منذ أن جاء إلي القاهرة عام1963 قادما من الشرقية لدراسة الآداب قسم اجتماع, وهو يعمل علي تثقيف نفسه وظل سنوات مطلعا علي الكتب الأدبية والفكرية والثقافية.
وزائرا للمكتبات والسينما والمسرح أملا في أن يصبح كاتبا مميزا للقصةالقصيرة والمسرح الذي عرفه عن طريق شكسبير ،كتب في العديد من الصحفوالمطبوعات حتي ظهرت له أول مجموعة قصصية من هيئة الكتاب وكانت تحمل اسمالقمر يقتل عاشقه, ذهب إلي الكاتب الكبير يوسف إدريس الذي يعتبره هووالأديب نجيب محفوظ والكاتب المفكر عبدالرحمن الشرقاوي ـ أساتذته الذينأصقلوا فيه الموهبة وفكره إلا أن الكاتب الكبير يوسف إدريس نصحه بالكتابةفي مجال الدراما, وهو ما فعله وحقق فيه ما لم يحققه إنسان من قبل.
هوالكاتب وحيد حامدالمهموم بقضايا حقوق الإنسان والهموم الاجتماعية لمصروالمصريين.
عندما تري وحيد حامد تجد وجها مصريا حقيقيا لا يحب الرياءولا الكذب غاضبا مهموما جريئا يراهن دائما علي أن الفن الجيد هو الذي يخرجالناس من الظلام والجهل إلي الحرية والإبداع والنور. وقد بدأ حامد رسممنهجه المبدع في الكتابة في اتجاه الحرية والعدل والمساواة منذ السبعينياتمن خلال فيلمه طائر الليل الحزين إخراج يحيي العلمي1977 الذي تطرق بصورةمباشرة إلي تغير السياسات العامة في مصر المصاحبة لما تعرف بحركة15 مايوعام 1971 كما أزاح الستار عن أحد وجوه الفساد السياسي من خلال فيلمي ملفسامية شعراوي إخراج نادر جلال عام1988 و الراقصة والسياسي ل سمير سيفعام1990, كما تطرق إلي انحراف وفساد كبار المسئولين في فيلم اللعب معالكبار إخراج شريف عرفة1991 وفيلم معالي الوزير لسمير سيف عام2002 إلاأن فيلم البريء للمبدع الراحل أحمد زكي الذي تجلي فيه فكر وإبداع وحيدحامد عن الحرية بمعناها الشامل والحقيقي, هذا الفيلم الذي أهداه إليعشاق الحرية والعدالة في كل زمان ومكان ونال عنه جائزة مصطفي وعلي أمينعام1986.
لم يكتف حامد بالكتابة للسينما التي تخطت أعماله الـ40 فيلما إليالآن, ولكنه كتب العديد من الأعمال الإذاعية والتليفزيونية الرائعة مثلالعائلة وأوان الورد و أحلام الفتي الطائروالبشائر وغيرها, كما كتبللمسرح منذ بداية السبعينيات مثل مسرحية آه يا بلد عام71 وجحا يحكمالمدينة وسهرة في بار الأحلام وكلها كتابات تضيف للإبداع الفني المصريالذي يخبو أحيانا ويطفو أحيانا.
ولا يكتفي حامد بالكتابة الدرامية,لكنه يكتب للناس معبرا عن كل ما يجول بخاطرهم فهو قلم جريء يشتهر بالنقدوالتحليل والرصد للمظاهر الاجتماعية والثقافية مؤمنا بأن حل مشكلات مصريكمن في حكومة واعية تدير المجتمع بشكل صحيح ومسار ديني مستنير وغير متطرفبعيدا عن الفتن الطائفية والأحقاد التي تدمر الشعب المصري, مؤكدا الحريةوالعدالة والمساواة حتي ننهض ونسير إلي المكانة التي تستحقها مصر.
وهكذا يثبت وحيد حامد أن المبدع الحقيقي في مصر ليس وليد الصدفة ولا نتاجاللفهلوة والمتاجرة بأوجاع وهموم الناس البسيطة. نال وحيد حامد العديد منالجوائز والأوسمة, ولعل أرفعها هي جائزة الدولة التقديرية العام الماضيإلا أنه دائما يقول: إن حب الناس واحترامهم لما يكتب هو الشيء الجليلالذي يمنحه الحياة والقدرة علي الإبداع. ننظر منه قيمة عظيمة يحتاجإليها المجتمع المصري, في هذا الوقت الذي فاضت فيه الفوضي وانعدام القيمالحقيقية ننتظر مسلسل الجماعة الذي عمل ومازال يعمل عليه حامد منذ فترةطويلة الذي سيثير الجدل في الفترة المقبلة ويؤكد حامد أن هذا العمل كتبهبكل موضوعية وحيادية استنادا إلي المراجع والكتب الموثقة تاريخيا. ونحننصدقه لأن تاريخه يشهد له بذلك.