احمد الجندى و احمد مكى ثنائى تخصص فى الاعوام الاخيرة فى صنع البهجة من خلال فيلمى اتش دبور و طير انت, يصنعان هذا العام ثالث اعمالهما سويا بمشاركة السيناريست شريف نجيب هذه المرة , لا تراجع و لا استسلام فيلم كوميدى من العيار الثقيل يحمل فى نصفه الاول كم هائل من البهجة و الضحك و يحمل فى نصفه الثانى ضحكات متفرقة و قليلا من الملل .
احمد الجندى مخرج العمل , كما عودنا دائما يهتم بكل تفاصيل العمل الصغيرة قبل الكبيرة , فتخرج صورته ممتلئة بالحياة فتصل الى المشاهد ببساطة , اعتمد على زوايا تصويره المعتاده و حركته للكاميرا التى يستطيع بها تفجير الضحكات من خلال وجه مكى , يعيبه فقط عدم سيطرته على "رتم" الفيلم الذى سقط منه فى النصف الثانى .
شريف نجيب فى اول سيناريوهاته , لم يقدم مكى بشكل جديد كما قال .. فقط اعتمد على افيهات طازجة تماما و مكتوبة جيدا , زادها اضحاكا براءة التجربة الأولى , عمل يحسب له و يجوز التغاضى عن اخطائه فيه.. لأنه عمله الأول و تبقى مسئولية ضبط "رتم الفيلم " معلقة فى رقبة مخرج العمل و ان كانت غلطة السيناريست فى الاساس
أحمد مكى تلك القنبلة المتفجرة بالامكانيات و القادرة على الاضحاك الى مالا نهاية و ابدع فى تقمص الشخصية و اضفى عليها - كما اعتاد دائما - صبغته الشخصية و تفاصيلها الحميمة ليزيد من حجم الضحك , يضع نفسه فيلما بعد اخر فى مصاف نجوم الكوميديا العظام فى تاريخ مصر السينمائى .
ماجد الكدوانى ابدع و تألق فى دور الضابط و كانت انفعالاته رغم حدتها نبعا اخر للضحك فى هذا الفيلم , الذى تأكد فيه ان ماجد يكون مع مكى ثنائى مدهش على الشاشة أحبه الجمهور .
دنيا سمير غانم , حدث ولا حرج .. طلة متميزة على الشاشة , وجه مريح و اداء يتقدم بخطى واثقة , تصنع لنفسها حضورا قويا على الشاشة على الرغم من قوة مكى .
دلال عبدالعزيز و عزت ابو عوف و عبدالله مشرفو محمد شاهين , ادوا ادوارا صغيرة خفيفة مقبولة لم يكن فيها استظرافا ولا استخفاف .
ملابس عبير الانصارى تستحق الشكر, لأن ملابس مكى معبرة تماما عن الطبقة التى يمثلها و كانت فى حد ذاتها فى بعض المشاهد سببا لتفجير الضحكات .
مونتاج وائل فرج متميز و ان يعاب عليه بعض مشاهد المطاردة النهائية فى الفيلم .
فيلم لا تراجع ولا استسلام الذى يسمى بطله "حذلئوم " فيلم كوميدى بحت , لم يفكر صانعوه فى اى ابعاد اخرى عند صناعته , و نجحوا فيما ارادوا , حتى وان رآه البعض اقل من فيلم " طير انت " , فحين تستعد للقفز على القمة قد ترجع نصف خطوة للوراء.