أغلب أفلام الحرب الباردة، واﻷفلام اللي بتدور معظم مشاهدها داخل غواصات نووية دايما بيبقى ليها شكل سينمائي تقليدي بحت، أو تقدر تقول إن اللون فيها واحد، وكلها مشتركة لحد كبير في خلوها من العنصر النسائي (يعني مش هتلاقي بطلة)، وهكذا طول المدة دايما أغلبها بيبقى ساعتين أو أكتر،
وبالرغم من إن فيلم (Phantom) كسر قاعدة طول المدة (90 دقيقة تقريبا)، إلا إن بطئ المشاهد خاصة النص ساعة الأولى من الأحداث؛ حسستني إن بتفرج على فيلم بارد بالفعل، وإنه مش أقل من ساعتين تلاتة. قصة الفيلم بتعود تاريخها إلى أربعينيات القرن الماضي حول الحرب الباردة السوفيتية الأمريكية، حيث يتم إرسال الكابتن ديمي (أد هاريس) لقيادة غواصة صواريخ نووية سوفيتية، وإذا به يجد نفسه في حرب ضارية داخل غواصته، خاصة بعد اكتشافه وجود خونة من الطاقم نفسه، فيحاول بشتى الطرق إنقاذ الغواصة والقضاء على هؤلاء الخونة...
بعد مرور 30 دقيقة تقريبا من مدة الفيلم هتبدأ الأحداث في التحرك شوية، وهنبتدي نشوف رؤية المخرج (تود روبنسون) في تنفيذ فيلم زي ده، وطريقة دفعه للأحداث في إتجاه الأزمة اللي وقع فيها ديمي، والاعتماد على عاملي الترقب والإثارة للسيطرة على المشاهد، وهنشوف محاولة (هاريس) في إنه يقدم دوره بشكل جيد حيث القائد الذي يؤدي مهامه بمنتهى الدقة, مهتما براحة رجاله وسلامتهم, مؤكدا على ضرورة إنقاذهم، وتحقيق واجبه الوطني،،، وكيف أثر وقوع حادثة ﻷحد طاقمه سابقا على نفسيته، وإصابته بنوع من الصرع بالإضافة إلى نوبات هلوسة كانت سبب في ضرورة إتخاذ قرار بتقاعده عن العمل، أيضا هنلاحظ مصداقية (ديفيد دوشوفني) في تقديم شخصية بروني، وإزاي إقدر بشكل مقبول إنه يقدم شخصية الصديق الوفي، والمساعد الأمين. ولكن بالرغم من ده كله ظل إحساس الملل والسأمة ملازمني؛ يمكن عشان الإضاءة الخافتة اللي سيطرت على أغلب المشاهد، أو لكثرة الزج بمشاهد باهتة عن شخصية ديمي وصراعه مع مايراه في خياله. أو يمكن للسهولة في التنبؤ بالأحداث، ونضيف لده كله الموسيقى التصويرية اللي زادت من نسبة الملل وكانت غير حماسية؛ مع إن المشاهد وقصة الفيلم محتاجة لمثل هذه النوعية من الموسيقى.
ممكن الأحداث تفكرك شوية بفيلم (K-19: The Widowmaker) للنجم هاريسون فورد اللي قام ببطولته عام 2002 وشاركه فيه النجم (ليام نيسون)، وكان بيدور داخل غواصة نووية والصراع القائم بين كابتن الغواصة ومساعده، لكن عامة الفيلم ممكن تشاهده في أي وقت ومش محتاج إنك تركز كتير أوي فيه، حتى لو سبته وقمت لبعض الوقت هترجع تلاقيه بيتكلم في نفس أحداث المشهد اللي فاتك، وفي تقديري إنه لا يستحق أكثر من 6/10.