استخدم المخرج هنري بركات تلك المرة اداة الانثى في فيلمه وتحملها كل المسئولية على عاتقها وتحمل مصير اسرة باكملها ، فابدعت فاتن حمامة في دور عزيزة عندما فجأ المرض زوجها وقررت ان تخطو وتهرول وراء لقمة العيش ، فصور هنري بركات برؤيته الخاصة عمال الترحيلة ومن بينهم المرأة عزيزة التي غلبت عليها ملامح الفقر برغم نضارتها وصغر سنها وما تتعرض له بدء من انتظار موسم جمع الترحيلة وسفرها إلى قرية اخرى والعمل فيها وغربتها ، كما صورها بمشهد وداعها لزوجها ، ثم انطلق هنري واخذنا معه بابداعه وعينه التي ترى الجمال عقب وقوعها في الخطيئة ومشهد اغتصابها والذي ظل محفور في ذاكرة السينما بتيمة واحدة (جزر البطاطا كان السبب)، ومع بداية رحلتها في إخفاء مصيبتها وروعة لحظة المخاض عندما فجاءتها وابداعها في توصيل الآلم للمشاهد ثم حنينها لوليدها رغم انها ابن سفاح إلا ان مشاعر الامومة كانت اقوى ...تمكن مع كل تلك الرؤى إلى توصيل فكرته عن المرأة وما تحمله من صعاب ومسئولية بسهولة بالغة لا تجد بعدها صعوبة في قولك المرأة بمية راجل.