بعد عام من انتهاء تصويره تم إذاعة مسلسل عابد كرمان الذي منعه النظام السابق في مصر من العرض لتضمنه مشاهد كثيرة عن موشى ديان رفض النظام ان تطوله وبعيدا عن كواليس واسباب منع العرض إلا أننا امام مسلسل لم ينل قدر كبير من المشاهدة يوازي ما سبقه من أعمال عن المخابرات المصرية مثل (رأفت الهجان) و(جمعة الشوان) و(حرب الجواسيس) فبرغم من أن قصة المسلسل مأخوذة من عمل للقصصي (ماهر عبدالحميد) والذي يعد اول من كتب قصص عن الجاسوسية وقبل الكاتب صالح مرسي إلا أن المسلسل جاء هابطا دراميا وحواريا ولم يتمكن من التخلص من حالة الملل التي تصيب المشاهد ولم يكن به حبكة درامية مليئة بالتشويق والاثارة التي تحتاجها مثل تلك الانواع من المسلسلات وهكذا جاءت احداث المسلسل كلها متشابهة من عمليات استخبارية فاقدة لعنصر الغموض إلى جانب فقد الشخصية نفسها لأي ابعاد انسانية ولم يخرج المسلسل بأي مزج بين القصة الحقيقة وقدر من الخيال ليعطي للعمل المخابراتي مذاق خاص، ولهذا نجد أن بشير الديك افتقر في ذلك المسلسل إلى ابسط قواعد شد انتباه الجمهور بالاضافة إلى تكرار الجمل الحوارية المتشابهة والتأكيد على وطنية عابد كرمان المباشرة من خلال حوار يكاد يكون مأخوذ من كل مسلسل يشبه تلك النوعية من المسلسلات إلى جانب ذلك استخدام الشخصيات الاسرائيلية الفاظ وجمل دارجة باللغة الشعبية المصرية ولذلك فإن المسلسل اذا تم دمجه في 15 حلقة فقط سوف يكون اكثر حبكة ..كذلك اختصر المسلسل على علاقة العميل عابد كرمان بثلاث شخصيات فقط من الجانب الاسرائيلي في الوقت الذي زادت فيه المشاهدة الاسرية وعلاقاته الشخصية وهذا ما زاد الطين بلة لان المسلسل ليس حياة شخصية واسرية للعميل وإنما يصور ما قدمه للجانب المصري وكيف توصل لهدفه