على غير المتوقع يأتي فيلم ليلة قرش منفردا عما سبقه من أفلام تناولت تلك القصص البحرية الدامية والتي يهتم مخرجيها دوما بطغاء اللون الأحمر على معظم مشاهدها دون الأهتمام بعمود الفيلم الفقري والذي تنساب منه أحداث الفيلم.
وهنا يأتي تميز فيلمنا الذي يبدأ برحلة بحرية لبعض الشباب والفتيات إلى إحدى الجزر لقضاء عطلة نهاية الأسبوع بعد دعوتهم من قبل زميلتهم (سارة) للاستمتاع بجمال الطبيعة والمياه التي تكن لهم الكثير من المفاجأت الدامية سواء الأدمية أو غير الأدمية ترى من منهم سيكتب له القدر رؤية اليابسة مرة أخرى؟!
منذ سطوع ضوء المشهد الأول من الفيلم وباتت إحدى بطلات الفيلم بين فك القرش المتخفي أسفل الماء وصارت تتحرك حركة زجزاجية سريعة بالمياه وكأنها (رونالدينيو) وهو يراوغ أمام المرمى ظننت أنني سيتغلب علي النعاس بعد ربع ساعة من متابعته إلا أن مخرجه "ديفيد آر. اليس " كان له رأي آخر فقد جمع فيلمه بين الإثارة والمفاجأة المتمثلة في كيفية وجود القرش بأنواع وكميات مذهلة داخل بحيرة مغلقة وكذلك التشويق النابع من مطاردة القرش الدائمة لأبطال الفيلم والتي تجعلك تتعاطف معهم دوما إلى جانب الرومانسية التي أجبرت "نيك" على قبول تلك الرحلة منذ البداية لحبه الشديد لسارة رغم قرب موعد امتحاناته وأيضا الأسمر "مايك" الذي خطى صوب الماء بذراع واحد ماسكا حربة بعد التهام القرش لذراعه الآخر رغبة في قتله وعلى الرغم من عدم منطقية ذلك المشهد لكني تقبلته بنفسا راضية لأن دافعه هو الانتقام ليس لذراعه بل لحبيبته "مايا" التي التهمها القرش في مشهد سابق.
التصوير رائع سواء أسفل المياه حيث هجوم وانسحاب القرش أو حتى أثناء فرار الأبطال منه كما أن التصوير خارج المياه كان شيق خاصة في انفجار اللانش الخاص بسارة بعد ارتطامه بأحد مراسي البحيرة وما تميز به هذا الفيلم عن غيره هو أنه ليس في كل مرة يهجم فيها القرش يحصل على مناله وإن تمكن فعلا من فريسته فإنك لن تجد دوما الدماء بل يكتفي المخرج بإيهامك بافتراس القرش لضحيته أو تصوير المشهد لإيصال تلك الفكرة دون التطرأ للتفاصيل التي تقشعر جسد الكثير منا.