تستيقظ صباح احد تلك الايام الباردة فى الشتاء فتعرفان تلك المرأة التى تزوجتها عرفيا تسافر قريبا بصحبة الفرقة التى تعمل بها الىاحدى دول اوروبا الشرقية , تقرر السفر معها بل و تجمع الاموال من راغبى السفر لاصطحابهم معك – ما علينا – تقوم من خلال هذابتسليم عدوك و منافسك على قلب تلك المرأة الى الشرطة ليدخل السجن – رغم عدم وجودتهمة محددة لهذا العدو – تصل الى تلك الدولة فتهرب معها و تجبرها على العمل كراقصة .
تعلم بوجود تاجر مخدرات كبير فى الملهى الليلى الذى تعملفيه زوجتك , تذهب اليه لتطلب العمل معه – تماما مثل اى شاب يطلب وظيفة وهو يحمل cv – فيوافق فورا بل ويقرر اختبارك عن طريقالقاء القبض عليك ومحاولة اجبارك على الاعتراف عليهتصبح الحارس الشخصى له لانه فيما يبدو ان هذه الدولةالغربية لا يوجد بها رجال , فتدبر مؤامرة لقتله حتى تتمكن من انقاذه فتصبح ساعدهالايمن , و بمجرد شفائك من الاصابة التى تعرضت لها وانت تنقذه يكلفك بمهمة تسليمقائمة باسماء السياسيين المتعاونين مع تجار المخدرات لاحدى العصابات و استلامالمقابل , فتهرب بالمال .
و يبحث عنك هذا التاجر الكبير دون اثر و رغم انك لمتغادر البلاد بل تزوجت احدى بناتها و قررت ترشيح نفسك فى الانتخابات بعد ان صرتشهيرا – تاجر المخدرات نائم على اذنيه ولم يعرف كل هذا – ورغم عبثية ترشيح نفسكلانتخابات دولة اوروبية دخلتها بدون تأشيرة و تتاجر فيها بالمخدرات و جنسيتكالمصرية الا انك على شفا الفوز فى الانتخابات .
كل هذه القصة العبثية التى لا يصدقها طفل صغير هى احدالخطين الدراميين فى سيناريو فيلم الديلرالذى كتبه مدحت العدل و تحديدا هو الدورالذى لعبه خالد النبوى – وطلب حذف اسمه من على التترات واظن الافضل حذف دورهبالكامل – والفيلم فى مجمله -ان صح ان نطلق عليه كلمة فيلم –يعتمد على قانون المصادفة العبثية التى يعتبرها كتاب السيناريو و اساتذته احدىاكبر نقاط الضعف فى اى سيناريو فما بالك بسيناريو فيلم يعتمد على اكثر من ثلاثينمصادفة – مثلا تاجر المخدرات فى اوكرانيا يعمل لديه ابن تاجر مخدرات فى تركيا هونفسه الذى يعمل معه السقا ولا نعرف السبب فى ان يعمل ابن تاجر مخدرات كبير لدى اخرفى دولة اخرى الا رغبة مدحت العدل فى ان يلتقىخالد النبوى باحمد السقا مجددا – كذلك يعتمد سيناريو الفيلم على ذكاء و فطنة المشاهدفيخفى احداثا رئيسية ويكتفى بالاشارة اليها فى المشاهد التالية اما توفيرا للوقتاو توفيرا للجهد او الميزانية – مثل مشاهد سفر السقا بالهيروين واكتشاف انه سكربودرة وضياع كل امواله –
اما عن السذاجة والاستخفاف بعقل المشاهد فيكفى مثلا انترى احد الشباب المغاربة الذين ينتقلون بين الدول الاوروبية للاتجار فى الحشيش وهويسير فى احد اكبر جوامع تركيا السياحية ثم يلتقى مصادفة ب احمد السقافيعرض عليهصفقة كبيرة ويتم تنفيذها وكأن هذا الشاب قد قطع كل تلك الرحلة وهو لا يعرف من اينو كيف سيحصل على ما يريد .وعلى هذا المستوى يمكننا قياس اكثر من 40% من احداث هذاالسيناريو التعيس .
اما عن الاخراج فحدث ولا حرج و تكفى مطاردة تلك السياراتالروسية- المعروفة فى مصر- فى شوارع اوكرانيا وتلك الكادرات و الاصوات العجيبة –عودة مرة اخرى لسذاجة السيناريو حين يطلب السقا من سائق تاكسى لا يعرفه فىاوكرانيا ان يهرب من الشرطة فيساعده لله فى لله – احمد صالحمخرج العمل لم ينجح فىعمل اعمال الرفا المطلوبة لترقيع مثل هذا السيناريو المهترىء ولا يعيبه الا انهوافق على اخراج مثل هذا الكيان.
احمد السقا : ليس موجودا فى الفيلم بل و مترهل الجسدبطريقة لم نعهدها عليه من قبل و غير قادر على مصاحبة و احتواء شخصيته فى الفيلم ,اداء ساذج ناسب السيناريو تماما
خالد النبوى: دور غير منطقى حاولت من خلاله استخدامقدراتك كممثل ولكن – ايش تعمل الماشطة فى..... –
مى سليم : ندمك بعد الفيلم سيكون اكثر من حزنك على تأخيرعرضه .
منتج الفيلم محمد حسن رمزى الذى قال ان الفيلم عبارة عنمباراة تمثيلية بين السقا و النبوى يبدو انه لم يشاهد الفيلم حتى الان ويتحملالجانب الاكبر من فشل هذا الفيلم بصحبة كاتبه الدكتور مدحت العدل.
وفى النهاية و فى عودة لسذاجة الفيلم المفرطة , تجد نفسكبعد خروجك من السجن مسافرا الى تركيا للعمل مع احد مواطنيها الذى يكتشف ان لديكموهبة جبارة فى تعبئة اكياس الهيروين فينقذك من الموت و يقدمك لعمه صانع الهيروينالكبير لتقوم بتعبئة اكياسه – تركيا مفيهاش رجالة بتعرف تعبى هيروين – و تتقدم فىمستقبلك المهنى لتصبح ذراع الرجل اليمنى .
هذا هو الدور العبثى الاخر الذى اداه احمد السقا فى فيلمالديلرالذى صدق كاتبه الدكتور مدحت العدل فقط فى اسمه لانهعندما اطلق عليه اسم " الديلر" كان يعرف بازمة الحشيش فى مصر وبان الصنفمضروب