تخيلت أن يكون فيلم (الأنس والجن) خدعة جديدة وفيلم يقود إلى قائمة من الأفلام الغير هادفة التي أُغرقت بها السينما المصرية في الثمانينات وخاصة أن الفيلم يندرح تحت أفلام الرعب و العفاريت ....ولكن ما قدمه المخرج محمد راضي عام 1985 من خلال هذا العمل يعتبر من أفضل الأفلام الممتعة والمحترمة التي قدمها ذلك المخرج العبقري والتي دارت في إطار سينما العفريت والجن والشعوذة وعلاقة ذلك بالإنسان فقصة الفيلم التي كتبها المؤلف محمد عثمان تدور حول طبييبة شابة فاطمة (يسرا) تعود إلى مصر بعد إنهاء دراستها بالخارج وتتعرف أثنا تواجدها بالطائرة على أحد العلماء ويدعى جلال (عادل إمام)يترك سهوا حقيبته معها ليكن ذلك سببا في تعارفهما فيما بعد محاولا التقرب إليها والزواج منها ومعترفا لها بحقيقته الغير بشرية وأنه جن سفلي تعلق بحبها فتحاول الطبيبة فاطمة في بدء الأمر تدارك الموقف بإقناعه بعدم قبول ذلك فيستاء الجن جلال ويحذرها من الزواج من زميلها الطبيب أسامة (عزت العلايلي) معلنا غضبه عليها ....القصة مثيرة وشيقة وتتناول عالم الاشباح والأروح وفكرة عشق الجن للإنس ومحاول البحث في العوالم الخفية وما وراء الواقع والصراع الدائم ما بين العلم والمعتقدات الدنيوية والخرافات....نجاح الفيلم اعتمد بشكل كبير على أداء الفنان عادل إمام وبراعته في استخدام جميع أدواته وانفعالاته كاشفا عن وجه قبيح ومسخ شيطاني وكان نموذجا لشجاعة مضاعفة من ذلك الفنان لتقديم مثل تلك الشخصية الصعبة كذلك أداء الممثلة الموهبة يسرا في شخصية الطبيبة المغلوب على أمرها والتي وقع الجن في حبها لم يكن بأداء سهل وإنما جاء بشكل مبهر لا يمكن إنكاره وهو ما دفع الفنانة يسرا عقب ذلك من تقديم عملين عل نفس الشكيلة كان منهما فيلم التعويذة مع الفنان محمود ياسين كذلك براعة المخرج محمد راضي تجلت في استخدام كاميراته لتصوير وتوفير جو درامي مناسب لتلك القصة المرعبة من خلال الإضاءة الحمراء وحركة الكاميرا وتنقلها بين أبطال العمل ولم يتوقف دوره عند الإخراج فقط بل برع أيضا في تقديم شخصية الدجال مستغلا شكله الذي يوحي ويدخل الكثير من الرعب في نفوس المشاهدين واعتقد أن الفيلم يستحق أن ينجح فنيا وتجاريا لما قدمه من تجربة جريئة ويجب مشاهدته.