لو قلنا عنها انها أكثر مخرجة تثير الجدل في مصر.. فلن يكون الوصف دقيقا!! ان ايناس الدغيدي لم تثر الجدلكمخرجة فقط ولكن أيضا كمقدمة برامج وكشخصية عامة لها كثير من الآراء الصادمة.. التقيناها لتجيبعن اسئلة عديدة:
لماذا لم تحقق افلامها الأخيرة نفس النجاح؟ ولماذا اتجهت لتقديم البرامج؟ وكيف تريافلام خالد يوسف؟ ولماذا اصرارها علي صدم المجتمع فكانتالاجابات في الحوار التالي:
* لم نشاهد لك عملا سينمائيا مند فترة.. أين ايناس الدغيدي المخرجة؟
** السؤال الصحيح هو: أين السينما؟ وليس أين ايناس الدغيدي.. فالسينما سقطت ولن يقوم لها قائمة طالما تتحكم فيها مافيا ممثلة في شركتين فقط للانتاج والتوزيع.. هاتان الشركتان تقومان بفرض نجوم يعينهم علي الوسط السينمائي كله ثم تقومان بفرض افلامهم علي السوق وهم كمنتجين لا يهمهم المستوي الفني للأفلام وكل ما يعنيهم هو الربح السريع لذلك اصبحنا ننتج أفلاما قليلة ودون المستوي.
* وما الذي يمنع أن يكون هناك منتجون آخرون غير الذين أشرت اليهم؟
** لأن صغار المنتجين اصبحوا يخشون المنافسة في سوق يتعامل بعشرات الملايين في الفيلم الواحد.. فمن هو المنتج الذي يستطيع أن يدفع لبطل الفيلم وحده عدة ملايين؟! وأحيانا يتقاضي النجم أكثر من ثلثي ميزانية الفيلم بينما الصحيح هو أن يتقاضي كل فريق العمل مجتمعا ثلث ميزانية الفيلم ويترك الباقي لصناعة الفيلم.
* في رأيك.. ما الذي أدي الي هذه الزيادة الخيالية في أجور الفنانين؟
** فعلا هي زيادة خيالية.. فحتي وقت قريب كان نجم النجوم في مصر لا يحصل علي أكثر من نصف مليون جنيه.. أما ما يحدث حاليا فهو بسبب ان المسلسلات تربح كثيرا من الاعلانات ومن البيع للفضائيات ويجذبون كبار النجوم برفع أجورهم بصور مبالغ فيها وبالتالي فإن النجم يرفض تقاضي أجر أقل من ذلك عندما يعود الي السينما لأنه يعتبر ذلك تراجعا في مكانته! والسبب الثاني في ارتفاع اجور الفنانين هو تلك الشركات الكبري التي تقوم بعمل ما يشبه المزاد فيما بينهما علي النجم حتي تستحوذ احداهما عليه.. وفي النهاية ليتهم يقدمون له عملا جيدا بل علي العكس من ذلك كانوا السبب وراء سقوط وتراجع نجوم كبار مثل محمد سعد و هنيدي لأن الجمهور زهق من هذه الأفلام واسقطها!
* وماذا تقترحين لحل هذه المشكلة؟
** بصراحة لا أري حلا لان غرفة صناعة السينما- وهي المسئول الأول- اعضاؤها هم نفس اصحاب تلك الشركات!! بمعني أننا سنشكوهم لأنفسهم فهم الذين يصنعون القوانين اما وزارة الثقافة فقد رفعت يدها عن السينما ولم يعد لها دخل بها!
* قد يعتقد البعض أنك تقولين هذا الكلام لتبرري عدم تحقيق فيلمك الأخير مجنون أميرة أي نجاح؟
** لم أتعود تبرير شيء وأنا فعلا لست راضية عن مجنون أميرة لأسباب كثيرة أهمها بطل الفيلم مصطفي هريدي.. فقد رأيته في بعض المشاهد مع عادل امام وتوسمت فيه الخير وشعرت أن لديه طاقات تمثيلية جيدة لكن للأسف الشديد كانت لديه ظروف شخصية لا أريد التحدث عنها حفاظا علي مستقبله الفني جعلته يفشل في الفيلم ويساهم في عدم نجاحه النجاح المتوقع.. لكن هذا لاينفي أن السبب الأكبر وراء عدم نجاح الفيلم هو أن تلك الشركات تحتكر معظم دور العرض وتتحكم فيما يعرض فيها وفي توقيت العرض ومدته وبالطبع فهم يديرون ذلك لصالح افلامهم!
* ألهذه الدرجة؟! لماذا.. ألا توجد أي رقابة؟!!
** لاتوجد رقابة لأنهم اصحاب السينمات.. وماذا تفعل الرقابة اذا قاموا برفع فيلم بحجة أن الصالة غير صالحة او بحجة انه لم يحضر متفرج واحد؟! هذا ما حدث معي في مجنون اميرة واكتشفت أنهم عرضوا بدلا منه أحد أفلامهم القديمة!
* لو كان الحال هكذا.. فكيف نجحت افلام السبكي مثلا؟
** أنا أرفع القبعة احتراما للسبكي لكنني للأسف لا أستطيع أن أفعل مثله.. فقد قال لي هو شخصيا انه يعلم ان فيلمي قد ظلم في دور العرض وانه ينزل بنفسه الي السينمات ليتابع فيلمه ويضمن ألا يحدث له ما حدث لي! لكنني لن أفعل ذلك لأنني مخرجة وليس دوري أن انزل لمراقبة السينمات هذا بالنسبة لـ مجنون اميرة..
* لكن ألا تتفقين معي ان فيلمك الذي سبق ماتيجي نرقص لم يحقق النجاح أيضا؟
** اتفق معك في ذلك.. لكن حتي المخرجين العالميين لايقدمون أفلاما بنفس المستوي طول الوقت.. فالفيلم عناصره كثيرة واذا فشل عنصر واحد من تلك العناصر يتأثر الفيلم كله وهذا شيء طبيعي ووارد.
* ما الذي أثر علي نجاح ماتيجي نرقص؟
** العنصر الأساسي هو أنني اكتشفت بل صدمت أننا في مصر ليس لدينا فرقة رقص واحدة محترفة ويمكن الاعتماد عليها في الفيلم!!وحتي مصمميي الرقصات المحترفين لايزيدون عن ثلاثة وهم بطبيعة الحال مشغولون جدا ولا يستطيعون التفرغ لفيلم والأكثر من ذلك أننا ليس لدينا نجوم يجيدون الرقص او حتي لديهم الاستعداد للتدريب الجاد الذي يجعلهم يظهرون بشكل أفضل.
* لكن لماذا غامرت من الاساس باختيار قصة مقتبسة عن فيلم امريكي قد لاتلقي قبولا عند المشاهد المصري؟
** لأنني شعرت أن الناس زهقت من الأفلام التي تتحدث عن المشاكل والعنف فأردت تقديم فيلم بسيط بعيدا عن الهموم حتي لا أزيد من احباطات الناس وكنت أنا شخصيا أمر بحالة نفسية لذيذة ورأيت الفيلم الامريكي واعجبني وانفعلت به جدا ففكرت في اقتباس الفكرة وهذا ليس عيبا مادمت قد اشرت الي انه مقتبس فالامريكان بجلالة قدرهم قد اقتبسوه هم أيضا من فيلم ياباني!
* حسبما تحدثت عن حال السينما.. هل نتوقع ان تبتعدي عنها في الفترة القادمة؟
** لا طبعا.. لأن السينما هي عشقي الوحيد فأنا الآن أقوم بالتحضير لفيلم عن رواية لكاتبة تونسية اسمها الصمت تدور حول سيدة تم اغتصابها من أحد محارمها مما يؤدي لتدمير حياتها ويقوم بكتابة السياريو حاليا د. رفيق الصبان وقد رشحت هند صبري لبطولته لأنها من أكثر الفنانات تفتحا وجرأة وتستطيع الدفاع عن مواقفها.
* تعودين للقضايا الشائكة مرة اخري.. ألا تخشين رد فعل المجتمع؟!
**أنا لا أخشي شيئا ولا أعرف المسايسة من حقي أن اعلن عن رأيي واقدمه في اعمالي ومن حق الجمهور ألا يشاهد مالا يعجبه.. لكني لن اسمح ان يفرض المجتمع رأيه علي لأنني لا أعمل لحسابه ولست سيارة لنقل الموتي تحت الطلب!! لأقدم فقط ما يرضي الناس.. أنا مخرجة ومبدعة ولست منفذة..
* هل ستعودين لتقديم البرامج مرة اخري خاصة بعد الجدل الذي آثاره برنامجك الرمضاني.. الجريئة؟
** البرنامج حقق نجاحا لم اتوقعه.. بدليل أنني قد جاءتني عروض كثيرة لتقديم برامج علي قنوات مختلفة.. لكن ولائي سيكون للتليفزيون المصري لأنني نجحت معهم لذلك فانني علي الأغلب سأقدم برنامجا علي شاشته في رمضان لكنه لن يكون فنيا..
* هل يعوضك نجاحك كمقدمة برامج.. عن عدم نجاح افلامك الأخيرة؟
** تقديم البرامج بالنسبة لي مجرد شغل أقوم به عندما تكون السينما متوقفة.. لكنني أولا وأخيرا مخرجة لا يتحقق ابداعي الكامل إلا من خلال السينما.