نمر جميعا بلحظات من التمرد فى حياتنا، تصل أحيانا لأن تكون على الحياة نفسها، منا من يحولها إلى واقع يعيشه، منا من يكتفى بمجرد الحلم أو الفكرة، منا من يمتلك الشجاعة ليتحمل العواقب، ومنا من ينهار سريعا أمام أول نتيجة سيئة لتمرده. جينى الفتاة الجميلة، الحالمة، و المتمردة، قد وجدت الشجاعة الكافية لرفض مستقبل رسمه لها والدها، لتبدأ حياة جديدة على طريقتها، قررت التمرد على تعليم لا يوصل لها سوى شعور بالملل، على عكس حياة الموسيقى، الافلام، الكتب، والسفر والتى تصل بها إلى النشوة، وعندما اكتشفت انها خدعت فى هذه الحياة، أمتلكت أيضا الشجاعة الكافية، للعودة بحياتها إلى مسارها السليم.
فكرة الفيلم قد تبدو مكررة بشكل أو بأخر، لكن الذكاء كان فى نقل هذه الفكرة المكررة، بشكل يجذب المشاهد ليتابع الأحداث حتى نهايتها، بل يصل أيضا بالمشاهد لأن يقرر بأنه فيلم يستحق المشاهدة أكثر من مرة، ذلك لأن صناعة الفيلم تمت بشكل موفق للغاية، أزياء، ديكور، موسيقى، والالوان جاءت جميعها متسقة تماما مع الإطار الزمنى التى تدور فيه الأحداث وهى فترة الستينات. الاداء الرائع للممثلة الموهوبة كاري موليجان، والتى تأثرك منذ بداية الفيلم، ففى الجزء الأول من الفيلم تؤدى شخصية الفتاة المراهقة باتقان شديد، وعندما تتعمق علاقتها بـ ديفيد تبدأ بإقناعك بأنها امرأة راشدة كاملة الأنوثة، تعد موليجان عامل مهم فى نجاح صنعة هذا الفيلم. الفيلم جيد يستحق صناعه التحية، ويستحق المشاهدة.