مازالت الأفلام القديمة تحظى بمشاهدة الكثيرين، ولها جمهور كبير يتابعونهاويستمتعون بها، وأنا شخصيا واحد من هؤلاء الذين لا يملّون من مشاهدة تلكالأفلام لسبب بسيط جدا، وهو أن تلك الأفلام راقية بادائها التمثيلي، وهيلنجوم كبار وفنانين عملاقة تميزوا بأدائهم الراقي، سطروا أسماءهم بحروف منذهب، ومن هؤلاء: يوسف وهبي و حسين رياض و نجيب الريحاني و اسماعيل ياسينو فاتن حمامة، و أمينة رزق، وغيرهم كثيرون، وكل واحد من هؤلاء مدرسة فيالتمثيل، وعلى صعيد القصة، فهناك أيضا كتّاب عملاقة يندر ان يوجد مثلهمالآن، وعلى سبيل المثال: نجيب محفوظ و إحسان عبدالقدوسو يوسف ادريس، و يوسفالسباعي وغيرهم، لذا قدموا لنا افلاما خالدة تعيش في مخيلتنا وستبقىلسنوات طويلة في الذاكرة، أما أفلام اليوم فأغلبها سخيف، يخجل الانسانأحيانا ان يشاهدها هو وأسرته لما تتضمنه من كلام بذيء وحوار هابط وقصةتافهة، بعد أن تحول إلى فن تجاري يبحث عن الربح.
يكفي ان تشاهد الممثل عبدالفتاح القصري فتضحكك مشيته وطريقته بالكلام، وكذلك نجيب الريحانيواسماعيل ياسين و وداد حمدي باسلوبهم الكوميدي الرائع.
أنا شخصيا التقيتالممثلة القديرة وداد حمدي في استديو الأهرام، حيث كانت تصور أحد الأفلاموكان معها حسين رياض و زكي رستم و مريم فخرالدين، كانت بشوشة والابتسامة لاتفارقها حين تصادف أي شخص في «بلاتو» التصوير وعندما شاهدتها شعرت بأننيأعرفها منذ فترة طويلة، وقد عاشت حياتها وهي ترفض أدوار البطولة، وتمسكتخلال حياتها الفنية بأدوار الخادمة، وكانت كالملح في الطعام بخفتها وروحهاالمرحة.
لقد ماتت الممثلة وداد حمدي موتة مؤلمة، حيث قام بقتلها أحدالعاملين في الاستديو بعد أن أتى إليها في شقتها، طالبا منها ان تسلفهمبلغا من المال، وعندما أجلسته في غرفة الاستقبال وقدمت إليه القهوة، ذهبتإلى خزائنها لكي تحضر له النقود فلحقها وقام بطعنها بسكين كان يخفيها تحتملابسه، وبعد ان قضى عليها لم يجد معها إلا المبلغ الذي أحضرته له، رحمالله الممثلة الكوميدية وداد حمدي رحمة واسعة.