نظرة فنية

بالرغم من احتلال الحياة الشخصية لعدي صدام حسين مساحات كبيرة من الوسائل الإعلامية وتسليط الضوء عليها بشكل كبير أثناء تواجده على الساحة السياسية، إلا إنها لم يتم تناولها من خلال أي عمل درامي يذكر، حتى قدمها المؤلف (مايكل توماس) بفيلم (شبيه الشيطان) عن قصة للضابط لطيف يحيى الذي سرد من خلالها ما لاقه في حياته نتيجة الشبة الكبير بينه وبين صديقه عدي صدام.

وبعيدا عن القصة الحقيقة التي قدمها لطيف يحيى والتي تشابهت كثيرا مع سيناريو الفيلم وخاصة تصوير شخصية (لطيف يحيى) برفضه حياة عدي وما يحدث فيها وأن يده بريئة ولم تلوث بأي دماء، وهذا لا يعقل وخاصة أنه كان قريب منه بشكل كبير، وكان يرافقه في الكثير من الأماكن التي يتوجه إليه وخاصة الحفلات التي كان يقيمها؛ فإن الفيلم ركز على حياة عدي ومغامراته ونزواته المجنونة وعشقه للمال والنساء وإقامته للحفلات الماجنة، بالإضافة إلى عمليات الاعتقال والتعذيب التي كان يقوم بها،

ولم يتوقف الفيلم عند حياة عدي فقط بل زار من بعيد حياة بعض النسوة اللاتي كان يرافقن عدي من خلال شخصية سراب (ليودفيني ساجنير) التي اضطرت إلى قبول تلك الحياة خوفا من بطشه وعنفه ، وكذلك أشار إلى مستشاره الخاص منعم (رعد الراوي) الذي اعتقد أنه كان يؤدي شخصية عباس الجنابي كاتم أسرار عدي. وقد استطاع الممثل (دومينيك كوبر) أن يلفت النظر ببراعته في تأدية شخصية عدي صدام وكان للشبه الكبير بينهما أثر في ذلك، بالإضافة إلى براعته في تقمص الشخصية بطريقة ممتازة حتى كانت ابتسامته هي نفس ابتسامة عدي صدام التي اشتهر بها. أيضا يحسب لمهاراته تمكنه في نفس الوقت من تأدية شخصية لطيف يحيى وإظهار التناقضات بين الشخصيتين. ومع كل هذه الصور التي عرضها الفيلم لم يتعرض للحرب التي دارت بين العراق وإيران أو العراق والكويت والقضايا السياسية التي كان عدي سببا في حدوثها واندلاعها إلا من بعيد.

الفيلم يستحق المشاهدة واعتقد أنه تجربة تستحق التقدير بالرغم من بعض المناطق والمواضيع الغير منطقية التي عرضت.