رانيا يوسف تكتب : ''الكبار'' فانتازيا درامية لا تتماس مع الواقع سوي بفساد كل منهما

  • مقال
  • 02:09 مساءً - 2 يوليو 2010
  • 3 صور



صورة 1 / 3:
مشهد من الفيلم
صورة 2 / 3:
مشهد من الفيلم
صورة 3 / 3:
عمرو سعد بطل الفيلم

ينتمي فيلم linkلموجة الافلام التي يفضح موضوعها الكثير من تدني القيم الاجتماعيةوالاخلاقية التي أصبحنا نعيش فيها والتي يشتق منها حواديت عديدة تصلحجميعها ان تكون مادة ثرية لكتاب السيناريو ينسجون منها احداث دراميةمتباينة الاساليب لكن جميعها تعكس مدي تفشي الفساد الذي أصبح أفة تنخر فيجسد المجتمع, تلك الازمات التي لا تحتمل التهريج طوعتها السينما في اشكالفنية متعددة , ما بين التناول الكوميدي الساخر وما بين التناول المأساويالسوداوي وبين التناول الاجتماعي لتبعيات هذا الانحدار , وبرغم جدية هذهالرسالة الا اننا لن نجد اعمالا سينمائية كثيرة قدمتها بمستوي فني لائقالا القليل منها , كان اخرها فيلم بنتين من مصر حيث عرض لنا المخرجسيمفونية درامية شديدة العذوبة والالم معاُ , اما فيلم الكبار الذي عرضمنذ أيام في دور العرض فلم يفلح سيناريو الفيلم في شحن المشاهد بهذا الثقلالدرامي المأساوي الذي يعكس من خلال الاحداث استفحال منظومة الفساد التينعيش بها .
فيلم الكبار تأليف link ( كمال ) بالقاء خطبة دفاعه امام المحكمة , في حين تصدر نبرات صوته هزيلة مترددة تخلو من اي أداء تمثيلي .
يعرض الفيلم مراحل مختلفة لتحول شخصية كمال وكيل النيابة الذي يصاب بعقدةنفسية بعد تسببه في اعدام متهم بريء ثم يتحول للعمل كمحامي لا يستطيعالتصدي لسلطة المال والنفوذ التي تقف أمامه وتجبره علي التخلي عن قضيتهالاولي ويكتشف مدي ضعفه , فيواصل بسلبية مستكينة إنفصاله عن الحياة العامةويحاول الهروب الي نسيان ماضية بكل ما فيه ويعطينا المؤلف اشارة دلاليةخاطفة لتأثر كمال بشخصية والده الذي عمل قاضيا , ولكن سريعا نجد كماليتحول الي النقيض وينضم الي الجانب الاقوي , ودون أي خلفيات نشهد اشباحبشرية تقتحم حياة كمال وتطوعه ليتحول الي ظل لرجل اعمال صاحب نفوذ كبير ,يجبر كمال علي اطاعة اوامره بارادة مسلوبة , ويستغل علاقة والد كمالالسابقة مع احد القضاة فيقوم برشوته مقابل حكم البراءة في احد قضاياالفساد , وبعد انتهاء هذه المسرحية الهزلية والحصول علي البراءه المزيفةينتحر القاضي داخل قاعة المحكمة وكأنه يعلن عن انتحار العدالة التي لمتستطع مقاومة الظلم , حكم قصري وسوداوي فرضه المؤلف علي المشاهدين ولكنبشكل أشبه الي الكاريكاتير والفانتازيا التي يمكن ان تقبل الاحداث التي لاتخلو من المنطقية .

ولم تخلو الاحداث بالطبع من وجود جانب يدعم الخير ويحاول إسترداد ضمير البطل فشخصية علي ( link , فإذا قبلنا منه هذا التأثر مرة , فلن نقبله في كل مرة , أما خالد الصاوي فقدم أداء أقل من المعتاد وبشكل يدعو للسخرية .

وصلات



تعليقات