العالم السفلي والعوالم الأخرى، وتقديم دراما شيقة حول الأساطير اكثر ما يميز أي مخرج أو مؤلف ويزيد من قائمة نجاحاته لما يتطلبه ذلك من خيال واسع وبراعة وعبقرية في سرد قصص رائعة يمكن من خلالها جذب الجمهور وتحقيق النحاج المنشود، وقد استطاع المخرج (جوناثان ليزمان) برفقة المؤلفان (ديفيد جونسون)، و(دانا مازياو) في تحقيق ذلك وأكثر؛ بتقديم فيلم (غضب العمالقة) الذي يحكي عن صراع الآلهة وتحكمهم في الجنس البشري وخاصة عندما يتقاتل كلا من الآله زيوس وبوسيدون مع الآلهين هيدس وأرس رغبة؛ في إطلاق صراح الوحش كراكن والمعروف باسم كورانوس لتسود عظمتهم وقوتهم أمد الدهر.... يحاول بيرسيوس ابن الآله زيوس إنقاذ والده ويطلب المساعدة من إيجنور ابن بوسيدون الذي قتل في المعركة.... الحبكات الدرامية التي وضعها جونسون ومازيا وكانت أكثر من رائعة وكثيرة، ولم يقتصر على خط درامي واحد يستكمل به الفيلم. وبالرغم من وجود شخصيات كثيرة بالفيلم واعتماد السيناريو عليها إلا أن ذلك لم يشتت الجمهور ولم يستدعي الاستعانة بورقة وقلم لرسم محاور تلك الشخصيات. الفكرة نفسها جيدة والتي تدور عن صراع الآلهة مع الجنس البشري والتعمق في حياة الآلهة بشكل كبير وأن هناك صراعات ومخاوف تستبد وترهق حياتهم. ومع أن تلك الفكرة قدمت في أكثر من عمل إلا أن المخرج جوناثان قدمه بشكل جديد من خلال ادخال خدع بصرية ومؤثرات صوتية وخاصة شديدة التميز ولم تكن التيمة المستخدمة مستهلكة ولا مكررة بالشكل الذي يشعرك بالملل وكان لإقحام قصة الحب بين بيرسوس وأندروميديا (روزموندا بايك) أثر كبير في زيادة الإثارة ... فتح الخيال على نطاق واسع وكثرة المغامرات أدى إلى عدم القدرة على التنبؤ بالأحداث وتحقيق نوع من التشويق حتى نهاية الفيلم. وإذا كان أبطال العمل الحقيقيين تواجدوا خلف الكاميرا فإن ليام نيسيون ورالف فينيس وخاصة سام ورثينجتون كان لهم نصيب كبير في إضفاء بعض من الواقعية بشكل يجعلك تفكر هل من الممكن حصول هذا وهل هؤلاء الأشخاص موجودين في عوالم أخرى بالفعل.... يأتي في النهاية المكياج والديكور وبراعة (لي ساندلس) في تقديم ديكور منسق بشكل جيد يناسب الشخصيات الأسطورية في العمل.