أجمع نقاد ومشاهدون من دول المغرب العربي على هيمنة الدراماالمصرية على اهتمام الجمهور المغاربي في شهر رمضان مع تواجد متباين للدراماالسورية والخليجية بينما تحظى الدراما المحلية بمشاهدة محدودة وتحديدا الكوميديةمنها.
وقالالناقد المغربي عمر الفاتحي لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إنه رغم أنه منالسابق لأوانه الحكم على المشاهد المغاربي في إهتمامه بالأعمال الدرامية خلال شهررمضان في الأسبوع الأول منه إلا أن الاتجاه الغالب في كل دول المغرب العربي هو هيمنةالإنتاج الدرامي المصري والسوري مع إهتمام محدود بالأعمال الدرامية المحلية إلابعض الاسثتناءات القليلة.
وأوضح"هناك هجرة جماعية للمشاهد المغاربي نحو القنوات الفضائية المصرية إلى درجة أنهأصبح يعاني الإرتباك في متابعة كل ما يعرض بسبب كثافة الإنتاج المصري هذا العاموتميز العديد منه وهو ما دفع بعض المشاهدين إلى متابعة عمل أو عملين مع إطلالة علىالانتاجات المحلية على أن يشاهد باقي الأعمال بعد شهر رمضان".
وأشارإلى أن ما يشاهده الجمهور المغاربي خلال شهر رمضان تحكمه بالدرجة الأولى الوجوهالمعروفة في الأعمال الدرامية "فحين يرى نجما معروفا في عمل يصبح إنطباعه الأوليأن هذا العمل جدير بالمشاهدة من منطلق أن النجوم المعروفة لا يمكن أن تشارك في عمليسيء إلى رصيدها الفني".وأضافالفاتحي: "يجب الإشارة إلى كون الجزائر تغاضت عن عرض مجموعة من الأعمالالمصرية هذا العام بسبب تداعيات ما خلفته مباريات كرة القدم بين الجزائر ومصر"حسب قوله.
وقالتالكاتبة الجزائرية حنين عمر إنه غالبا ما يكون اتجاه المشاهد المغاربي نحو المسلسلاتالسورية خاصة التاريخية إضافة إلى المسلسلات المصرية الإجتماعية بينما تأتي فيمرتبة لاحقة الدراما الخليجية بنسبة قليلة وبنسبة أقل كثيرا الأعمال المحلية.
وأوضحتأن الأعمال المحلية لا تستقطب المشاهدين إلا في الكوميدية منها ورغم أنه كان هناكترقب كبير في الشارع الجزائري لمسلسل " ذاكرة الجسد" الذي كان من المتوقعأن يكون بحجم الإنجاز الروائي الذي اقتبس منه.
"لكن خيبة أمل عامة بدت جليةلدى الغالبية العظمى بسبب سقوط العمل في الكثير من الهفوات وقلة تماسكه وانعدامخبرة البطلة الرئيسية" على حد قولها.
واختلفتالكاتبة التونسية هادية الدرويش مع الرأيين السابقين قائلة لـ(د ب أ) إن جمهورالشاشة الصغيرة في رمضان لديه ولع خاص بمتابعة الدراما التونسية حتى وإن كان غيرمقتنع بتفوقها مقارنة بنظيرتها في مصر وسوريا.
وأضافتأنه في السنوات الأخيرة ظهرت أعمال الـ"سيت كوم" وأحدثت ضجة حيث الجمهورالتونسي ليس لديه البال الكافي لمتابعة أحداث المسلسل ذو الثلاثين حلقة بالإضافةأن تلك الأعمال اتخذت منهجا هزليا يضفي الإبتسامة التي يبحث عنها الجمهور العادي.
وأشارتالدرويش إلى أن الفضائية التونسية تبث حاليا مسلسل " ليلى مراد" وهناكولع كبير من التونسيين بمتابعة هذه النوعية من الأعمال إلى جانب الدراما السورية وخاصةمسلسل " باب الحارة5" كما أن تحويل رواية "ذاكرة الجسد"لمسلسل لم يعجب التونسيين بإعتبار أن المسلسل بالفصحى.وقالتالصحفية المغربية مريم الرايسي إنها ترى الدراما المصرية مسيطرة خصوصا مسلسل " زهرةوأزواجها الخمسة" بعكس الدراما المغربية التي أصبحتباهتة جدا وهناك إقبالكبير أيضا على الدراما الخليجية خصوصا المسلسلات التي لاقت نجاحا السنة الماضية لكنالدراما المصرية لازالت متفوقة.
وقالتالمشاهد الليبي أنيس بوجواري لـ(د ب أ) إن الإقبال في بلاده منصب على الدراماالمصرية ويليها الخليجية مضيفا أنه شخصيا يتابع عددا كبيرا من الأعمال المصريةخاصة أعمال النجوم الشباب بينما عامة الشعب الليبي بعكسه مهتم بمسلسل " شيخالعرب همام" للنجم يحيى الفخراني.
وقالتالتونسية قمر ملكي إنها تشاهد القليل من الدراما في رمضان بينما تقضي وقتا أكبر فيالتجول بالطرقات في أجواء رمضان التراثية قبل أن تنكب على موقع "فيس بوك"معتبرة نفسها تمثل قسما كبيرا من الشعب التونسي الذي تربى على الثقافة الغربيةوالذي لا تعنيه المسلسلات عادة وإن كانت تشاهد فقط بعض الأعمال التليفزيونية التونسيةخاصة الكوميدية منها.