يعتبر فيلم (سوق النساء) للمخرح يوسف فرنسيس من أكثر اﻷفلام العربية والمصرية التي ناقشت قضية اجتماعية هامة ظلت لفترة طويلة لا يقترب لها أي مخرج او مؤلف تحسبا وخوفا من شريط الرقيب ولعدم التمكن من عرض القضية بالشكل الذي يرأه أي مخرج تبعا لرؤيته الخاصة ولكن فيلم سوق النساء الذي تدرور قصته حول الصحفية نادية (شريهان) التي تفاجأ أثناء تغطيتها قضية انتحار فتاة بأن تلك الفتاة شقيقتها الصغرى وأنها وقعت في يد عصابة لممارسة الدعارة وتسويقها يقودها شريف (حسين فهمي) فتقرر الانتقام منه وكشف حقيقته في الوقت الذي يتولى الضابط أحمد (محمود حميدة) التحقيق في القضية ويحاول كشف الشبكة كان أهم ما يميزه واقعية الكثير من الأحداث التي تجلت بعضها في أداء محمود حميدة كضابط شرطة وخوفه على شقيقته الصغرى من تواجدها لوقت متأخر خارج المنزل وتأثره الكبير بالقضايا التي يقوم بالتحقيق فيها كان أبلغ ما يدل على واقعية الفيلم كذلك طريقة عرض الفيلم لتلك القضية والتحليل الذي قدمه المؤلف يوسف في قصته كان من أفضل الطرق التي دعمت أحداث الفيلم،،،،وبالرغم من أن الفيلم يناقش قضية هامة وهي قضية ممارسة الدعارة واستغلال الفتيات الصغيرات السن وتصويرهن في أوضاع مشينة دون علمهن كان يستدعي أن تكون هناك الكثير من المشاهد الساخنة إلا أن الفيلم جاء عارضا للقضية بطريقة محترمة وغير بذيئة كذلك ملابس الفنانة شريهان لم تخرج عن المقبول وأدت دورها ببراعة....قد يكون الفيلم طاله الكثير من مشاهد الحشو والتي دعت إلى الملل والسأمة وخاصة في المشاهد التي قامت فيها شريهان بتقديم استعراضات ليس لها داعي ولا تخدم قصة الفيلم نهائيا إلا أنه كان هناك بعض التشويق واﻹثارة خدمت بالموسيقى التصويرية التي أوحت بالترقب والخطر طوال أجداث الفيلم ...ويذكر هنا دور الفنان الوسيم (حسين فهمي) الذي أراه دائما لا يبدع إلا في مشاهد (الفتى اﻷمور المعجب بنفسه والمبسوط اوي بإعجاب الأخرين به) فجاء دوره على غير العادة حيث قدم شخصية القواد المحترف واستطاع أن يقنع المشاهد بإنحلال أخلاق الشخصية حتى عندما وقع في غرام الفتاة نادية ادى الدور بحرفنية ومصدقية عالية متحولا من شخص قواد إلى شخص يرغب في العيش بسلام ولهدا فإن الفيلم أدى رسالة قد تكون بسيطة ولكنها هامة تبلورت في جرأة الموضوع.