عشق الموسيقى منذ صغره مما دفع به لمغادرة مدينته الأولى ليستقر بالدار البيضاء ونجح بسرعة غريبة في الوصول إلى المتلقي المغربي بمساعدة الإعلاميين "محمد قوينح" و"المعطي بن قاسم" وفرض أسلوبه الجديد في الساحة الغنائية بحنجرته الدافئة وألحانه الجميلة التي تقارب الألحان الشرقية لكن باللهجة المحلية المغربية
ومثل الجيل الجديد حينها صحبة "عبد الوهاب الدوكالي" و"لطيفة أمل" و"محمد حياني" في المغرب موازاة مع الشرق "أم كلثوم" و"فريد الأطرش" و"عبد الحليم حافظ" و"صباح اللبنانية" و"وردة الجزائرية" اللتين احتضنتهما مصر بأحضان مفتوحة ومن هنا قرر عبد الهادي بالخياط الهجرة بجدية نحو بلاد الفراعنة عاقدا العزم على إيجاد مكان في بلد يعج بنجوم الغناء العربي
اثر وصوله مصر فهم عبد الهادي أن الموهبة وحدها لا تكفي للنجاح بل لا بد من تكوين موسيقي ونزل طالبا بالمعهد الأعلى للموسيقى العربية بالقاهرة أين تعرف على العديد من الأساتذة الشعراء والملحنين
عمل عبد الهادي بالخياط بمصر ثلاث سنوات فقط من 1965 إلى 1967 وعرفه العديد من المصريين الذين تأسفوا كثيرا لرحيله لكنه اصر على أداء لونه الأصلي ولم يقبل أن يتغنى باللهجة المصرية
عاد إلى بلده المغرب فوجد نفسه نجما لكل الشباب لا بالمغرب فقط بل حتى بالجزائر وأثرها بتونس ثم ليبيا في سنة 1973
أحيا إثرها عروضا بالاولمبيا بباريس، حيث كانت الجماهير الموجودة على أرصفة الانهج أكثر من الموجودين بالقاعة واغلبها من الجالية المغاربية نظرا لقلة الأماكن المخصصة للجمهور
عاد مجددا لمصر ليبدأ تجربة سينمائية مع المخرج المغربي عبد الله المصباحي باقتراح دورين الأول سنة 1973 بعنوان "سكوت اتجاه ممنوع" والثاني سنة 1979 فيلم بعنوان " أين تخبئون الشمس" وتقاسم دور البطولة مناصفة مع النجم عبد الوهاب الدوكالي وصورا هذين الفيلمين في القاهرة وبقيا ممنوعي البث بالمغرب
اثر هذه التجربة ضاعف تعاملاته الفنية مع الشعراء كأحمد طيب العلج، وعبد الرفيع جواهيري والملحن عبد السلام عامر، الذين فهموا الجانب الكلاسيكي فيه مع إضافة اللمسة الرومانسية فكانت الروائع كـ "القمر الأحمر" و"في قلبي جرح قديم" و"عاوني ننساك" ويعرفهم المغاربة ويحفظهم في آن الفنانين الذين تلوه حيث ردد اغلبهم هذه الأغاني وكأنها من التراث المغربي
واصل الإبداع في أواخر الثمانينات وقدم مسيرة فنية جميلة ورائعة إثرها انسحب من الساحة الفنية. ليصبح إماما بأحد مساجد الدار البيضاء لعدة سنوات متتالية
في هذه المدة ردد العديد أغنية "قطار الحياة" التي مثلت آخر إبداعاته واعتبروه آخر مبدع مغربي على قيد الحياة بنفس الصف المتواجد فيه "ناس الغيوان" و"جيل جيلالة"
وفي سنة 2000 قرر عبد الهادي بالخياط العودة للغناء وأنتج البوم في 2001 وقام بعديد الجولات يلف أغلب المهرجانات والمدن المغربية و لازال يواصل مشواره الفني
|