوِق بأسماء من عملوا عليه و الغريب أن جميعها أسماء كبيرة أمتعتنامن قبل!