"عندما تجتمع الآمال داخل حيز ضيق الأفق!".

-غير إعتيادي علي السينما المصرية أن يتواجد بينها عمل فني تتكون إثر رونقه آمال وطموحات وسوء حياة تحتوي السابقتين ، إلا أن ذلك الكم من المشاعر الملموس شخصياتها إستطاعت أن تسرد لنا ما يتهيأ بداخلهم بواقعية شديدة التهيأ.

-وسط حياة ظاهرية فقط أمام الأعين المترصدة ، يعيش كل إنسان داخل ذلك الحي..داخل كونه المصنوع لذاته خصيصآ ، ولكن يتفق جميعهم من حيث تحقيق تلك الأحلام الضائعة وسط آمال تكبر مخيلة كل منهم بمراحل تفوق حياة من يتجرآ علي عقله إثر التفكير بها إذ لوهلة من الزمن.

-يمثل ذلك اليوم بين الحين والآخر إحتفاء يتخلل جميع من يمكثون تلك البقعة من الأرض ، حيث طرد أوهام وإلتزام و سوء حياة ، أو أحلام سابقة تنفيذها في تلك المرحلة من حيز تفكير كل منهم ، إنه اليوم المعهود نشأته فيما بينهم...إنه "الفرح".

-وإذ يمر ذلك اليوم كمرور الأيام الأخري بما تحمل من تناقضات عبثية ، إلا أن "زينهم" يتكون داخل عقله كم من الآمال تتجمع إثرها نيل وسيلة نقل "ميكروباص" يستطيع من خلالها أن يكون رزق الأيام المتعهد مرورها...كم هو شعور يملؤه السعادة داخل وجدان أفراد العائلة أجمع!.

-وإذ تكون الليلة في مقتضاها غير صادقة "زائفة" ، حيث تعرف تلك الأفراح بمسمي "الجمعيات" ، وهو الأمر الذي يحين من خلاله جمع الأموال لمقتني الفرح ، ثم يأخذ الأمر في التناوب لحين مجئ الدور التالي وهكذا.. ، ويتم ذلك من خلال "حبشي" متعهد الأفراح "المنسق" ، إلا أن ما يملي علي "زينهم" الآن هو جمع ذلك المبلغ من المال المتفق عليه فقط لاغير.

-من جهة أخري ، يتكون الفرح في حد ذاته تحرر من مصائب لا يجب أن تحل علي أطرافها ، وأيضآ ملهم للآمال إن جاز التعبير.

-كل شئ علي ما يرام في البداية ولكن هل يستمر الحال كما هو عليه؟! ، أم أن الأمور الدفينة تكمن إشتياقآ في أن تري نظرات الفجع في أعين الحاضرين؟!.

-إذ علم أن غضب والدته عليه سيأتي براجع سلبي أبدي ، لم يكن حين إذن ما هو يغضب أو يترك مكانآ له ، ولكن ما أعظم لحظات الندم! ، لحظات تتخلل الإنسان المخطئ إثر خطأ تمني ولوعآ أن يصبح شئ أخر...شعور عظيم أن يستطرد الإنسان تفكيره الشخصي ، ليستبقي بدلآ من ذلك تفكيرآ قيمآ قائم علي طرح أيقونات الفكرة لتجلي الصواب من الخطأ ، ولكن دائمآ مايأتي الندم بعد مباشرة العمل.

-ولكن السؤال الأطغي ندمآ ، هو ما طرح عليه ، وهو ، هل سيستمر الحال كما هو متنسق عليه "الفرح" ؟! ، أم أنه لا يريد أن يطرق الندم باب قلبه مرتين إثر مرور الحدث؟!

  • وذلك ماإستطرأ عليه المشاهد ليضعه المخرج في في موقف حرج التفكير إثره ، أسئلة إختارت أن تطرأ علي المشاهد في ظل ذلك الحدث ، ولكن هل يأخذ الأمر موضع المرور كما كانت البداية أم أن هنالك رأي أخر؟!.

-تمكن كاتب الفيلم إثر ذلك أن يرسل المشاهد في مكان نائي غير مدلول هيئته ، إلي حدث أخر وهو مدلول الواقع ، إختار الآن"زينهم" ما يملي عليه تفكير والدته وليس تفكير من يحوم حول جثة والدته الهامدة الآن.

-الدرب الصائب إختياره كان بمثابة درجة الرأفة التي يضيفها المعلم علي ورقة التلاميذ ، الأمر سيأخذ نهاية غير مجدية لأطراف "الفرح" أجمعين ، إلا أن إستيقاظ الرقيب الداخلي كان سببآ في تخفيف خسائر فادحة كانت تقبع خلف النهاية المدبرة دربها!.