لما تسمع طول ما انت ماشى فى حياتك فى إتجاه مشاهدة افلام السينما تلك العبارة الغبية.. "أنا مخنووووووق..و عايز أضحك" ربما تتوحد انت شخصيا مع العبارة..و ترددها انت الآخر ايضا بنفس البلاهة! (عدم اللامؤاخذة) "عايز اضحك..عايز اضحك..!" ماشى يا معلم.. مش هأكلمك عن الحق فى التنوع و جمال مشاهدة الأكشن او حلاوة الفرجة على الخيال العلمى..او إثارة الساسبينس (التشويق)..ناهيك عن لهفة بعض المهووسين بأفلام الرعب! لن تحدثك حتى عن عشق "امثالى" بالفانتازيا (مثل ثلاثية الميتريكس (مش ماتريكس..نو..اسمها ميتريكس!)..او "لورد اوف ذا رينجز"..او الرجل الوطواط (بات مان / فارس الظلام)، اصبح جزءا كبيرا مصنف كـ "افلام البطل الخارق" و كان قبلها اسمها "الافلام المستوحاه من كتب مصورة مسلسلة"..و هى افلام تظل جميلة للغاية و مادة جذابة على مدار العصور، لو اتقن صنعها بمقتديات العصر الذى تعرض فيه بالطبع.) مش هأكلمك برضه انك مخنوق من شغلك و من مديرك اللى بيستنصح عليك و (عامل فيها مدير بجد!) و عايز تنساه و تنسى الـ"كاستمرز" الاغبياء..و تقضيها ضحك و قهقهة شوية!
بس هأكلمك..على انك فى الآخر بتقطع تذكرة و مش بتضحك! فكك من الفلوس..نو..هى كدة كدة هاتتصرف على فيلم سينما يومها..هاتتصرف على متعة و ترفيه (و ممكن تقول على ثقافة و فكرة حلوة و رسالة..و..و) ..بس انت يعنى..فى آخر الآمر..نازل و مربوط ساعتين على (كرسى مكسى قطيفة قابل للطى)..قدام شاشة 120 بوصة..علشان تنسى شوية، ضرب النار اللى شغال برة! (شغل و بيت و طلبات و مشاوير..و..و)) و ربما..تجد نفسك انك داخل سينما "جولدن ستارز" (أصل سينما سيتى ستارز "اللى فوق" مش "شيك كفاية" عند البعض! و برضه علشان تدلع نفسك و تؤكد لنفسك ايضا، قد ايه انت حقيقى..حقيقى انسان كلاااس..و بتدوب فى قلوب الناس )و غالبا فى الآخر بيبقى مفيش ضحك! بالكتير شوية ابتسامات و ضحكتين)
يعنى ممكن خروجة مع مصطفى و لا محمد و لا حسين و لا جون و لا جورج و لا مع واحدة صاحبتك لو كنتى بنت..لو دمهم خفيف..كانت ضحكتك اكتر!
بس فيلم "كلاب عجوزة" بقى..فيه ضحك بجد!.. آه يا مان!.. ضحك حقيقى!..قصة بسيطة و جميلة و مضحكة ظريفة و دمها خفيف.. هو مش بنفس قوة (وحدى بالمنزل) او (هناك شئيا ما بخصوص مارى) او (قابل آل فوكرز)..معاك..و لكنه فى الآخر ربما من الطف افلام "جون ترافولتا" الكوميديا و حلقة جديدة من ابداعات "روبين ويليامز" المتقنة (خصوصا ان ليست جميعها شديدة الاتقان)..و الفيلم ده بقى يا رجالة..جامع الشامى على المغربى..جون ترافولتا و روبين ويليامز! (ربما لأول مرة!) عموما..التكتلات الفنية غير ملزمة ابداعيا..يعنى ايه..يعنى لا تفرز (بالضرورة ابداعا خطيرا او رائعا من جراء هذا التعاون المشترك..يعنى هى مشيت قشطة فى ثلاثية (الآب الروحى) مثلا..بس لبخت شوية فى فيلم "حرارة" (دى نيرو و باتشينو)) و لبخت مووووووووووز فى "حق مشروع" (نفس الدويت)..و ايه يا معلم..اسمهم..روبرت دى نيرو و آل باتشينو (عارف هاتقول لى ايه.."بقى فيلم "هيت"..مش جامد؟ حرام عليك!"..اقول لك..عيب قوى ان "ليونيل ميسى" نجم نجوم برشلونة يؤدى اداء "محمد بركات" مثلا..حتى لو "بركوتة" بتاعك..ملك الحركات..و بيلعب جامد..او ان "تيرى هنرى" يديك اداء "شيكابالا" مثلا حتى لو شيكابلا ده..ابرز واحد فى سنه فى مصر! فهمتنى؟ يعنى يسرا مثلا جامدة فى التمثيل (كثيرا مش دايما..عااارف!)..بس مهياش "ميريل ستريب" مثلا..و لا العكس برضه..يسرا يسرا و ميريل ميريل! (معلهش يعنى..و مهياش عقدة خواجة..احمد زكى فى عشر افلام راجل عالمى و محمود عبد العزيز فى "الكيت كات" كان عالمى.) الفيلم بقى.. بيخش على طول فى القصة..مفيش وقت يضيعه..نو.. اهجم على المشاهدين يا ريس! يعنى واحد زائد اتنين يساوى تلاتة... هوب هوب هوب هوب.. و تعرف ده مين و ده مين و بيعملوا ايه و ازاى و ليه.. و بتقتنع.. "شاخد" لى بالك؟ و بعدين حلوة و جديدة فكرة انه البطلان الرجلان قصدى..مش البطل و البطلة.نو..الرجلان يعملان "مسوقين رياضيين"..مش موجودة الوظيفة دى فى مصر!..على ما اعتقد!..شكله جامد التسويق الرياضى ده..و هى لا علاقة لها بسمسرة اللعيبة..بالمناسبة.. ممكن الواحد يبقى يدور على "كارير" فيه او بتاع!! وجود البطلة اللطيفة و الجميلة دى.."كيلى بريستون" (48 سنة و مازالت جذابة "كوتكووتة" (: (بحسب تعبير بوحة!)) عامل جو و "رائحة حلوة" . بتتورط الست الحلوة دى..فى جريمة "بسيطة" كدة..تودعها السجن لإسبوعين..و ده يخليها "تلبس" روبين ويليامز الطفلين مدة غيابها! بيتورط البيه فى مصاحبة اولاده اسبوعين..و هو الراجل الاكثر عزوبية على الإطلاق!..
كيلى دورها صغير و لكن مؤثر..و مبهج ! :) "هى ام وحيدة "سينجل مام" زى ما بيتسموا فى الـ"ستاتس"تورطت و منذ سنوات تحت تاثير مغامرة جنونية من الثنائى المتهور اياه..لما زاروا المدينة و اتعرفوا عليها فى بار..فى الزواج من روبين..اعقبها ندم فظيع..و انفصال سريع للغاية (بطريقة بريتنى سبيرز) و وجدت نفسها متزوجة و بعدها ام من رجل يعيش بعيدا سنوات لا يعرف و لا يشغ باله..و لم تهتم بمطاردته و محاصرته..بل واصلت حياتها فى هدوء! تعرف بقى يا معلم لاحقا ان الباشمهندس لم يعرف انه والدهما غير بالصدفة البحتة! ما هى ماقالتلوش! شايفين الحبكة يا جماعة؟ شغل ناس بـ"تطرز" دراما..بتنسجها..ارفع الـ"شابوه" لكلا من "ديفيد دايموند" و "ديفيد وايزمان" (الكاتبان و السيناريستان).
تميز مخرج العمل "والت ديكر" فى إخراج الفيلم بحس كوميدى عال للغاية..بجد برافو.. اجاد الثلاثة..روبين و جون و كيللى..و اجاد برضه سيث.. الموسيقى هادئة..ليس هذا الفيلم بالمكان الذى يستعرض فيه المؤلف الموسيقى "عضلاته" الابداعية.. الديكورات كويسة..و تم توظيفها بشطارة و مهارة مع الجدعين بتوع "الامن الوقائى"..و برضه فى السجن المؤقت بتاع "كيلى".. زمن الفيلم معقول..مش متطلسق و لا ممل..و ده يرجع للايقاع بتاع المخرج.. النهاية بقى..ماتعرفش ليه قلبت فى سكة افلام اوائل التسعينيات؟ (كوميديا من عشرين سنة مثلا!) ليه؟..الله اعلم! و دى نقطة ضعف فى الفيلم.. المونتاج جميل.. الفيلم جميل و دمه خفيف..حتى فكرته..حتى إسمه..ادركت معناه اللذيذ و "الطِعم" لاحقا.. لو كنت من مدمنى الافلام الاميريكية سيجعلك هذا الفيلم الجميل (لا اقول الرائع..بل فقط الجميل..بالمناسبة!:) ) سيجعلك تستدعى روحى الدويت السينمائى المتميز حقا.."جاك ليمون" و "والتر ماثاو" (لو تذكر ثنائية "رجال مسنون غاضبون (Old Grumpy Men)..الفيلم ايقاعه سريع..به احداث متعددة..به ضيوف كثيرين..به "رمزى" بتاع "عدولة" (راجل و ست ستات) بس على امريكانى و هو الممثل الشاب الخفيف الظل "سيث جرين" و ممثل لطيف و "مضحك" بجد.."سامح حسين"..بس على "اميركان" بقى..
الانتاج..معقول..مهواش سخى قوى..و لا هو برضه شحيح..يعنى فى مشاهد السفر..اتسرف عليه حلو فى المشاهد اللى عبر البحار..بس فيه حاجات تانية عادية شوية (بالنسبة للسينما الاميريكية يعنى!).
الـ"ميك آب"..رائع..و هاتاخد بالك من قصدى لما تشوف الفيلم.. فيلم كويس و يضحك و له معنى و مش تافه و يستاهل يتقطع له تذكرة و و انك "تنقطع" له الساعتين.. مهواش قمة..بس نايس.. شغال يعنى
النتيجة الإجمالية: 7.5 من 10