إنها هوليوود.... التي مازالت تبهرنا أو تتحفنا بخيالها الواسع في تقديم أفلام عن المستقبل البعيد، أفلام الخيال العلمي التي برعت في تقديمها دون منافس على الإطلاق، هوليود التي تجعلك تصدق إن ما تقدمه في أفلامها قد يحدث بالفعل وأن خرافتها قد تتحقق لتعيش بيننا كل يوم و تتكاثر وتتوارث....
ومع فيلم (After Earth) اعتقد أن هوليوود أرادت تلك المرة أن تتحفنا بعمل يدل على إنها بدأت في التراجع عن إمكانية تقديم أفلام خيال علمي ناجحة أو إن صح التعبير لا جديد لديها تقدمه غير قصص معادة ومستهلكة مئات المرات، فمبدئيا القصة متشابهة كثيرا مع العديد من الأفلام التي قدمتها هوليوود من قبل حول مصير الأرض واستعمارها من قبل فضائيين ووحوش، وتذكرت معها أخر أفلام الممثل توم كروز (النسيان) الذي كان يدور عن نفس التيمة تقريبا. ومن خلال سيناريو وضعه المؤلف (ستيفن جاجان) نلاحظ من البداية أن القصة غير مفهومة أو تقدر تقول انها صعبة الفهم وتحتاج لمجهود لربط الأحداث ببعضها والكثير من الكليشيهات القديمة التي يمكن التنبؤ بها، ولا أعرف هل هذا يرجع للمخرج (نايت شمالان) في تنفيذ الخطوط الرئيسية للعمل بهذا الشكل الغريب بدءً من اختيار طاقم العمل نفسه وتنفيذ الحيوانات والوحوش الفضائية أما لشيء أخر لم اكتشفه ! وهكذا المؤثرات البصرية والتي تعتبر شكل من أشكال التعبير السينمائي وأهم العناصر الابداعية لتحقيق ذلك فكانت غير مناسبة وغير مبهرة.
حتى الموسيقى والمؤثرات الصوتية فحدث ولا حرج فالموسيقى التصويرية كانت بعيدة عن تصوير البيئة الخالية بشكل كبير من الدقة لإقناع المشاهد بمصداقية هذه الأحداث
فبالنسبة للأداء التمثيلي فاعتقد أن ويل سيمث لا غبار عليه فهو ممثل بارع ومحترف ومتمكن في أداء أغلب أدواره؛ ولكن ف after earth وجدت شخصا أخر لا يملك غير تعبيرات وانفعالات مفتعلة وغير مناسبة لأحداث الفيلم، كانت أقرب لملقن شخصيات أو ممثل يقرأ دوره من الورق، ويأتي دور ابنه (جادين سميث) المعنى الحقيقي للاشيء غير إثارة الغيظ، ويشعرك بأنه أول دور له وأول مرة يقف أمام الكاميرا
في النهاية فيلم أخر ينضمن للأفلام التي لا تقول شيء.