على مدار التاريخ السينمائى الاميركى , قدمت هوليووداعدائها بصورة سيئة , فالهنود الحمر السكان الاصليون للقارة بربريون همجيون يهوونجمع فروات رأس المتحضرين , أما الألمان فى الحرب العالمية الثانية فمهوسون بلامشاعر من هواة التعذيب ومثلهم بالطبع اليابانيون والايطاليون .
وبعد احداث الحادى عشر من سبتمبر صار العدو العربى رجلاارهابيا يجمع النساء ويرتدى جلبابا ويربى ذقنا, صور نمطية للعدو تم استهلاكها حتىفقدت معناها لتأتى كاثرين بيجلومخرجة فيلم " خزانة الألم" – الحائز علىجائزة الاوسكار احسن فيلم فى دورته ال82 - بصحبة كاتبه مارك بول بتقديم صورة جديدة تمامالعدو الامة الامريكية فى العراق , حيث تمكنا بقدرة يحسدان عليها من تقديم الكاوبوىالاميركى الغير مكترث المغامر صاحب الحس الساخر وهو يخوض مهمته فى اعادة الامنللعرق , وبحرفية شديدة وصورة مبهرة ظهر المحتل وهو يتعرض لهجوم خسيس من صاحب الارضالمقاوم تماما كما ورد على لسان جيرمىرينير بطل الفيلم حين قال لزميليه " الأن هم يراقبونا ونحن ننظف فوضاهم" .
فالمجموعة العسكرية المكلفة بابطال مفعول القنابل فىالعراق تخوض حربا طاحنة مع عدو يختفى خلفالارامل والضعاف والأطفال لدرجة انه يقتل طفلا صغيرا ليحشوه بالمتفجرات ويبكيهالجندى الاميركى المسكين بحنان بالغ اشعرنى وملأنى بالرغبة فى عودة الاحتلاللبلادى للقضاء على ظاهرة اطفال الشوارع .
من العجيب ايضا ان بطل الفيلم بعد انتهاء مهمته يروىبفخر لزوجته الاحداث فى العراق وبدلا من ان يطالب بعودة الجيش الاميركى لقارتهنجده يشكو قلة المختصين فى تقنية ايقاف عمل القنابل , لدرجة أنه يضطر للعودة مرةاخرى للعراق وعلى وجهه ابتسامة الكاوبوى الشهيرة – ينقصه فقط السيجار وقطعة الخشبالتى يشعله بها –
لذلك بات حصول الفيلم على الجائزة السياسية اولا واخرا –والدليل على ذلك فوز اثنين من الزنوج بها عقب احداث الحادى عشر من سبتمبر لتأكيدوحدة الامة الاميركية – امرا مفروغا منه با وتجبر العبقرى جيمس كاميرونعلىالتراجع بضع خطوات للخلف برائعته البصرية " افاتار" لانه غزا كوكبا وهمياوعاد منه مهزوما .لا يجعلنا ذلك ننكر الاداء الرائع لمخرجة العمل وخاصةاهتمامها بتفاصيل رائعة صغيرة – جعلتنا نحب المحتل- وكذلك الاضاءة وتركيب الصوتوالمؤثرات فى الفيلم التى اعطته جوا حقيقيا تماما , رغم الاداء العادى جدالممثليه.
" خزانة الالم " فيلم عندما تشاهده تصر علىاستكماله وعندما ينتهى تفشل فى ازاحة خيبة الامل من على وجهك