فيلم اليوم قد يكون غير مناسب لكبار السن .. لسذاجة فكرته و لسطحية العرض ايضاً ، تدور أحداث الفيلم عن عزيز (احمد عز) رجل الاعمال الفاسد الذى تسلق سلم الثروة و النجاح فى البيزنس بالغش و النصب على الناس و تدمير المنافسين بأساليب غير شريفة الى ان يرى فى احلامه ابيه (شريف منير) و هو يحاول ان يقنعه ان يأتى معه و يصعد معه عزيز درجتين من سلم ما ثم يستقيظ .. نعرف بعدها من خلال الاحداث ان السلم كان مكون من 30 درجة و انه صعد منها درجتان و ان تفسير الحلم انه سيموت بعد شهر (30 يوم) و انه قد مضى منه يومان (الدرجتان التى صعدهما فى الحلم) .
باقى الاحداث متوقعه فطبيعى ان عزيز سيبدأ فى التوصل لمن ظلمهم فى حياته حتى يسامحوه قبل ان يموت و طبيعى انه سيتوب عن كل ما كان يفعله من محرمات ..فى النهايه التى لابد ان تكون ساذجة لتلائم الفيلم الساذج فى مجمله يجتمع فى حديقة قصر عزيز كل من ظلمهم عزيز ثم عوضهم عن ظلمه بعد الحلم فى اليوم الموعود فى نهاية الشهر "الذى هو يوم موت عزيز حسب تفسير الحلم" و يدعون جميعا الله و يدخل شيخ و يسأل عزيز عن عدد درجات السلم ثم يفاجئ الجميع بالمفاجأه المذهله و هى انه ربما يكون معناها 30 سنة و ليس 30 يوما و المشهد الاخير للفيلم تظهر فيه (منه شلبى) كضيفه شرف فى دور ام عزيز فى مشهد يجمعها بشريف منير و احمد عز ربما كتعويض للمشاهد المضحوك عليه الذى دفع ثمن تذكرة السينما قبل ان يخرج من القاعة.
الفيلم يمثل خطوة فى التوجه الجديد لنجوم افلام الحركة و الجريمة (عز و السقا) فى الاشتراك فى افلام اجتماعية مثل (365 يوم سعادة لعز و بابا للسقا) .. التجديد شئ جيد و مطلوب و لكن المشكلة فى ان هذا الاتجاه من الافلام فى مصر ضعيف جدا و يخرج الفيلم فى صورة سيئة للغايه
سيناريو الفيلم للسيناريست نادر صلاح الدين مبنى على فكرة "اتهرست" فى افلام عديدة اشهرها فى السينما المصرية فيلم سمير غانم "الرجل الذى عطس" انتاج 1985 و لكن الفرق هنا شاسع فى التناول و فى عرض الفكرة خصوصا اذا علمنا ان فيلم "الرجل الذى عطس" كتب له السيناريو و الحوار العبقرى لينين الرملى ، بعيدا عن المقارنة الظالمة بين نادر و لينين فإن سيناريو نادر صلاح الدين ضعيف و عرض الفكرة دون اى ابعاد فلسفية عميقة برغم انها فكرة فلسفية فى الأصل حتى على مستوى الكوميديا كاد الفيلم ان يخلو من اى افيه او موقف كوميدى واحد الفيلم اخراج عمرو عرفه .. عمرو مخرج عادى الى ابعد الحدود لا تلمس اى بصمه له على اعماله مثل "افريكانو – ابن القنصل-سمير ابو النيل - زهايمر" و غيرها فأفلامه هو و من يشبهونه من مخرجين امثال "وائل إحسان – سامح عبدالعزيز" لو ابدلنا اسمائهم على تترات افلامهم لن نشعر بالفرق اداء الممثلين متوقع طبعا ان يكون فى نفس درجة السطحية و السذاجة ليلائم السيناريو و الاخراج .. احمد عز بطل الفيلم ليس من اصحاب الموهبة التمثيلية الخارقة فأداؤه دائما لا يتعدى درجة المتوسط و لكنه كان دائما "مسنود" بسيناريوهات قويه "بدل فاقد لمحمد دياب - الشبح لوائل عبدالله – ملاكى اسكندرية لمحمد حفظى و وائل عبدالله " و لكن عندما يكون السيناريو ضعيف يترك لك الفرصه لتكتشف ضعف الموهبة التمثيلية لواحد من نجوم شباك السينما المصرية ، وجود محمد عادل امام فى الفيلم يتلخص فى جملة اللمبى الشهيرة فى فيلم الناظر "انا عاجى معاكو كدة"
أعتقد ان طاقم العمل فى الفيلم وجودوا مفاجأة غير سارة بعد ان بدأوا فى التصوير و هى ان هناك مشاهد عديدة تدور فى احلام عزيز "أسم الفيلم حلم عزيز بالمناسبة" و لذلك ستتطلب مجهودا فى المؤثرات البصرية حتى تخرج بالشكل اللائق و لذلك خرجت تلك المشاهد ضعيفة الى ابعد الحدود و اذا عدنا بالذاكرة الى فيلم 365 يوم سعادة سنجد انه اقوى كثيرا على مستوى الصورة من فيلمنا اليوم ربما لأن مخرجه سعيد الماروق هو مخرج كليبات فى الاساس وهى تعتمد على الصورة فى المقام الاول
وجود صلاح عبدالله فى الفيلم اشبه بتميمه حظ لأحمد عز حيث انه يشاركه فى معظم اعماله تقريبا "راجع الرهينة – 365 يوم سعادة – الشبح – مسجون ترانزيت" فدوره فى الفيلم ضعيف لا يناسب امكانيات صلاح عبدالله التمثيليه ..
حصد الفيلم ايرادات فوق المتوسطه "حوالى 9 ملايين جنيه" مما يؤكد ان السينما المصرية مازالت هى سينما البطل بغض النظر عن مستوى الفيلم .