لطالما تميز موسم الاعياد و بالتحديد موسم عيد الفطر بالتجارية البحتة دون النظر الى القيمة الفنية للعمل المطروح بالسينمات ، لكن هذا الأمر يجوز تطبيقه عندما يكون لديك اشباه ممثلين مثل سعد الصغير و دينا و امثالهم من المسوخ الفنية ، لكن ان يكون لدك عمل مليء بخليط من عملاقة الزمن القديم و الشباب الواعد ثم تفاجئ بالتجارية المقززة فيه فهذه تصنف كجريمة بحق كل من مثل فيه . لم يكن ينقص تيتة رهيبة اي شيء ، فلديك فنان موهوب - مع اقتنعي بأنه لم يستفد من هذه الموهبة - مثل محمد هنيدي يعكف على هذا العمل منذ ثلاث سنوات تقريبا ، و لديك مخرج مميز مثل سامح عبدالعزيز ، و لديك كوكبة من النجوم المساندين امثال عبدالرحمن ابو زهرة وباسم سمرة و محمد فراج وايمي سمير غانم ، و اهم شيء ميز هذا العمل هو عودة سيدة المسرح العربي سميحة ايوب بعد غياب دام ٣٦ سنة منذ فيلم رجل اسمه عباس رفقة محمود المليجي . اذاً اين المشكلة ؟ المشكلة لم تكن في التوهان الفظيع لسامح عبدالعزيز ، و لم تكن في السماجة الفظيعة و الايفيهات الى تصيبك بالضغط من يوسف معاطي ، بل كانت في هنيدي نفسه . فهنيدي يكتفي فقط بتغير شكله و يبقي على طريقته المستفزة التي تريدك ان تضحك رغماً عنك و التي ستكون الخطوة القادمة فيها بعد فشل كل الطرق هو ان يأتيك هنيدي شخصياً و يقوم بزغزتك في قاعة السينما ، فمثلاً شاهد عندليب الدقي و غير الايفيهات قليلاً لتناسب قصة قبطان فاشل فيظهر لديك امير البحار ، او عدل في المواقف الكوميدية في وش اجرام قليلا لتناسب شخصية رجل محكوم من جدته فينتج لديك هذا العك السينمائي المسمى مجازاً " فيلم " . سميحة ايوب في عودتها الموقرة للسينما - و يا ريتها ما رجعت - قدمت رغم كل العوامل السلبية المحيطة بها مثل ضعف قماشة الدور و كون السخصية مكررة ، قدمت اداء مميزاً اثبتت فيه ما بمقدورها تقديمه حتى في احلك الظروف . عبدالرحمن ابو زهرة فنان قدير لا داعي للحديث عنه فهو كالمعتاد يقدم اسلوبه الشهير بطريقة السهل الممتنع . باسم سمرة يثبت لي مجدداً عشوائيته في اختيار الادوار ، فباسم سمرة هو الوحيد الذي بامكانه ان يمثل في رائعة مثل عمارة يعقوبيان ثم يتبعها بفيلم جنسي مثل البيه رومانسي او احاسيس ، و من غير او سمرة يمكنه ان يبدع في فيلم مثل 678 ثم يمثل بعدها في فيلم مبني على الابتذال مثل شارع الهرم ، و من غيره يمكنه ان يقدم دوراً خالداً في بعد الموقعة - الذي وقفت اصفق مع الحضور لما يزيد عن الخمس دقائق عند مشاهدته في مهرجان كان - ثم يقدم بعدها دور ثانوي هدفه الاساسي هو الاستظراف . محمد فراج مبدع مهما كان الدور الذي يؤديه ، و صراحة لا الومه على الموافقة على هذا الفيلم فالوقوف امام قامات فنية مثل سميحة ايوب و عبدالرحمن ابو زهرة و محمد هنيدي هو امر مغر ٍ بالتأكيد . ايمي سمير غانم او منار هي نفسها مرفيت و هي ذاتها الدكتور و امل و هي لا تختلف شيئا عن الفرخة بدارة ، حيث تواصل ايمي تقدم نفس الدور مجدداً ، و اتوقع شخصياً انه بعد عدة سنوات ستختفي ايمي بينما ستبقى اختها دينا في القمة لانها تفهم ما معنى الفن . يوسف معاطي ، او بالأحرى تاريخ يوسف معاطي يذكرني بالجبل ففي بداية مسيرته مسرحيات تافهة مثل الجميلة و الوحشين و نشينت يا فالح ثم صعد مستواه الفنية فجأة خلال العشر اعوام الاخيرة لكنه عاد الفترة الأخيرة ليقدم نفس الاستهبال و الاستعباط . سامح عبدالعزيز بدا تائهاً و نمطياً على غير العادة ، حيث لم اشعر بوجود بصمته المميزة . لا ادري لماذا جعلني الفيلم اتذكر جملة كان يرددها ابي دائما " التجارة عمياء يا ولدي و لا تهتم الزبون بل تهتم بمال الزبون " .