تتجلى أستاذية المخرج فطين عبد الوهاب بفيلم خطيب ماما لاستعابه الكامل والتام لقصة الفيلم التي وضعها الكاتب العبقري السيد بدير ومافيها من احداث تدور أغلبها في إطار كوميدي تشويقي حيث الفتاة المدللة مشيرة (نبيلة عبيد) التي تخبرها صديقتها بسر دفين حول علاقتها بشاب سلب عذريتها وغرر بها...تتوالى الأحداث حيث يقع خطاب صديقتها في يد المحامي طلعت (أحمد مظهر ) ويظن الجميع أن مشيرة هي صاحبة المشكلة وهنا تبدأ الكثير من المفارقات التي عرضت من خلال احداث الفيلم بصورة شيقة وخفيفة تخلو تماما من الملل والسأمة والمشاهد الطويلة التي يتم حشوها بحوارات ليس لها أي اهمية ، فكل مشهد لا يتعدى مدته من ثلاث إلى أربع دقائق كما أن الانتقال بين تلك المشاهد تم بطريقة سلسة وبسيطة دون تعقيد أو سقطات تذكر ،بالإضافة إلى ذلك استخدام المفارقات كنوع من الحبكة الدرامية للقصة وطريقة عرضها بصورة متوازية للاحداث ، ولا يغفل نجاح المخرج فطين عبد الوهاب في منطقية اختيار ابطال العمل وخاصة دور مديحة يسري كام والذي أدته ببراعة شديدة في نفس الوقت الذي قامت فيه بدور سيدة العقد الرابع من عمرها تتولى رعاية ابنتها بمساعدة والدها وتتعلق بحب المحامي طلعت (أحمد مظهر) الذي استطاع هو اﻷخر من تقديم عمل جاد ومحترم يضاف إلى أعماله التي زادت من نجوميته حتى أن مديحة يسري ابهرتني بدرجة نضجها الواضح في تأديتها للكثير من المشاهد بصدق واقتدار وإلى جانب دور بطلي الفيلم مديحة يسري وأحمد مظهر يأتي دور النجمة نبيلة عبيد فبالرغم من أنه ليس العمل اﻷول لها وأنها قد ظهرت في العديد من الأعمال الأخرى أكثر نضجا سنا وجسدا إلا أنها استطاعت بنجاح في تقديم تلك الفتاة المدللة الصغيرة ...ولهذا فإن الفيلم بمنظوري الشخصي يعتبر فيلما جيدا من حيث الصنعة المتقنة للمخرج فطين عبد الوهاب الذي استطاع أن يأخذ العديد من الكادرات البسيطة التي لا تستدعي أي تركيز او تعمق في التفكير يشدك من أحداث الفيلم بعيدا .ليخرج عملا نظيفا وجاد ومحترم.