The Conjuring: The Devil Made Me Do It نهاية مرضية لثلاثية الرعب

إذا كنت تبحث عن المزيد من أفلام إد ولورين وارن، وهما يتوجهان إلى منزل مسكون في مغامرة جديدة، فستحصل على ذلك في The Conjuring: The Devil Made Me Do It، فهو الإصدار الثامن في The Conjuring Universe، والثالث في سلسلة The Conjuring، التي بدأت بأول فيلم عام 2013 The Conjuring، من إخراج عبقري الرعب جيمس وان.

فمن إخراج مايكل تشافيز، الذي أخرج أيضًا فيلم The Curse of La Llorona، ومع صانعو الأفلام والمنتجان المشهوران جيمس وان وبيتر سافران ينتجان هذا الفيلم مع نجمين رئيسيين منتظمين، باتريك ويلسون وفيرا فارميجا، تستند عظام القصة إلى أحداث حقيقية، حيث تم تجسيد الفيلم من خلال الاستلهام من حالات أخرى في ملفات عائلة وارن.

تبدأ القصة، عندما يساعد إد ولورين وارن صديقهما القديم، الأب جوردون (ستيف كولتر) في طرد الأرواح الشريرة لديفيد جلاتزيل البالغ من العمر 8 سنوات، وهو صبي صغير كانت تظهر عليه أعراض الاستحواذ الشيطاني منذ أن انتقل هو وعائلته إلى منزلهم الجديد، فيبدَؤُوا في محاربة الكيان الشرير، ولكن قوته تفوقهم، ويتطلب الأمر تصرفًا نكران الذات من قبل أرني (رويري أوكونور)، صديق أخت ديفيد، لإنقاذ الموقف، فيدعو الروح لتوليه بدلاً من الطفل، وهو ما يفعله بكل حب؛ ولكن هناك ثمن لذلك.

وبينما تتكشف القضية، يحاول آل وارن معرفة طبيعة اللعنة التي أدت إلى الغزو الشيطاني، وينتهي بهم الأمر في سباق ضد لعنة شيطانية تهدد بتدمير كل من يشارك.

مبدئيا مع خروج جيمس وان من كرسي المخرج، وبدون اعتماده السيناريو، كانت توقعاتي دائما تسير نحو فيلم رعب عادي، وتتوقف على قدرة أي مخرج على توليد قدر من التشويق والرعب المحفظ للأدرينالين، والكافي لخلق جو مخيف بالفعل، ومع أخد المخرج مايكل تشافيز الهيكل البسيط لفيلم The Conjuring، مع تقديم متواليات الرعب والتي أجدها فعالة إلى حد ما، شعرت بالتفاؤل بشأن فيلمه الجديد The Conjuring: The Devil Made Me Do It

ولكن مع استخدام جانب الرعب النموذجي نسبيا في ذلك الجزء، وأمكانية التنبؤ بعناصره المعدلة، وعدم وجود تطور في السيناريو الذي وضعه دافيد ليزلي جونسون، وكذلك إضافة بعض الإشارات الجديدة التي قد تأخذ القصة ﻹيقاع غريب عن السلسلة السابقة، حيث الاشتراك مع الشرطة في التحقيق حول جريمة القتل، والشر الذي وقع، وكذلك المغامرة في التعاون مع شخصيات دينية لتعقب الشيطان، نلاحظ استخدام نهج استقصائي، وكأنه لا يوجد الكثير لاستكشافه لمحبي تلك السلسلة، بصرف النظر عن أصالة القصة.

فمقارنة بالجزئيين السابقين، أو حتى السلسلة بأكملها، فإن The Devil Made Me Do It، له نهج قصة مختلف، وهو التحقيق بأسلوب المباحث، وذلك حيث حبكة الفيلم أشبه بفيلم بوليسي يبحث عن قاتل متسلسل، بالإضافة إلى اعتماد الفيلم بشكل كبير على متابعة الزوجين المحبوبين في مهام جانبية كمحققين، حيث تعمل قدرة لورين وارن النفسية فقط عندما تتطلب الحبكة ذلك؛ فيمكنها اختيار سلاح جريمة قتل من مجموعة عشوائية من السكاكين، والعثور على مشهد جريمة قتل في الغابة، لكنها لا تستطيع التقاط التأثيرات الشيطانية من الأشخاص الذين تجلس معهم في نفس الغرفة أثناء طرد الأروح، أو مساعدة إيد في التخلص من مشكلته. وفي اللحظة التي يتم فيها ذكر طرد الأرواح الشريرة في فيلمنا هذا، من الصعب عدم التفكير في The Exorcist، والذي قدم عام 1973، واعتقد ان هذا أكثر شيء يؤخذ على الفيلم، أو من أكثر السلبيات التي واجهته، فمع The Devil Made Me Do It يمكنك أن ترى مدى صعوبة تقديم السيناريو بشكل واقعي وفعال، حيث يفشل الفيلم في تقديم أي نوع من التهديد الحقيقي، ومع اختيار مخرجه رفع شعار قصة حقيقية، لتبرئة الفيلم من أي نقد، فهو لم يقدم أي شيئًا جديدًا، خياليًا أو إبداعيًا، ويعتمد بدلاً من ذلك على الكليشيهات والاستعارات الرعب المعتادة، وهنا نجد أن الفيلم بأكمله محاط بطرد الأرواح الشريرة، وهي خدعة قام بها كاتب ومخرج The Exorcist بشكل فعال قبل أكثر من 40 عامًا.

أخيرًا، The Conjuring: The Devil Made Me Do It يقدم نظرة أعمق على العلاقة بين وران فقط، ويستخدام حيل رعب تقليدية مألوفة، مع التشعب إلى تقديم قصص متعددة بدلا من التركيز على الحبكة الرئيسية، فيؤدي إلى افتقاره أهم أساسيات أفلام الشعوذة

أما بالنسبة للأداء التمثيلي فيعمل كلا من باتريك ويلسون وفيرا فارميجا، بشكل جيد في أدوار كل منهما، وبجدية تكمن الأساس لعلاقتهما التي تشعر أنها حقيقية ومهددة حقًا في بعض الأحيان، وترى الكيمياء الرائعة التي يتمتع بها هذان الممثلان، والتي تجعل علاقتهما محبة للغاية وفريدة من نوعها.

وفي قلب The Conjuring: The Devil Made Me Do It، يحمل كل من يلسون وفارميجا الفيلم بأداء مذهل، ويتضح من المشهد الافتتاحي مدى اهتمامهما ببعضهما البعض، مع التأكيد على أحد الموضوعات المتكررة في أفلام Conjuring وهو القوة التي يتمتع بها الحب والإيمان بينهما.

ولكن بالرغم من كل ما سبق؛ أعتقد أن The Conjuring 3 هو أضعف الأفلام الثلاثة في الثلاثية، ومشاهدته بمثابة عمل روتيني لمحبي هذا النوع من الأفلام أو متابعي السلسلة، أو فكرة جديدة عن علاقة الزوجين وران ليس إلا، بطريقة مرضية ومقبولة.