عندما تفقد الواقعية

"ليس كل قاتل مذنب وليس كل قتيل بريء".... حكمة قد يراها البعض خالدة أو عبارة شعرية رائعة وضعها المخرج (سعيد مرزوق) كنهاية لفيلم المرأة والساطور معلنا بها براءة نبيلة عبيد أو سعاد من حكم المحكمة الصادر ضدها لقتلها زوجها أبو بكر عزت أو محمود.

أثير حول قصة الفيلم أنها حادثة وقعت بالفعل بمدينة الإسكندرية حيث قتل إحدى الزوجات زوجها والتمثيل بجثته وتقطيعها إلى أشلاء وبالرغم من أن القصة واقعية كما ذكر إلا أن فيلم (سعيد مرزوق) فقد هذا العنصر الهام عارضا حياة سيدة ناضجة عقلا وسنا ومن مستوى اجتماعي نوعا ما مرتفع ترتبط وتتزوج من رجل يوهمها بكل بساطة أنه يعمل بمكتب رئيس الوزراء وأذا بها تكتشف بأنه صحفي ثم تكتشف أنه لا يعمل، ثم تكتشف أن الشرطة تبحث عنه لاتهمامه في قضية نصب، ثم، ثم،.... كل هذه السقطات في حياته ولا تقف الزوجة قليلا للتفكير في حياتها معه (وهنا لابد أن تطلق ضحكة ساخرة عالية على هذا السيناريو) عقب أن تكتشف أنها تعاشر زوجا شاذا جنسيا ومع هذا مازالت مستمرة في الزواج مثل ما استمريت أنا في مشاهدة الفيلم إلى النهاية منتظرة تعاطفي مع تلك الزوجة ولكن سذاجتها الغير متوقعة قلبت الموازين ووجدت نفسي أجد مئات المبررات لما فعله محمود بها.

ومع أن كل الدلائل تشير إلى أن محمود يستحق القتل أكثر من مرة لما فعله إلا أننني أرى تلك المرة أن المذنب الحقيقي هو الزوجة سعاد التي قبلت في سذاجة أن تستمر في تلك الزيجة بالرغم من الكشف عن أوراق كثيرة لتقرر في النهاية قتله عندما يعتدي على ابنتها وكأن الاعتداء عليها ليس سببا قويا في التخلص منه أو أنها استمتعت بتلك العلاقة الشاذة ورفضت أن تكون تشاركها ابنتها فيها!

وإذا كان الفيلم فقد الاكتمال موضوعيا وفنيا وفقد الواقعية للاختلافات الكيبرة بين القصة الحقيقة وقصة الفيلم وهكذا طريقة أداء الفنانة نبيلة عبيد المفتعل إلا أن الفنان أبو بكر عزت نجح في أن يجعلك تكره شخصية محمود وفي الوقت ذاته تجد له دافع لاستغلاله تلك المرأة وأن تتصارع مع الأمور وتنتظر للنهاية.

الفيلم قد يكون حقق نجاحا جماهيريا لعرضه نوع جديد وجريء من القصص الاجتماعية ولمحاكته قصة شغلت الرأي العام لفترة ما إلا أنه فقد الكثير من عنصري التشويق والإثارة.