بالعزيمه و الإصرار.. يمكن تحقيق أي شيئ

يقول فيليب بوتي في بداية الفيلم " لماذا؟ الناس يسألونني دائماً لماذا أقوم بهذا، لماذا أخاطر بحياتي، ولكن بالنسبي إلي هذه حياه!"

هناك أناساً ولدوا ليكونوا مغامرين، يبحثون دائما عن المخاطر ليذهبوا تجاهها، يفعلون هذه الأشياء الصعبه بشغف و حب، لأنهم يروا في هذه المستحيلات تحدي مع الناس و مع أنفسهم.

The walk هو فيلم درامي يحكي عن فيليب بوتي (جوزيف جوردون ليفيت) لاعبًا أكروباتيًا فرنسيًا بالغ الشهرة، تخصص طوال حياته في السير على الأسلاك، ومنذ أن رأى برجي مركز التجارة العالمي في العاصمة الأمريكية (نيويورك) حينما كان لا يزال في طور البناء، بات حلمه الأكبر أن يسير بينهما، وهو ما دفعه للتخطيط مع رفقائه من أجل تحقيق هذا الحلم.

الفيلم يعرض بتقنية ال3D، وقد أصر المخرج منذ البداية علي ذلك، ليجعل المشاهدين منغمسين أكثر في الفيلم، ولتكون تجربة سينمائية إستثنائية، وأري انه قرار جاء موفقاً للغاية.

الفيلم تكمن روعته الحقيقة إذا شوهد بتقنية الIMAX 3D، اري ان هذا الفيلم من أهم معروضات الIMAX هذا العام، ففي النصف الثاني من الفيلم تحديداً، يكمن الإبهار الحقيقي، حيث تجسيد للمؤثرات البصرية كما لم يحدث في فيلم درامي من قبل، حتي إن لم تكن من محبين تلك الأفلام، فإنك بالتأكيد سوف تستمتع بالفيلم، وستقضي وقتاً رائعاً.

الجوانب الفنية للفيلم : الفيلم يحكى عن قصة حقيقية حدثت بالفعل و ليست أول مره تحكي علي شاشة السينما، ففي عام 2008 تم إنتاج فيلم وثائقي يعرف بMan on wire يتناول حياة بوتي، و ما قام به في عام 1974 عبر سيره على سلك معدني مشدود ومعلق في الهواء بين برجي التجارة العالمي، وقد فاز الفيلم بلأوسكار لأفضل فيلم وثائقي.

اول ما جذبني في قصه The Walk هو طريقة سردها علي لسان بطل الفيلم من علي قمه تمثال الحرية، وكأنه يكلمك شخصياً و يتحدث عن تفاصيل مغامرته الشيقة، هي طريقة مختلفه نوعاً ما، ولكنها جائت موفقة و أفضل من المعهود، و جائت القصة بسيطة ليست معقدة، وسهله المتابعة.

ثاني ما جذبني في قصه الفيلم هو أن ما فعله فيليب بوتي غير قانوني، فلكي يصعد إلي قمة هذا المبني الضخم ليعلق أسلاكه مع أفراد طاقمه، إضطر إلي الإحتيال، ولكن بالرغم من ذلك فهو لم يؤذي أو يسرق أحداً، وكأنه يقول هناك طرق مختلفة يمكن سلوكها لتحقيق أحلامك، حتي ولو خرجت عن المألوف.

التمثيل : قدم جوزيف جوردون ليفيت أداء قوي و مذهل، في تجسيد هذا الرجل الطموح الملئ بالإصرار والعزيمة، و الذي علي إستعداد لفعل أي شيء لتحقيق حلمه، وتطلب منه الكثير من التمرين لكي يتمكن من تقديم مشاهد المشي علي الحبل، وكان بالمناسبة فيليب بوتي الحقيقي هو من دربه علي ذلك، جوزيف في رأيي هو من أفضل ممثلين هوليوود حالياً.

شخصية بابا رودي التي قام بها الممثل القدير بن كينجسلي، وهو الرجل الذي علم بوتي أساسيات المشي علي الأسلاك، كانت من أروع ما في الفيلم، و كنت أتمني إعطاء لها المزيد من المشاهد علي الشاشة، أما شخصية آني (شارلوت لوبون) جائت لتضيف بعض الرومانسية في الفيلم و بالتأكيد كانت جيدة، باقي طاقم العمل قدموا أداء جيد أيضاً.

أري أن تصوير الفيلم يستحق ترشيح للأوسكار علي الأداء الخرافي الذي بذل من قبل طاقم العمل، و جائت مشاهد شوارع نيويورك جميلة جداً، و لكني أخص بالتحديد مشاهد برجي التجارة العالمي، وتصويرها من كل الزوايا، والإستخدام المتقن للCGI، وقد إنبهرت بها تماماً.

الفيلم من تأليف و إخراج روبرت زيميكس، المشهور بأفلام مثل forrest gump و flight تري تميزه و رؤيته الواضحة لما يريد تقديمه في فيلمه، و لم يرد إضافة المزيد من الإتجاهات الدرامية تفسد من روعة الفيلم.

الفيلم يعطيك طاقة إيجابية عالية، و يؤكد لك فكره هامة هي أن كل شئ في الحياة ممكن مهما كان، فقط إذا لم تستسلم للصعاب.