وائل نور.. الفنان الذي ولد عملاقا.. وقدم أكثر من ثلاثين فيلما وشارك في أكثر من ثمانين مسلسلا واستطاع ان يترك علامة في كثير من تلك الأعمال لم نعد نراه في السينما منذ سنوات طويلةولم تعد له سوي مشاركات بسيطة في المسلسلات حاليا. في الحوار التالي يتحدث وائل عن أسباب غيابه عن السينما رأيه فيها وفي التليفزيون والمسرح وأيضا عن أحلامه التي تغيرت.
* منذ سنوات مضت.. كنت ملء السمع والبصر.. أين أنت الآن؟
** موجود.. وأشارك كل عام بمسلسل تليفزيوني واحد وإذا لم أجد العمل الذي يضيف لي فلا أعمل حتي ذلك المسلسل الواحد.. وقد قدمت في آخر أربع سنوات سلالة عابد المنشاوي, و سوق الزلط و المصراوية1 و المصراوية2.
* ألا تري ان هذا يعتبر وجودا قليلا بالنسبة لماضيك حين قدمت ثمانين مسلسلا في سنوات قليلة؟
** هذا حقيقي.. لكني الآن لا تشغلني ابدا مسألة الوجود القليل او الكثير فأنا لدي تاريخ كبير قمت ببنائه طوبة طوبة وكل ما يشغلني حاليا هو كيفية الحفاظ علي هذ البناء لذلك لن استطيع تقديم تنازلات لمجرد تحقيق وجود من المفروض انني قد حققته بالفعل.
* لكن حتي المسلسلات القليلة التي ذكرتها لم يكن بينها مسلسل واحدا علي مستوي البخيل وأنا أو حتي دموع في حضن الجبل؟
** هذا شيء ليس بيدي! فلست أنا المخرج او من يختار الأبطال بالإضافة إلي انه ليس بوسع أي فنان أن يتنبأ بمدي نجاح اي عمل فالنجاح والفشل سر من اسرار الدنيا.. قد اشعر عند قراءة النص بأنه نص قوي او قد اشعر عندما أمثل بأنني في مباراة قوية وجميلة لكن برغم ذلك فالنتائج بيد الله وحده والدليل علي ذلك انني شاركت في احدي المسرحيات وكانت بطولة بوسيو معالي زايد و نجاح الموجي و محمد الحلو ومن إخراج سمير العصفوري ومن انتاج د. عادل حسني.. كل ذلك ولم تنجح المسرحية واستمر عرضها خمسة وأربعين يوما فقط!! وحتي الآن لم ادرك سر فشل تلك المسرحية سوي أنه نصيب.
* معني هذا انك تترك كل شيء للقسمة والنصيب؟
** أنا رجل حججت إلي بيت الله وقمت بالعمرة عدة مرات وعندما لا أجد تفسيرا لشيء معين ارجعه إلي مشيئة الله وهذا شيء يرضيني ويسعدني مادمت قد أديت واجبي علي أكمل وجه.
* بالنسبة لغيابك عن السينما هل ينسحب عليه نفس التفسير ام أن هناك اسبابا لابتعادك عنها؟
** لا توجد عندي آي أسباب الابتعاد عن السينما كل المسألة انه لا يوجد طلب علي بمعني آخر لم تعرض علي ادوارا سينمائية،ولا أعرف سببا لذلك.. فقد قدمت أكثر من ثلاثين فيلما سينمائيا وعملت مع معظم النجوم وعلي رأسهم أحمد زكي وآخر أفلامي كان ليه يا دنيا مع الفنانة الكبيرة وردةومن اخراج هاني لاشين وكان ذلك منذ أكثر من عشر سنوات لم أتلق خلالها عروضا سينمائية لذلك أقول أنه ليس لي حظ في السينما حاليا لكنني متفائل بما هو قادم.
* وهل أنت متفائل بالرغم من الحالة التي وصلت إليها السينما الآن؟
!!** نعم متفائل جدا فالسينما تطورت وأصبحت لطيفة جدا.. وأصبح هناك تطورا تقنيا كبيرا في الصوت والصورة كما إنه هناك الآن جيلا صاعدا من المخرجين والممثلين الشبان وهو جيل امكاناته عالية جدا ويبشر بالخير وبالاضافة لذلك كله أري أن السينما أصبحت تطرح موضوعات أكثر جرأة وأقرب لمشاكل المجتمع.. لذلك فأنا متفائل وفي انتظار أن أستطيع المشاركة في هذه السينما بدور يناسبني.
* وماذا تفعل أثناء ذلك الانتظار الذي طال كثيرا؟
** أقوم بتثقيف نفسي بشكل عام وبشكل فني أيضا.. فأقوم بعمل مالم استطع عمله زمان أيام ما كنت مشغولا بتصوير خمس مسلسلات في ثلاثة شهور!! الآن استغل الوقت في القراءة وفي مشاهدة الأفلام العالمية لتعلم كل ما فاتني.
* ألم تفكر في الحصول علي كورس تمثيل حتي تظل مواكبا للعصر؟
** أنا لا أتكبر علي تعلم أي شيء.. فقد قال لي فريد شوقي ذات مرة: بعد كل هذا العمر.. قد يعرض علي الممثل مشهدا يحتار في كيفية تمثيله وأنا لو احتجت لتعلم تقنية معينة أو شيء محدد فلن أتردد في الالتحاق بكورس.. فعندما كنت أقدم الفوازير احتجت إلي كورسات في الرقص والغناء سارعت للحصول عليها لكن أن التحق بـ كورس تمثيل أتعلم فيه ألف باء التمثيل كما يفعل الطلبة.. فهذا ما لن أفعله لانني أعتقد أنني لست بحاجة إليه فأنا الآن وبعد ذلك التاريخ يمكنني التدريس لهؤلاء الطلبة.
* قلت انك في انتظار الدور الذي يناسك.. ما هو هذا الدور؟
** أنا أكثر ابناء جيلي تقديما للادوار المتنوعة.. فقد قدمت الشرير والطيب والمدمن والولد الشقي والرومانسي وغيره من الأدوار التراجيدية والكوميدية فأنا طول عمري أقول عن نفسي انني مشخصاتي أستطيع تقديم أي شخصية مادمت في يدي مخرج أمين.. وزمان كانت احلامي هي أن يعرفني الناس ويشاوروا علي.. أما الآن فأحلامي قد تغيرت وأصبح حلمي هو أن استمتع بما أقدم في نفسي الوقت الذي امتع فيه الناس.
* إلي أن تجد هذا العمل.. كيف تعيشي؟
** أنا مستور ماديا والحمدلله.. وراض جدا وسعيد بحياتي ولا أشعر بأي ظلم ولا يحزنني سوي سؤال الناس التي تقابلني في الشارع: أين أنت؟ فأشعر ببعض التقصير نحوهم وأحاول جاهدا اختيار أنسب الأدوار المطروحة أمامي بشرط ألا أتنازل عن أن يكون الدور جديدا ومختلفا عما قدمته من قبل لأنه لن يفيدني أحد لو سمعت كلام الناس وتسرعت بقبول أي دور والسلام.
* قدمت مسرحيات عديدة كان بعضها ناجحا مثل الجنزير.. ألم تفتقد المسرح؟
** طبعا افتقده.. لكنه أنا لي طقوس خاصة بالمسرح وما يعرض علي حاليا لا يناسب تلك الطقوس! فقد رفضت أخيرا مسرحيتين احداهما لأنها باللغة العربية الفصحي والتي أري أنها لا تثير إلا اهتمام شريحة صغيرة من المجتمع.. والآخري لأنها تتطلب ظروف عرض في مكانين: القاهرة والاسكندرية وهذا يخالف طقوسي لانني أحب أن أقف علي خشبة مسرح واحدة حيث يحدث لي نوع من الارتباط بها!!
* هل صحيح أنك رفضت عرضا بتقديم برنامج تليفزيوني؟
** نعم هذا صحيح.. فقد عرض علي تقديم برنامج علي احدي القنوات المتخصصة لكنني رفضته لانني وجدت أن البرنامج تقليدي وغير جديد وقد قام زملاء كثيرون بتقديم برامج مشابهة له من قبل.
* إذن أنت لا تعترض علي الفكرة أو مبدأ تقديم البرامج؟
** لا.. لا أجد مشكلة في أن يقوم فنان بتقديم برنامج.. وأنا نفسي كانت لي تجربة ناجحة جدا عندما قدمت برنامج عالم الفنون وكان من اعداد العملاق نبيل عصمت الذي استطاع احضار نجوم كبار كانوا سببا في نجاح البرنامج.. وحاليا هناك الكثير من الفنانين الذين يقدمون برامجا ناجحة.
*إذن ما هو البرنامج الذي قد يستهويك تقديمه؟
** أن يكون برنامجا اجتماعيا يناقش قضايا المجتمع ويسلط الضوء علي القضايا التي يخشي الناس من طرحها.. باختصار أن يفيد الناس ويضيف لهم شيئا لأن تقديم برنامج لن يضيف لوائل نور الممثل شيئا!