(لامؤاخذة) عودة للسينما النظيفة

(لامؤاخذة) هكذا تكون السينما

اولا المؤلف والمخرج (عمرو سلامة) : بأخراجه المتميز كالعادة بداية من فيلم زي انهاردة ما زال عمرو سلامة مخرج عبقري واستطاع بشكل كبير جدا اخراج فيلم لامؤاخذة على ما يرام وبالشكل المفروض حيث بالفعل صنع عمرو سلامة صورة تكاد تكون كاملة عن المدارس الحكومية وكيف وجد الطفل عائق كبير امامه وهي خروجه من مدرسة امريكية International الى مدرسة حكومية فقيرة متدنية استطاع عمرو سلامة وبأخراجه المتميز وتأليفه المحكم تصوير معاناة مدارس الحكومة وما يحدث بها من احداث شغب وعنف واهمال للنظام التعليمي ووجود بعض المدرسين لا يفهمون اصلا ما يدرسونه عمرو سلامة ارانا كيفية بشاعة المدارس الحكومية صحيح ان ما يحدث في الواقع اكثر قسوة ولكن ذلك القسوة الزيادة لا تصح ان توجد في عمل فني لشدة بشاعتها !

ثانيا الطفل (احمد داش) : استطاع بحرفية شديدة ان يؤدي دوره على مايرام واكثر واتوقع ان احمد داش له مستقبل هايل لانه تتوفر لديه امكانيات كثيرة تستطيع ان تخرج لنا ممثل هايل

ثالثا كندا علوش وهاني عادل :دورهم لم يكن كبير ولكن قدموه بالشكل الصحيح

رابعا اطفال المدرسة :ممتازين والطفل الذي مثل دور البلطجي مثله بحرفة شديدة ونموذج بالفعل لما يحدث في المدارس الحكومية

اما بالنسبة لقصة الفيلم فأن الفيلم يناقش قضية حساسة وقليلا ما توجد في السينما المصرية الطفل احمد داش استطاع بشكل صحيح ان يمثل دور الطفل المضطهد من زملائه واضطهد اكثر عندما عرفوا ديانته بعدما اخفى الطفل عنهم دينه حتى لا يتعرض للاضطهاد اكثر

استطيع ان اقول ان فيلم لامؤاخذة هو عودة للسينما النظيفة اخيرا حيث تتوفر له كل الامكانيات ليصبح فيلم ممتاز من تأليف واخراج وتمثيل وانتاج وبالفعل نجح ان يثير اعجاب الناس بشكل ملحوظ اتمنى ان تكرر تجربة لامؤاخذة كثيرا وان تبتعد السينما كل البعد عن الافلام الهابطة التي انتشرت كالوباء في مصر

هناك نقطة صغيرة اعيب عليها في الفيلم وهي وجود صورة الرئيس السابق (محمد حسني مبارك) في حجرة مدير المدرسة بالرغم ان الفيلم تدور احداثه بعد وقوع ثورة 25 يناير والدليل على ذلك هو وجود اغنية مشاعر للمطربة شيرين في كاسيت سيارة الام (كندا علوش) وهذه الاغنية تم اصدارها عام 2013 اي بعد تنحي الرئيس مبارك بعامين وايضا حلول شهر رمضان المبارك خلال الموسم الدراسي رغم ان شهر رمضان في هذه الاعوام يأتي في الصيف اي في موسم العطلة الصيفية

في النهاية اقول ان فيلم لامؤاخذة فيلم عبقري وهو نداء لكل مسلم ومسيحي للحث على التعايش مع بعض سويا دون تفرقة وان هناك البعض هم من يحاولون بث الفتنة بين المسلمين والمسيحيين

تقييمي للفيلم :8/10