الجزء الثاني من ألف مبروك بعشوائية في الأخراج و إنسانية كبيرة !

عندما تقطع تذكرة سينما لأفلام أحمد حلمي منذ فيلم زكي شان و حتي يومنا هذا فستتأكد أنك ستخرج من هذا الفيلم إما ببسمات أو بفكرة جديدة و مبتكرة تجعلك تفكر و تتأمل. بدأ الفيلم بإبداع في المقدمة في سرد كل شخصيات الفيلم و هم نائمون في طريقة رائعة و مبتكرة لتقديم الأسامي قريبة نوعاً ما من مقدمات المخرجة المتميزة " ساندرا نشأت " و التي دائما ما تهتم بالمقدمة. شخصيا, كانت الربع ساعة الأولي من الفيلم بالنسبة لي سيئة علي عكس بداية فيلم مثل عسل اسود مثلاً التي تجذبك للفيلم بطريقة ما. مرت الاحداث حتي وصلنا إلي مشهد كان كوميدي نوعاً ما و هو سقوط سيارة أحمد حلمي في النيل الذي كان أشبه بسقوط عربية كارتونية تسقط في النيل.

بدأت أنجذب لأحداث الفيلم عندما قابل أحمد حلمي حسن حسني الذي أبدع بمعني كلمة أبدع و أخرج عصارة قدراتة الفنية في هذا الفيلم. طريقة ممتعة و مسلية في مشاهدة الناس بدون أن يراهم و إثبات حسن حسني لحلمي هذا عن طريق المرايا رغم أنها حركة متوقعة و لكنها جيدة. أما ظهور ظل حلمي و حسن حسني علي أجسام الأخرين فكانت خطأ إخراجي كبير. أيضاً, معظم المشاهد الكوميدية كانت متوقعة نوعاً ما و لكنها تضحكك أيضاً. كان الجزء الأول بشكل عام قبل الإستراحة مقبول.

و لكن هناك أخطاء لا تمر علي أي مخرج محترف و أبسطها, رؤوف لا يتذكر أسمه, فكيف يتذكر أحمد السقا ؟ لماذا يمكنة تحريك الأشياء ؟ أما عن الأخطاء الخاصة بالتصوير, فعندما كان أبنه يرمي عليه " الدارتس " في غرفة نومة, كان يرميها فوق و في إحدي الكادرات ظهرت في الأسفل !! رغم أنه خطأ لا يؤثر في شئ و لكنه في غاية السذاجة !!

بعد الإستراحة و في النصف الثاني من الفيلم, ظهرت عشوائية و ملل كبير في الإخراج رغم وجود هدف و فكرة رائعة من الفيلم كادت أن تكون من أروع الأفلام في تاريخ السينما المصرية رغم عشوائية الإخراج و سذاجة نوعية في السيناريو. فقد يتوه المشاهد العادي, هل يقوم العاملين بخداعة أم أنهم ملتزميين ؟ زوجته هل ظلمها فقط في مشهد خالد أبو النجا أم في مشاهد أخري ؟ عشوائية غريبة في الإخراج ظهرت بكاملها في مشهد تحدث غادة عادل و باقي الممثلين عن مصاريف المستشفي.

كان من الممكن التعمق أكثر في فكرة أنه يري الأشياء بهذه الطريقة و لكن حدثت لهوجة نوعاً ما و بعض من السذاجة قريبة من التكرار. أيضاً, التلميحات السياسية في الفيلم جائت ساذجة نوعا ما رغم الفكرة الرائعة في ذهابهم للقصر الجمهوري و قاعة محاكمة و وزارات وما أشبه. أخيرا, نأتي لمشهد جلوسهم فوق الإعلان علي المحور و الذي يتحدث البعض عن سرقته بالتفصيل من فيلم just like heaven و رغم أعتراضي علي فجاجة الأعلان التابع لفودافون و لكن كان مشهد إبداعي و جديد علي السينما المصرية.

بشكل عام الفيلم يحمل رسالة جيدة رغم أن تيمته قريبة من تيمة ألف مبروك و لكنك تخرج من الفيلم بفكرة رائعة و إنسانية بشكل كبير أفسدها سلق المشاهد الاخيرة و الفيلم بشكل عام, عدم التعمق في فكرة الفيلم و التعمق في أشياء مكررة, و كما سبق و ذكرنا عشوائية الإخراج. ولكن سيظل أحمد حلمي الوحيد الذي يحذب المشاهد المصري و لا يقل مستوي أفلامه عن 7 من 10.