كان شاهين سبق وأن واجه نفسه في سينما في "حدوتة مصرية" و" أسكندرية ليه؟!"، الآن يعيد الكرة؛ ليندد بالديكتاتورية التي تهيمن عليه في التعامل مع الممثلين.
هنا شاهين يكتشف أن لهم ذوات مستقلة، ونفوس تتبرج بكلمة الأنا، كان حسبه أن الجميع يجب أن يرضخ لرؤيته، ويذوب في خياله، بحجة أن خصب، أو أنه - بكونه المخرج - فهو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة، ولديه القدرة الأكبر على تخيل كل صغيرة وكبيرة، حتى فيما يتضمن أدق التفاضيل في طريقة حركة وحوار الممثلين.
يبدأ في التعامل مع ديكتاوريته على أنها خطيئة، ثم يلفت النظر إلي أنه كان يصنع ألهة من بعض الممثلين في بعض الأحيان، كما فعل مع محسن محيي الدين. وفي الأساس الفيلم كان يروي قصة الصداقة التي تشكلت بين محسن محيي الدين وبين شاهين، علاقة مهنية في قوامها الأساسي إلا أنها شرعان ما أضبحت علاقة عاطفية وصداقة حميمية، أو علي الأقل - علي حسب رؤية شاهين- كانت كذلك من طرف شاهين وحده، أو اصبحت من طرف شاهين وحده بعد بعض الأحداث التي وترت تلك الصداقة. ينفذ الفيلم من هذه العلاقة إلي التزمت الشاهيني في العمل ثم يتسع عالم الفيلم أكثر فأكثر ليروي واقعة إضراب الفنانين، بيد أن الفيلم يربط بين تلك العناصر ليدمجمهم في مفاهيم متوافقة، تدور كلها حول فكرة أثبات الذات، أو احقية أستقلالية الذات.
من المعروف أن سينما يوسف شاهين تكترث بالجانب الوثائقي، كما هي تكترث بالموسيقى والرقص علي سبيل المثال، وهنا يسكب شاهين الجزء الوثائقي على السياق الروائي، ليربط ويشبك الأفكار كما ذكرنا من قبل، فيظهر الفيلم ككتلة واحدة متماسكة، تنادي بانشودة من أجل ثورة الأنا!!