هروب اضطراري .. أكشن أول مرة
قام الفنان أحمد السقا بعقد جلسة عمل مع المخرج احمد خالد بعد أن انتهى من قراءة سيناريو هروب اضطراري لمحمد سيد بشير ، وأخبره أن العمل مبدئيا جيد ولكن له ملاحظات على شخصية أدهم المرشح لها وأضاف " بص يا خالد انا مثلت كل الشخصيات وعملت كل الأفلام بس عمري ما عملت فيلم أكشن بس " لا توجد أية ملامح لشخصية أدهم وسيبك من من التاتو اللى في قفايا وشعري البرتقالي ده انا بتكلم على تاريخ الشخصية أنا مش عارف أنا حبيت ملك / دينا الشربيني لية ؟ وأمتى ؟ وكنت شغال أية ولية أخدتها العمارة طالما هي هتفضل منتظراني تحت ومش هتدخل معايا ؟!
كل ما ذكر في السطور السابقة لم يحدث مطلقا وهو مجرد امنية كنت أتمنى من السقا أن يفعلها من أجل أن تكتمل المتعة في هروب اضطراري، لطالما ذكر السقا في أغلب لقاءاته التلفزيونية أن الأفلام التي يقدمها ليست أكشن، وأن الأفلام الأكشن الحقيقية في هولييود تلك التى تتعدى ميزانيتها ملايين الدولارات. ربما اختلط الامر على السقا او تواضعا منه سوق لهذه الفكرة، ولكن أفلام الأكشن ببساطة هي تلك التى تحتوي على الإثارة والمغامرات والفنون القتالية المتقنة او القتال باستخدام الأسلحة النارية والمتفجرات أو المطارادات بأنواعها (سيارات – دراجات نارية - مطاردة على الاقدام ) ، وهروب اضطراري احتوى على أغلب العناصر السابقة والأهم أنها كانت متقنة، وهذا متوقع ومامول من المخرج الشاب أحمد خالد موسى والذي كنت قد استقبلت خبر إخراجه لفيلم مع أحمد السقا استقبال الحامدين الشاكرين وأننا سوف نشاهد فيلم أكشن حقيقي ، وقد كان، لكن لما كان الأهتمام بالأكشن على حساب الدراما استدعت ذاكرتي فورا أفلام مثل مافيا وتيتو حيث لم يصل الأكشن فيهما لمستوى هروب اضطراري، لكن هروب اضطراري كفيلم لم يصل لمستوى تيتو ومافيا من حيث تآلف جميع العناصر ، حتى الناقد الكبير محمود عبدالشكور كتب يقول في حسابه على الفيس بوك ( كلمتين عن فيلم هروب اضطرارى ثغرات فى السيناريو بالجملة، وممثلون بالجملة، ومطاردات وشقلباظات بالجملة ، وفتحى عبد الوهاب أفضل من الجميع بالجملة).
هروب اضطراري ذكرني بأكل الجيش نظيف جدا ولكنه يخلو من النفس و كما يقال، فتظل الغلبة للجوهر وليس المظهر، وقد يكون لأنها أول تجربة سينمائية للمخرج والكاتب وان كل خبراتهم السابقة في مجال الدراما التليفزيونية.
اما خلطة السبكي فكانت حاضرة ببدعة العشرين ضيف شرف الذين ظهروا في الفيلم وعندما تنازل السبكي عن بدعة الظهور في مشهد من الفيلم – كعادته - ظهرت فروسية السقا عندما قفز حاجزا مكونا من بوكسين شرطة بفرسه ! بعد ان كان ظني انه اكتفى بذكر اسمه واسم السقا في الأغنية الترويجية للفيلم.
ومن الصدف السعيدة لي أني شاهدت الفيلم في سينما مترو وفوجئت بتنفيذ مطاردة داخل هذه السينما في احداث الفيلم . واخيرا يأتي اسم الفيلم معبرا بشكل ما عن كواليس ما قبل تنفيذه وبعد عرضه ، فتكثيف جرعة الاكشن من مطاردات و حركات خطرة والتي نفذها السقا بنفسه كما العادة، وبدعة العشرين ضيف شرف بمثابة "هروب" من الثغرات التى شابت السيناريو ، وكان إقبال الجماهير وما نتج عنه من إيرادات قياسية على دخول الفيلم "اضطراري" بعد ما شاهدوا كمية لا بأس بها من الاثارة والتشويق والاكشن في التريلر الرسمي للفيلم.