مسلسل لدينا اقوال اخري

نقد مسلسل لدينا اقوال اخري لم يحالف الحظ مسلسل لدينا اقوال اخري بالعرض في شهر رمضان الماضي سوا علي قناة واحدة و ذلك بسبب ازمة تتر اغنية فضل شاكر و الذي اغضبت الكثيرين و لذلك لم يحظي بنسبة مشاهدة عالية و مع ذلك احيانا يكون من الافضل متابعة العمل بعيدا عن زخم رمضان. و مع مشاهدة الحلقات الاولي من المسلسل نجد انه يتضمن عناصر كثيرة جاذبة حيث انه ينتمي الي مسلسلات الاثارة و التشويق, و هي التيمة المرغوبة لكثير من المشاهدين. و تدور احداثه حول المستشارة القانونية اميرة منصور و التي يتوفي ابنها في حادث امام عينيها لتصاب بصدمة شديدة و هو ما يطلق عليه علماء النفس التروما أو ( Traumatic stress disorder ) و التي يصاب بها من يتعرض لحادث عنيف او تجربة مخيفة, مثل حادث مروع او اعتداء جنسي او اختطاف او حادث ارهابي. و اعراضه تختلف من شخص لاخر تبدأ بالقلق او الخوف الشديد و تنتهي بالكوابيس و الهلاوس, الامر الذي يعجز الانسان فيه عن الفصل بين الحقيقة و الاوهام و هو ما اصيبت به المستشارة اميرة منصور. و بعد مرور 3 سنوات علي وفاة ابنها و في يوم زفاف ابنتها تصطدم شاب بسياراتها و تقوم بنقله الي المستشفي و يتوفي متأثرا باصابته, لتفجأة عندما تذهب الي المستشفي في اليوم التالي انه لا يوجد اثر لجثته و ان المستشفي لم تتلقي اي حوادث في ذلك اليوم. و من هنا تبدأ سلسلة من التناقضات و علامات الاستفهام تحير المشاهد. فمثلا تحصل اميرة علي تسجيل فيديو للحادث من اجهزة الامن ثم تعود الي منزلها و لا تجد الفيديو. ثم تقوم بتسجيل صوت فرد الامن الشاهد علي الحادث ثم يختفي صوته عند تقديمه للمحامي لتبدأ رحلة البحث عن الحقيقة. و بعد مرور النصف الاول من المسلسل تسير الاحداث و البناء الدرامي بشكل جيد و متسلسل خاصا انه يتميز بايقاع سريع و تصوير جيد و موسيقي متميزة بالاضافة الي جودة اداء الفنانين. الي ان النصف الثاني من الاحداث ينقلب فيه الامر رأسا علي عقب, و تصبح الاحداث معاديا تماما للمنطق حيث يتم تلفيق جريمة قتل ضابط الامن الشاهد علي الحادث لاميرة منصور بصورة غاية في السذاجة, لنري ادلة الاتهام واضحة و صريحة و كأنها كتاب مفتوح بداية من اعتراف صريح للمتهمة بارتكابها الجريمة عبر رسالة محمول تصل الي وكيل النيابة دون لحظة شك او تساؤل يسألها لنفسه كيف وصلت اليه, مرورا بالملابس المغموسة بدم القتيل التي تحتفظ بها المتهمة منتظرة وصول رجال الشرطة ليجدوها في منزلها دون اي محاولة التخلص منها. هذا بالاضافة الي سير التحقيقات في النيابة و سرعة اصدار الاحكام حيث يتم الحكم بالاعدام علي اميرة في جلسة و يتم الغاؤه و تحويل المتهمة الي مستشفي الامراض النفسية في الجلسة التالية لنري انفسنا فجأة امام فيلم مافيا اجنبي تستمتع بمشاهدته لمجرد التسلية فقط دون النظر الي منطقية الاحداث. ياسمين باشات